إن العروبة و الوطنية هي بدع ابتدعها أعداء الإسلام لتفريق المسلمين على مبدأ "فرق تسد" ، فيصبح المسلمون عندها لقمة سائغة لكل من هب و دب، و تعالوا لندرس كل مصطلح و نرى تأثيره على حياة المسلمين:
الوطنية:
هو أن تعتز بانتمائك لجنس معين يسكن أرضاً ما، و تسعى بكل طاقاتك لرفعة وطنك و جعله أفضل من غيره، و تقول عبارات على شاكلة: باكستاني و لا فخر... أفتخر بكوني أفغانياً... أحمدك اللهم أنك خلقتني ماليزياً... البوسنة فوق الجميع..وهكذا دواليك (و أنا هنا لم أستخدم أسماء الدول العربية حتى لا أتسبب بحساسية مع الإخوة، و ليس لأن المسلمين العرب لا يفعلون ذلك، بل لعلهم يفعلون ذلك أكثر من غيرهم من المسلمين)
و إذن بأي منطق يفخر مسلم ما بأن جنسه أرفع من بقية المسلمين، و بأي منطق يسعى أن يجعل بلده المسلم أفضل من بقية بلاد المسلمين، أليس بلده قطعة من العالم الاسلامي الذي سعى الرسول عليه الصلاة و السلام و الخلفاء من بعده لجعله أرضاً واحدة يتراحم فيها المسلمون مع بعضهم.
والآن تعالوا نرى نتاج الوطنية، بما أن كل مسلم يعتز بوطنه و يسعى لرفعته فإنه في حالة حدوث مصيبة خارج وطنه في أحد بلاد المسلمين لن يعنيه الأمر بشيء، أليس وطنه بخير و فرصة رفعته ما زالت موجودة، إذن قليل من الشفقة و البكاء على ذلك البلد المسلم أمر كاف جداً.
العروبة:
إنه لمن طرائف الأمور أن العرب يتشدقون بالخوارزمي و ابن سينا بقولهم في كل مناسبة و بفخر: "العالم العربي الخوارزمي... العالم العربي ابن سينا..." رغم أن كليهما ليس عربياً، الأول من أصول تركية و الثاني أفغاني.
العروبة هي أن تفتخر بكونك عربياً و تعتبر العالم العربي وطنك و سكانه إخوتك، فتتصرف على أساس الاخوة العربية، لذا تفضل مصادقة العربي على المسلم الأعجمي، و تتودد للعربي أكثر من أخيك المسلم الأعجمي، ليس لأنك تفهم لغة العربي فيسهل التواصل معه، بل لأنه يحمل الدم العربي.
و الآن بأي منطق تفعل ذلك، إن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يفضل أبا بكر على سلمان لأن سلمان كان فارسياً غير عربي، و لم يتودد إلى عمر أكثر من صهيب لأن صهيباً كان رومياً غير عربي، الجيش الإسلامي لم يكن يحوي العرب فقط بحجة أنهم إخوة في الدم، بل حوى كل الجنسيات لأن الأخوة الحقيقية هي أخوة العقيدة.
و ختاماً أخي المسلم، لا تقل أنا عربي بل قل أنا مسلم.. لا تقل أفخر بأني سوداني أو يمني أو إيراني، بل قل أفخر بأني مسلم.. لا تقاطع المنتجات الإسرائيلية و الأميركية لأن وطنك محتل من قبلهم، بل قاطع لتنصر قضية إسلامية، و لو حدث الشيء ذاته في بلد إسلامي آخر فقاطع بنفس الحماس الذي تقاطع به لأجل وطنك، انبذوا الفرقة و العنصرية يا مسلمون و كونوا يداً واحدة.
رد مع اقتباس

المفضلات