روي عنه عليه السلام أنه تأتى سورة البقرة وآل عمران كذا وكذا (يوم القيامة ) كأنهما غمامتان فأجاب أحمد بن حنبل (رحمه الله ) وقال : " يعني ثواب قارئيهما " وهذا تصريح (منه ) بالتأويل
كذبت والله فالإمام أحمد بن حنبل لا يقول بالتأويل
عقيدتنا نحن أهل السنة والجماعة أننا لا نؤول الصفات
بل نمرها كما أتت صريحة من غير تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل
قال القحطاني رحمه الله في نونيته:
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته = أبدا ولا يحويه قطر مكان
وهو المحيط بكل شيء علمه = من غير إغفال ولا نسيان
من ذا يكيف ذاته وصفاته = وهو القديم مكون الأكوان
سبحانه ملكا على العرش استوى = وحوى جميع الملك والسلطان
وقال في موضعٍ آخر واقرأ يا hansor6
والله يومئذ يجيء لعرضنا = مع أنه في كل وقت داني
والأشعري يقول يأتي أمره = ويعيب وصف الله بالإتيان
والله في القرآن أخبر أنه = يأتي بغير تنقل وتدان
وعليه عرض الخلق يوم معادهم = للحكم كي يتناصف الخصمان
وفي موضعِ آخر
لا يصحب البدعي إلا مثله = تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد = يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى = جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم = فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم = والفرقتان لدي كافرتان
ويسب مختاريهم دوريهم = والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم = وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق = مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم = يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى = ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله = وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله = قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر = فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته = بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت = من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك = وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة = ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا = ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها = وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا = والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده = والكيف ممتنع على الرحمن
والله ينزل كل آخر ليلة = لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه = فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته = فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله = شيء تعالى الرب ذو الإحسان
وحديثه القرآن وهو كلامه = صوت وحرف ليس يفترقان
لسنا نشبه ربنا بعباده = رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسيمه = إذ كانت الصفتان تختلفان
حركات السننا وصوت حلوقنا = مخلوقة وجميع ذلك فإني
وكما يقول الله ربي لم يزل = حيا وليس كسائر الحيوان
وحياة ربي لم تزل صفة له = سبحانه من كامل ذي الشان
وكذاك صوت الهنا ونداؤه = حقا أتى في محكم القرآن
وكذلك
سبحان ربي عن صفات عباده = أو أن يكون مركبا جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي = يا معشر الخلطاء والأخوان
إن الذي هو في المصاحف مثبت = بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه = ومدادنا والرق مخلوقان
المفضلات