....

تحت وطأة ما يُقال ويُسمع ,,

وُيرى رأي العين المجردة ..

تظل شطحات من غثاء السيل, وأكوام من تمتمات النفايات, ومزق من الخبايا الدنئية, حتى يزاني المرء حليلة أخته ...
ويغضي سِفالا ويُغضى من حقارته ..
تصيب المرء وعكات من الحياء المذموم, تهتبل فيه موتَ المشاعر, وسكونَ الأوج في حدته..
وتتصاهل الحُمُر.. وتستنوقُ الجمال ثم تتمخض فتلد فئرانا لا تسمن ولا تغني من جوع, بل تبقي في النفس غثيانا لا يزول, وغصة لا تسري..

ولما تشتد الحلقتان على البطان, ويبلغ الحزام الطبيين, ويصل السيل الزبى, لا يتصدر للأمر علية القوم وأشرافه, بل يكونون أشد ما يكونون كالكلب يقيء ثم يرجع فيأكل قيئه ويتعطر بالباقي..

وانسلخ متصنعوا الكرم من من طررهم, وآبوا لأصل الطبع, وتمايلو متسكعين نحو النزق, واتسع الخرق على الراقع, والعوز على المحتاج, وعاجل الباقون الجرح بطعنات في القلب ذلة وخورا, وصار قول بشار بن برد في وادي:

إذا أنكرتني بلدة أو نَكِرْتها :.: خرجت مع البازي عليَّ سوادُ

وتحولت القصة لمضحكات ومبكيات, وأفراح وأتراح, وعجائب تقف معها القرون, وتحار فيها الأحشاء, فلا تدري وهي تغلي أشد غليانا من القدر, هل ستنفجر هذه الطاقة أم سيعتورها السكون المفاجئ بعد الثورة الآنية !!!
إننا في أغلب أحاييننا أصحاب هوى, ورفقاء عنتريات كاذبة, وأخدان كلام وإدانة لا غير,,
هب أنك في بيت لا يعرف سوى اللهو والعبث, فرب الدار قد بال الثعلبان على رأسه, وطوح نتنه حتى غلب الحلتيت, وصار كالضَّرِبَان: سلاحه الفُسَا, وأمكن الضرب بالدف من نفسه, وأصبح ديدنه : نظاهر, نندد, نشجب, نستنكر, .. وهكذا دواليك..
ثم يرجع آخر يومه من المظاهرات الصاخبة, التي صاحب أغلبها الغناء, والعزف, والاختلاط, والانحلال من الأخلاق, واتباع الغرب حذو القذة بالقذة, يرجع لأهله فيطلب لقمة يسد بها جوعه, كي يرتاح بعدها أو يأوي إلى ركن وثير, وهو يظن نفسه قد أدى واجبه, ونصر أمته, وفعل الذي عليه, وما علم المسكين أنه أول الحمقى المتفيهقين, الثرثارين, المتشدقين, وصار حاله حال الأول:

أوسعتهم سبّاً وساروا بالإبل !!!!

ويخرج المصلحون في ثياب ملؤها الغيرة والحمية, والتفاؤل والنصر, ويلجئون لبعض البابوات العربية, كي يناشدوها مساعدة الهاشمية غزة, ولكنهم يجابهون, ويواجهون بالتعنيف, والتوبيخ, والصد من البعض, والتنصل من الآخر.... وهكذا دواليك !!!!

في ظل كل هذا .. يظهر التمحيص, وتنجلي غيابات الكرى, ويمحى الغبار, ويميز بين الفرس والحمار, فترى الجوانب المشرقة, وترى الدعوات تصعد صادقة للسماء, وترى الكلمات تترجم أفعالاً..
فلا مظاهرات تفيد إذا لم يصحبها عمل, ولا شجب ولا استنكار إذا لم يشاطره فعل, وما أجمل ما فعله إخواننا في المغرب وغيرها, من حملات ومسيرات تحث الناس على القنوت والقيام, وآب الصادقون وعادوا للحق, وقلّت وتدانت نسب الجرائم في بعض الدول الإسلامية إلى السبعين في المائة, بينما قامت في الأخرى الدهماء, وماجت للشر, وظهر كذبها وخذلانها, إذ شطحت للمدرجات الرياضية, تشاهد وتنظر سفلة القوم, ودماء إخوانهم تخضب الأقاحي, وتصبغ الأرض ...
هل يعقل أن يقوم الراقصون على الجراح في مثل هذه اللحظات الحرجة, ويزجون كمًّا هائلاً من أفراد الأمة داخل دوامة هذه الترهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟!!!!!
عجب والله !! عجب والله !!! عجب والله !!!!
إذا لم نقل الحق فلا يجدر بنا أن نقل الباطل, وأن نلجأ للخذلان...
هل نصرنا اللاعبون وأصحاب الكرة, ورؤوس الشياطين ؟؟؟
أم الثورة الآنية ماتت في نفوسنا ؟؟

اللهم إنا نسألك أن تعاملهم بما يستحقون, فقد خذلونا في أصعب أحوالنا, وانشغلوا بالمسلسلات والكرة والتوافه الحقيرة...

أُجِّلَ انعقاد القمة الخليجية السافلة شهرا بسب موت أحد الأعضاء الفعالين !!!!
فما بالها لا تؤجل الآن ؟؟؟؟
لا نريدهم أن يوفقوها فقد فقدنا فيهم الأمل, ولكن نريد فقط أن يؤجلوها ما دامت الشياطين جاثمة على قلوبهم !!!!!!!!

والله إن الحياء يصيبنا حينما نشاهد مثل هذا الخذلان ,, فالله المستعان ..

لقد كثر أبناء أبي رغال, واشتد عودهم, وخذلت فئات من الشعوب إخوانها ....

فلا نرجو النصر إلا من عندك يا الله ,,,,

أبوالليث الشيراني