بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته

...

:. { مـدخلْ

ك
ثيراً ما تحصـل مواقف أمـامنـا , وتسجلـها ذاكرة العقل , وتبقـﮯ دائمـاً صوبنا ما إن نذهب لنفس المكـان الذي حدثت عنده ..

27/9/1427 هـﮯ .. السـاعه : 2 .. يوم الخميس ..

, كُنت مع رفاقي حيث كلـنا أعمارنا تتراوح مـابين الـسادس عشر , والسابع عشر .. أذكر وقتهـا أننـا تبارينـا مع فريق الحيـﮯ , وكنا قد هزمناهم بعد فراق طويل عن الإنتصـار , وبهذه المناسبه أحببنـا أنّ نقيم سحواراً على شرف الفوز .. ما إن ركبنـا السيـاره وكنا 6 أشخاص بداخلها , حتى بدأت رحلتنا التي مضينا بهـا إلى محطة وقود .. ثم اتجهنا إلى أحد المطاعم قاصدين سحورنـا .. ولكن القدر أسرع مما كنت أتوقـع .. حيث أني كنت في المقعده الخلفية والتي تكون وراء الراكب الأمامي مباشرةً .. وحدث أنني كنت لاهيـاً بشيء ما , وكنا قد وصلنا لمنحنى حرجٌ جداً .. لم يكن صديقي السـائق على أتم الإستعداد لما سيحدث وحتى لو كان مستعداً , لا أتوقع أنه سيتصدا لمثـل هذا الموقف .. فقد بدأت السيـاره بالإنحراف عن المسار المخصص لها , و انكسر " العكس " .. وبدأت السياره بالدوران الشدش حول نفسها .. كل هذا بإقل من ثانيه , لم أكد لإنظر ولكن سرعان ما أمسكت بـالمقعده وتحديداً ما يسند الراكب الأمامي رأسه عليهـا .. وأغمضت عيني إلا أن سمعت صوت ارتطام شديد ولهيبـاً من النار أمامي .. فقط هذا ما أذكره , وبعدها لا أدري كم لبثنا داخل السياره وهي تحترق من الأمام .. وكيف أن النار لم تصلنـا - ولله الحمد - , فتحت عيني على صوت الهاتف الخليوي وهو يرنّ .. يـاه إنها أمي .. أمي تتصل وأراني وأنا أنظر للإسم ولكن يدي عاجزة عن الحركه كيف وأنها لم ترضى لي بإن أخرج ذاك اليوم من المنزل بسبب بعض الأشغال لديها .. إنهـا النهاية هكذا قلت في نفسي .. أين الصحب الذين كانوا يهتفون قبل قليل ويتراقصون على نغم الموسيقى الصاخبه .. أين البروده التي كنا نشعر بهـا .. أين دماءنـا التي كانت تسير داخل عروقنـا .. هاهي تصير على ما نلبسه وتسيل على الرصيف .. !! كلي بكاء كلي دموع .. وبقوة تمالكت نفسي واستطعت أن أمسك بيد الباب وأن أفتحه .. نزلت وكدت لا أنزل أمسكت بهاتفي وأنا أسمع المساجد النائية عننا تؤدي صلاة التهجد .. نظرت في نفسي وكلي دماء تسيل , على جبيني .. كل صحبي داخل السيارةِ يأنون من الألم .. أمسكت هاتفي حاولت الإتصال ولكني لا لم أتمكن لعدم رؤيتي لشيء فقط رأسي يؤلمني وأحتاج للإسترخـاء .. لكني كنت أسمع صوتاً قريبا مني .. إنها نجدة أتت من فضل ربي .. ذاك الشارع لم يكن به أحد .. إنه شارع يبدأ بجهة لا أحد فيها وينتهي بجهة قائمة على البناء .. فقط لا أدري كيف أتوا لمساعدتنا .. أسمع أحدهم يقول لي : ماذا حصل .. ؟ , ما اسمك .. ؟ , أين بطاقتك المدنيه .. ؟ , أحاول أن أجيب لكن الحرف شُلّ من لساني .. فقط أمسكت ذارعه وأسندت رأسي ولم أسمع بعدها ولم أرى شيئـا وهو ينادي عليّ ويهزّني كي أجيب عليه ... [ يـتبـَع ! ]


- / أمي تمسك رأسي وتقبله بكل قوة , وسط الكثير من شظايا الزجاج المتكسر . . . !

- \ , عاهدت نفسيـﮯ أن أقطع واحداً من الذين كانوا معنـا !

.. / 27/9/1429 هـﮯ نفس التاريخـﮯ , أمر من المكان ويحدث المشهد في ذاكرتي ولكن دون ألوان !

, كل هذا ستعرفونه في :: مُجرّد مشَـاهِد حدَثتْ , [ 2 ] ::

...


ْ~ [ مخرجـ

, أردت لذكرياتـي هكذا , فما أجمل من تذكرها والإعتبار بها ..

, والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته