وفي الأبيات من 5 8 : يسرد لنا الشاعر قصة المعركة التي حدثت عند ذي قار بين جنود كسرى
والعرب، يوم أن بدأ العرب الهجوم صباحًا بكتائب تسوق أمامها الفناء للأعداء. وعند اللقاء أعلنت
قبيلة بكر عن هويتها فملك الرعب القلوب، وفكر جنود كسرى في الهرب، لكن المعركة كانت قد
بدأت وأُحْكِمت القبضة عليهم فلم يستطيعوا الفرار، وأنّى لهم ذلك وسيوف العرب تحصدهم
حصدًا ؟ فاستغاثوا طالبين أن نرحم ما بقي منهم، لكن لم يجدوا إلا جحيم المعركة. ولقد حدث لهم هذا على الرغم من أنهم جمعوا في جيشهم الأبطال الصناديد والسادة المنعمين.
أما الأبيات من 9 11 فلم تأتِ بجديد إذ هي استمرار لتصوير سير المعركة. فعندما فكر جيش
كسرى في استعمال النبال لضربنا بها كانت سيوفنا أسبق، تلك السيوف التي خطفت رؤوسهم
من فوق أجسادهم، وظل فرسان بكر في حرب مدمِّرة لجنود كسرى، حتى لاذ بقيتهم بالفرار
بعد ساعات من بدء المعركة الفاصلة.
وفي ختام الأبيات تمنى الشاعر مشاركة العرب جميعًا في شرف النصر العظيم يوم ذي قار.
المفضلات