السـلام عليــكم ورحمـــة الله وبركـــاتهـ ,,


قد لا تـكون الدموع تعبر عن الحُزن وحــده , لكنها قد تـُعبر عن شيء


أكبــر , وقد تكون بائســة لدرجــة فظيعة ..


هنا تكمن النهاية المحتــومة , مابعدها شيء .

......



مرحبـــــــا ..


كيف الحــــال ؟! ..

من زمـــان عن هالقســم , امممم ..

والله إشتقتله كثيــــــر لكم


كنت كاتبة قصة من فترة دخلتها ع الحاســـوب وحبيت أحطها عشان أعرف آرائــكم .

وصراحــة أخاف أحط قصصي لأني بحس أنها مش بالمستــوى لكي تضيعــوا وقتكم عليها لكن تشجعت

وقلت أحط ^^"..

......

- ما اسمك ؟
- اسمي ألبرت سيدي .
- كم عمرك ؟
- تسعة عشر عاماً .
- وأين تعيش ألبرت ؟
- لا مكـــان محدد .
- حسنا يمكنك أن تعيش في الكواليس الخاصة بالمرح إن شئت , تم قبولك بالوظيفة .
- هذا كرمٌ منك .

><><><><><><><

هذا ما آلت إليه حالي بعد أن رُميت في الشارع لسبب مجهول , ولدت لأجد نفسي أعيش بين ثنايا الرمال و جوانح الأزقة ,أعيش على فتات الطعام و بقايا الشراب .
لربما تكرم علي أحدهم مرة أو مرتين بالطعام أو الشراب بقليل لغاية الشفقة ليس إلا .
فكرت كثيراً أني لربما لسبب بسيط لا أمل مني , لا مال , أسرة ولا أنا حتى . ربما أكون انتهيت تقريباً , أنام على المكان الذي تطب عليه قد ذاك وذاك بما فيها من قاذورات .
لكن تبقى لي الذكرى فقط , فقلبي هو الشيء الوحيد الذي لم يستطع الأسى , الندم , الشارع والحزن حتى محوه . بذهني وبقلبي ذكراكِ يا أمي .
مع ضياع كل ما أملك لا أزال أملك ذكرى خاصة بي هي الوميض الذي يجعلني أعيش , تبقى لي ذكرى لحنكُ يا أمي , بذاك الصوت الشجي الذي حفر بجمالة ألحانة بقلبي .
عزائي الوحيد أني فقدتها , ما من سبب !! هل هي من اختفت أم أني أنا من اختفى ؟!
وأين هي الآن ؟! ولكن جرت العادة أن يسأل الناس أسئلة يعرفون أنه ما من إجابة وما من أحد يجيب .
تلك كانت الحلقة المفقودة في حياتي التي جعلتني شاباً لا فائدة تُرجى منه . لكنها أيضاً الحلقة التي دفعتني إلى الابتعاد عن القذارة والأمراض , عن الألم والمعاناة لأبحث عن نفسي من جديد .
يا للسخرية !! كنتُ أعيش بجوار القاذورات والآن أحاربها في وظيفتي كعامل نظافة بمسرح للأوبرا . لكن بدأت أقتنع مع الوقت أن " رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة " وأن هذه خطوتي الأولى .

><><><><><><><

- أنت جديد ؟!
- نعم
- ما اسمك ؟!
- اهدأ يا رجل , فقد أردت التعرف عليك .
- ما المُقابل ؟!
- لمَ من أنت بالضبط ؟! وهل هناك مُقابل للصداقة ؟!
- هكـذا علمني الشارع
- وأنا سأعلمك هنا أن الصداقة ليس لها مُقابل
- لا أوافق
- وهل طلبت منك ذلك ؟! لا تقلق مع الوقت ستعتاد الأمر
- أشك !!
- سترى , أراك لاحقاً

><><><><><><

كان هذا ياسر الذي كان عقبة في نظري قبل أن أصبح صديقه مع الوقت وأعتاد عليه كان مُهندس الصوت هنا . كنت أتأسف على لقانا الأول لكني أعترف أنه كان مثيراً وأن منظري كان مضحكاً .
كان يأتي لي كل صباح ويُلقي التحية وربما دعاني لمشاركته طعامه وكذلك أبادره الكره نفسها حتى نبدأ بالحديث وننسجم مع بعضنا .
إلى أن أصبح صديقي المُقرب الذي أعتبره أكثر من مجرد أخ فقد كان يكبرني بعامين , تقربنا إلى بعضنا بشدة وأصبح هو صديقي العزيز جداً الذي منحني أفضـل فرصة لاحقاً .

><><><><><

- ما بك ؟! هل أنت بخير ؟ ألبرت ؟
- لا تقلق , أنا بخير
وكنت أستمر في السعال بشدة , كان سعالاً مصحوباً بدم لكني لم أشأ أن أقلق ياسر .
- هل أحضر الطبيب ؟
- لا شكراً سأنام قليلاً

><><><><><

وهكذا بدأ المرضُ يشتدُ عليّ شيئاً فشيئاً , ببطء شديد أو بسرعة لم أكن أهتمُ كثيراً .
لم أذهبُ لأعالج نفسي فقد أوهمتها أن ذلك بسبب الترابُ الذي أكنسه لا أكثر ولا أقل , و إن لم يخايلني الظن لحظة واحدة بأن لدي مرضاً ما .
كم هي غريبة تلك الدنيا , ليست بالكبيرة ولا بالصغيرة لكنها صندوق مفاجآت بها ما يهلكُ تماماً كما يقول المثل " إلي يعيش ياما يشوف " .
ليس بالأمر المهم قابل صديقي مشكلةً مع عائلته قبل الليلة الكبيرة ألا وهي حفلة اعتزال عازفة الغيتار الشهيرة . لم أرها ولا مره حتى عرفني عليها ياسر فلقد رأيتُ صورتها فقط وعندما رأيتها وكأن سيارة اصطدمت بي فلقد اشتد علي المرضُ والسعال , غير أن قلبي أصبح يرتجِفُ بشده .
علمني ياسر كيف أضبط الصوت والإضاءة وما علي أن أفعل بالضبط لأحل محله في غيابه فأثناء الحفلة لا تنظيف .
جلستُ مكان ياسر وأنا منهكٌ تقريباً لا حيلة لي , ومن حسنِ حظي أني أتحكم بأزرار ليس إلا , لكن طاقتي نفذت عندما خرجت عازفة الغيتار " إليزابيث " إلى المسرح أن أطفئ الأنوار وأشعل عليها الضوء الأبيض ليصبح الجو كئيباً , غامضاً مثيراً للدموع .
كأنها توجهه عزائها على أحد ما , أو أن من مات لديها . فقط اكتفت بإخبار المشاهدين أن هذا اللحن لم تعزفه من قبل وبدأت بالعزف في اللحظة التي بدأتُ فيها بالنزف .
لقد كان اللحن مألوفاً جداً كأني سمعته بالأمس , ألوم ذاكرتي التي خذلتني في ذلك الوقت . هل تلك المرأة حقاً أمي ؟! ذلك اللحن , الشبه الكبير . هل هي أمي ؟!
ليتني استطعتُ النهوض لأسألها , لأناديها أمي , أنظر في عينها لأخبرها بمدى شوقي , ولأعاتبها أين كانت ؟
أيعقلُ بعد أن ألتقيها أخيراً بعد تلك السنين .. أسمع لحنها لمرة واحده فقط وهي الأخيرة .
استسلمتُ لضعفي وخوفي ومرضي , ورمقها بنظراتٍ كانت الأخيرة لي . وأطربتُ أذني بلحنها الشجي ... لكن دموعي كانت تزرف بشدة , لا أعلم دموع عجزٍ أم حزنٍ وقهرٍ ؟
فقد أدركتُ أنها أمي .. كأنه حلم

><><><><><><

مات ألبرت في ذلك المسرح على لحنِ والدته الذي أدمنه , مات بعد أن عثر عليها ولم يسألها أين ذهبت ؟ سؤال تمنى لو سأله , مات قبل أن يناديها " أمي " كلمة تمنى لو نطق لسانه أحرفها بحرقه , مــات ألبرت بعد دمعت عيناه دموعاً
كانت الأقسى على قلبة , مات على لحنها الشجي ..
الذي رافقه منذ صباه حتى مماته .

بقــلم : نــانا ساآن ( ألونه )

......


أتمنى تعجبـــكم ,,,


الإنتقـــاد جســر الـ ن ــجاح




في أمــــان الله