بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا مجتمع مسومس وبياكم ، وجعل الجنة مثواي ومثواكم
منذ زمن طويل لم أدخل هذا المنتدى ، وهناك عدة أسباب لهذا ( لا أخفي عنكم أن أحدها الكسل XD )
لكن هذه القصة بإذن الله ستكون بداية عودتي ، وهذا هو الجزء الأول منها ، وبالطبع لا تبخلوا علي بالانتقادات !
الجزء الثاني
الجزء الثالث
على سطح السفينة
" آه ، ما أجمل الحياة ! "
قالها عامر مبتسما بعدما سمح له وضعه المادي أخيرا بإخذ عطلة فخمة من عمله الخاص كمحقق ، وهو جالس على سطح السفينة الفخمة التي تتسع لـ2000 شخص ، وتقل بشكل يثير الضحك والاستغراب 15 شخصا بما فيهم الطاقم المكون من 8 أفراد ، فالمسافرون ليسوا سوى 7 أشخاص فقط ، ومن الطبيعي أن تكون رحلة مكلفة كهذه في وقت كهذا قليلة الركاب !
لم تبحر السفينة إلا توا ، ولم يتعرف عامر على جيرانه المؤقتين بعد ، ما إن قرر فعل ذلك حتى رأى فجأة صديقه صبري على متن السفينة ذاتها !
صاح الاثنان وقفزا من مكانهما مندهشين ، وصاحا في نفس الوقت بطريقة غريبة " ما الذي أحضرك إلى هنا ؟ "
كان صبري صديق عامر المخلص ومساعده في عمله ، فما إن قرر عامر السفر حتى أعطى صبري إجازة من العمل !
عامر : " ما هذه الصدفة يا صديقي ! ظننت أنك ستجلس مع عائلتك في البيت ! "
عائلتي سافرت إلى الجزائر وبقيت هنا بسبب العمل ، ولما أعطيتني الإجازة كنت قد فوت الحجز ، وكنت أشعر بالملل فنظرت إلى أول رحلة سياحية أستطيع حجزها وسافرت ، لكنني لم أكن أعرف أنك في نفس الرحلة !
أنا كنت أخطط لهذه الرحلة منذ زمن ، وأخيرا جئت إلى هنا ! وهذا استغرق مني وقتا طويلا حتى أجمع المال اللازم لــــ... لحظة ... كيف استطعت السفر إلى هنا مع أن وضعك المادي ليس على ما يرام ؟
حسنا .. أعتقد أن هذه وظيفتك لمعرفة كيفية حصولي على هذا المال .. من يدري ! ربما سرقت بنكا أو ما شابه !
ضحك الاثنان ، لكن عامر لاحظ أن صبري ليس في أحسن حال ، وأن هناك خطبا ما حصل ...
هل أنت على ما يرام ؟
ما الذي تتحدث عنه ؟ أنا في أحسن حال !!
لم يصدقه عامر ..
ظلا صامتين بعدها إلى أن بادر عامر بالحديث قائلا :
هل رأيت الركاب الآخرين ؟ لم أرهم في أي مكان على سطح السفينة ..
ولا أنا ، أعتقد أنهم جالسون في غرفهم ....
قاطعه صوت من خلفه :
هل تتحدث عنا ؟
كانوا واقفين هناك ، 5 أشخاص بجانب بعضهم ، وبينهم شبه كبير ...
نعم ... هل انتم إخوة ؟
حسن : نعم ، دعوني أعرفكم عليهم ، أنا حسن ، وهذا حسين ، وهذا حسان ، وهذا حسني ، وهذا أصغرنا حسام ، مع أن عمره 30 وهو أكبر منكم على ما يبدو
حسان : هل تعرفهم أصلا حتى تقدمنا لهم ؟
حسن : لا ولكن ظننت أنها فكرة جيدة بما أنهم الركاب الوحيدون معنا
حسان : كان من المفترض أن تسألهم أولا عن أنفسهم
حسن : ما الداعي من هذا الترتيب ؟
حسان : إنها العاداتـــ
قاطع حسين هذا الجدال قائلا : وأنتما أيها الصديقان ، ما اسمكما ؟
حسان : هما ليسا صــ
قوطع حسان هذه المرة من قبل عامر : أنا عامر ، وهذا صديقي وزميلي في العمل صبري ، ونحن أكبر مما نبدو عليه إذ أننا في الخامسة والثلاثين من عمرنا ، سررنا بالتعرف عليكم .
حسان : ومن قال إننا نريـ
قوطع للمرة الثالثة من قبل حسين : ونحن أيضا سررنا بالتعرف عليكم .
أوشك حسان أن يقول شيئا آخر ، ولكن حسين همس في أذنه شيئا ما جعله يعرب عن ما كان يريد قوله ، ثم قال حسين : نعتذر إذا كنا قد أزعجناكم .
عامر : حياكم الله في أي وقت وحين
حسين : هل تودون لعب البلياردو في الأسفل الليلة ؟
عامر : لا مانع لدي ، وأنت يا صبري ؟
صبري : أنا أيضا لا مانع لدي ، لكنني سيء في البلياردو .
حسن : حسنا : قضي الأمر ، الثامنة ليلا !
حسين : نعم ، الثامنة ليلا .
شعر عامر برجفة عندما قال حسين تلك الكلمة ، لم يكن يعرف أن تلك الكلمة كانت بداية الأحداث التي يصفها عامر " بالمثيرة " !
قبل أن يحل الليل ، لم يضيع عامر وقته ، بل باشر بالبحث عن مصدر أموال صبري ، استطاع أن يدخل إلى حسابه البنكي ويرى النشاطات المؤخرة لديه ، ورأى من ضمن تلك النشاطات تحويل مبلغ كبير من حساب سويسري مجهول ، تسائل عامر عن هذا ، ثم بحث عن شخص ثري يملك حسابا في سويسرا من معارف صبري أو أقاربه ، فلم يجد .. سأل عائلته على الهاتف فردت عليه طفلة صغيرة :
نعم ؟
أهلا بكي يا صغيرة ( وكان يعرفها ) ، أين أبوكي ؟
لم يسمع عامر أي استجابة منها سوى صوت سقوط الهاتف ، والبكاء !
هنا أدرك عامر ما الذي حصل ... توفى عم صبري والذي هو أبو تلك الفتاة ، وقد سمع أنه كان تاجرا مرموقا فيما سبق ، فربما حصل صبري على تلك الأموال بالوراثة ، بل قد حصل عليها بالوراثة !
"المسكين صبري ، خرج في هذه الرحلة ليرفه عن نفسه قليلا ، وينسى خبر موت عمه الصادم ، والذيـ"
قطع حبل أفكار عامر عندما سمع حسني وهو يقول " تعال . الثامنة . بلياردو ."
نهض عامر وذهب مع حسني إلى صالة البلياردو متناسيا كل ما فكر به وكأن شيئا لم يكن ، وكان عليه فعل ذلك إذ أنه إذا لم يفعل ذلك لم يكن ليحتمل سماع الطلقة النارية التي أطلقت فور وصولهما لقاعة البلياردو ، هرعا جريا إلى مصدر الصوت ليجدا حسين وحسن يهرعان أيضا من الجانب الآخر ، وكان مصدر الصوت غرفة حسان !
لم ينتظر عامر واقتحم المكان بمسدسه الخاص قائلا
"ارم سلاحك !"
وتفاجأ عندما لم ير أحدا في الغرفة سوى حسان ، أعني جثة حسان الهامدة !
المفضلات