السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقدم لكم موضوعي الجديد بعنوان
سر بكاء امي

لم اكن اتخيل ان امي.. تلك المرآة القوية يمكنها ان تبكي..!
كثيرا ماشعرت بانها قاسية حتى ولو كانت تدعى ذلك لكي تدفعني
للاجتهاد في دروسي الا ان ذلك كان يضايقني كثيرا.. ربما لانني ابالغ
في اللعب مع عرائسي والعابي مما يجعل غضبها يزداد وتمنع عني اشياء كثيرة احبها.
لم اشك يوما في حبها لي فقد كانت رغم شدتها معي ترعاني رعاية لاحدود لها!
احيانا كنت اخرج من غرفتي التي اعتبرها حبسي الدائم الذي فرض على فيه
عقاب المذاكرة فاجدها ساهرة تنظف البيت وتغسل الاواني فاسرع لمساعدتها
فتنهرني وتقول لي عودي الى دروسك.. الان تريدين مساعدتي لتتهربي من المذكرة
وفي الصيف تفضلين اللعب على كل شيء.
فانسحب بهدوء ودمعتي تسبقني وانا اقول: كم بقي لي من ساعات العقاب
ويحين موعد نومي..؟
وعندما لااجد حيلة اتصنع النوم في مكاني ولا تمضي لحظات الا واراها قادمة نحوى في حذر كي لا اصحو..
فتغطيني وتطمئن علي ثم تضع ورقة صغيرة داخل الكتاب الذي كنت اقرأه
لكي لا تضيع الصفحة التي توقفت عندها..!
احترت كثيرا كيف جمعت بين الشدة والرحمة في وقت واحد..؟
دفعني كل هذا الى الحيلة
اختراع الالعاب التي لايمكنها ان تلاحظها لكي اقوم بها
اثناء المذكرة ورغم ذلك نجحت في اكتشافها
وتوبيخي ودفعي مرة اخري للمذكرة.
عذرها انها لم تكن متعلمة ولا تدري ان المذاكرة لاتحتاج الى كل هذا الوقت
وانه لي ان العب ولو قليلا لكي اروح عن نفسي بين الحين والاخر..
كنت اراها قوية واحيانا قاسية وو.... ولكني لم اكن اتخيل ان اراها يوما تبكي..!
نعم بكت.. بكت كثيرا..! من الفرحة يوم علمت بنجاحي.. فادركت ساعتها كم هي رقيقة وكم
تحبني وكم تعبت وضحت من اجلي.. وخجلت من نفسي لانني لم افهمها منذ البداية ولم اجعل
بيني وبينها لغة لطيفة من التفاهم وادركت ان علي من الان ان اجعل بيننا حوار واضح
ووعد دائم بالنجاح
وليجعل كل واحد منا شعارا في نفسه بطاعة والدية

شعاري



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته