إخوتي وأحبتي في الله ، ، ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي يا أعزائي أن أروي لكم ما حدث لي وروّعني في يوم من الأيام...
لقد بدأ ذلك الحدث المروّع وقتما كنت جالساً بـ القرب من والدتي - أطال الله عمرها بـ طاعته -
ومعنا كان خالي جالساً، وكنا نتحدث سويةً بـ حديث عادي لا أذكر منه شيئاً...
فقد كان حديثنا عن شيء دنيوي لا أكثر... لكن المشهد المروّع أنسانيه..
فجأة... ألا بـ شاشة ظهرت أمامنا... شاشة فيها جداول وحقول بها كلمات...
فيها كلمات وأرقام مما لا أفقه منها شيئاُ... كان الكلام معروض بـ اللغتين العربية والإنجليزية...
فـ ظهر في أعلى الشاشة كلام أو عنوان يكون بمثابة وصف للأشياء والكتابات التي نراها في أسفله...
نظرت إلى والدتي... فـ وجدت حالتها عادية... بـ الرغم من أنها ترى ما ترى من شيء عجيب !!
حوّلت نظري إلى خالي العزيز... فـ رأيت حالته كـ حال والدتي تماماً... لا تأثير عليه...
بل كانوا ينظرون إلى هذه الشاشة والابتسامة ملئ أفواههم...
أما أنا... فـ حالتي حال المفزوع... الخائف... أرتعد...
أرتجف... أمعن النظر في الشاشة إمعان لم يسبق لي أن قمت بـ مثله !!
أنظر إلى هذا الهول... مرتبك... خائف... لا أعرف ماذا أفعل حيال ما أشاهد !!
لقد... لقد كنت... لقد كنت أرى... لقد كنت أرى في الشاشة :
لقد كنت أرى أعمالي في الدنيا... ونتيجتها في الآخرة...
لم أكن أراها بـ عينها، بل كنت أراها كـ درجات أو تقرير دراسي...
الأعمال تُكتب في الجداول... وفي وسط الشاشة النسبة العامة وهي تتزايد...
ومعلومٌ لديّ أن نتائج أعمالي هذه سوف تقدّر كما تقدّر في الجامعات،
ما أقصده هو يمكن أن تكون النتيجة A أو B أو C...الخ...
ولكن ما رأيته لم يكن لا هذا ولا ذاك...
لقد كنت أرى وأحدّق في النسبة وهي
في تزايد رقمي مستمر، متمنياً أنها لا تقف قبل نسبة معّينة...
لكن...!! توقف العدّاد فجأة... وأعطاني نتيجة لا يريدها أحد في الدنيا...
فـ كيف بها تكون هذه النتيجة هي خاتمة أعمالك وتحديد مصيرك في الآخرة ؟!!
لقد حصلت على درجة F يا إخوتي في الله !! وتم كتابة FAIL على الشاشة !!
أعمالي... وتعبي وشقائي في الدنيا لم يتوسطون لي في النجاح...
فقد فشلت في اجتياز الحساب بـ نجاح !!!
------------------------------------------------------------------
إخوتي في الله
ما ذكرته لكم كان حلما قد حلمته في إحدى موتاتي،
وما أقصده بـ موتاتي هو نومي... فـ المعروف
عن النوم أنه موتة صغرى...
لكن ما يهم هنا هو محتوى هذا الحلم...
قد أكون كنت أعمل ومستمر في عمل المعصية...
قد أكون أفسد في مكان ما وأنا جاهل عن ذلك كل الجهل...
لم أفكّر أبداً أن أفسّر هذا الحلم لـ أنه واضح أمامي في
كونه كـ تنبيه لي وطلبي مراجعة نفسي فيما أفعل..
فـ أخذت بـ نفسي، واستجوبتها عن ما تفعل..
لقد تذكرت فور فزعي من النوم قصة ذاك
الرجل الذي تاب إلى الله بعدما كادت أن تقطعه سيارة
في أحد الشوارع التي كان يعبرها ذاهبا إلى إحدى صديقاته لـ اللهو..
وقت حادث هذا الرجل، كان هناك رجل آخر قد تقطّع أشلاء بعدما
صدمته سيارة كانت مسرعة بـ سرعتها القصوى !!
فـ همَس مجهول في أذن صاحبنا بـ :
" اليوم قدمناه وأخّرناك " !!
التفتَ يمنة ويسرة
فـ لم يجد أحد!!
ماذا نستفيد من هذا يا أولي الأباب ؟؟؟
لا أعتقد أنه يوجد من لم يفهم ما أرمي إليه...
أخبروني... ماذا ننتظر... إلى متى سـ ننتظر...
محدّثكم والذي في القصة قد تلقـّوا رسالة ربّانية تحذيرية...
من كريم لطفه عزّوجل أن نبّهني إلى محاسبة نفسي ورؤية طريقي...
لا ينتظر أحدكم هذه الرسالة... فـ قد تكون أنت العبرة لـ الآخرين.. ليس المعتبِر!!
------------------------------------------------------------------
فلـ يفتح كل مناّ صفحة جديدة مع نفسه...
يتفق في معها على الإقلاع عن ما يغضب الخالق عزوجل،
والتعوّد سوية على إرضاءه سبحانه وتعالى في فعل ما يحب...
فلـ نحاول أن نتقرب إلى الله سبحانه بـ الامتثال بـ أوامره واجتناب نواهيه،
فـ الحكيم عز وجل لم يطلب من عباده أداء المستحيل،
ولا التخلي عن ما نحب أو نريد ونحتاج...
فقد أمرنا بـ أمور معلومات ...
لا تأخذ من وقتنا سوى القليل... ولا تأخذ من جهدنا الشيء الكثير...
فـ لماذا نتقاعس ونتخامل إذا كان توجهنا نحو ديننا في طاعة ربنا الرحيم...
وننشط ويأخذنا الفرح عند اتجاهنا في طاعة أنفسنا وخدمة ذلك الشيطان الرجيم...
لا شك في أن الإقلاع عن المعاصي ودحر الشيطان شيء يصعب حدوثه بـ سهولة،
لكن لـ نضع نصب عينينا أن تحقيق ذلك غير مستحيل...
ومع الزمن سـ نتمكن من ذلك إن شاء الله..
ومما لا شك فيه أيضاً صعوبة ترويض النفس،
وعصمها عن ما تهوى... وإجبارها على التعوّد على الخير...
لـ نستغل هذه الفرصة القادمة إلينا... فـ لا أعتقد أن هناك أفضل منها طيلة السنة...
إن الشهر الكريم مقبل إلينا... وفيه تصفّد الشياطين...
أي أنه لا صعوبة إن شاء الله في فتح تلك الصفحة الجديدة مع النفس...
لـ نعزم على هذا، ونكون صادقين في نيتنا وعازمين على تنفيذ مبتغانا لـ وجه الله...
ولـ نفتتح جهدنا القادم بـ عدم خسارة ما ورد في
حديث خير الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
" إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن "
من منا لا يريد اغتنام هذه الفرصة...
كل منا إن شاء الله صادق في دينه وحريص في أداء واجباته،
لكن ولـ الأسف، يوجد الكثير من الإخوان المتشاحنين أو المتخاصمين...
أناشدكم جميعاً يا إخوتي وأخواتي... ويا من بينهم شحناء أو خلاف على أمر ما،
أن تصفحوا عن ما سلف، وتعودون إلى بعضكم متآخين متحابين في الله، لكي لا يفوتكم
غفران الكريم عز وجل في هذه الليلة القادمة... ليلة النصف من شهر شعبان... فلـ نغتمنها...
.
.
.
ليس لدي ما أقوله بعد هذا...
كلماتي المتواضعة في هذا الموضوع كانت متعددة الأهداف،
المغزى الرئيسي منها هو أن لا نغفل عن ما نفعل في طريق مجهول...
لا أعلم إن كانت كلماتي مرتبة أم كانت مشتتة... لكن ما أتمناه هو وصولها بـ شكل مناسب..
هذا وأتمنى منكم الدعاء الصالح لـ محدثكم، ولـ إخواكم، ولا تنسون أنفسكم...
وأتمنى منكم أيضاً الدعاء لـ أحد الأشخاص وهو بمثابة أبٍ لي،
حيث أنه مقدم على إجراء عملية في المستشفى قريباً،
متمنياً من الله الشافي أن يشفيه ويعود إلى
أهله سالماُ بـ إذنه عز وجل....
لا تنسونه بـ الدعاء،
أرجوكم...
وتقبلوا من محدثكم AIKEN خالص التحية والتقدير ، ، ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات