اليوم أول الدروس عن الشيوعية , سنتعرف فيه فقط على كارل ماركس ..
مع ملاحظة أنني لن أخوض في سؤال هل ماركس يهودي أم ملحد ، لأن الوحيدين في كل العالم الذين قالوا بأنه ملحد هم بعض الإشتراكيين العرب وعلى رأسهم عبد الوهاب المسيري .. لأنه بدا لهم أنه من العار أن يكون أستاذهم ومثلهم الأعلى يهودي , وهذه مشكلتهم !!
يكفي أن ماركس قضى كل حياته يُدافع عن اليهود ..
لا تنسوا من الدروس السابقة أن مشكلة اليهود في غرب أوروبا تم حلها , بعد إنتشار البروتستانتية وتحولها إلى رأسمالية ..
بينما بقيت مشكلة اليهود في شرق أوروبا الأرثوزكسية الملكية قائمة ، وظلت الكنيسة في شرق أوروبا ترفع شعار " إقتلوا اليهود أعداء المسيح " !
في تنهد قيثارة .. عميقاً متناغماً ..
فلو مات العازف بالذات ..
هل أحقق الهدف المبجّل ؟ ..
هل أنال الجائزة الأعدل ؟ ..
أن أهدئ فيك البهجة والألم ؟
.
.
طرح الأستاذ ( مرسي عبد العظيم ) سؤال : لماذا التعرف على الإشتراكية بعد إنهيار مُعسكرها ؟؟
وأجاب عنها في نقاط أهمها :
1 – أن الذي سقط هو الحضارة وليست الثقافة الإشتراكية .
فـ الفكر الإشتراكي نفسه يظل قائم .. وبديل حاضر عن الرأسمالية , يُمكن لأي دولة أن تعتنقه ، وحالياً في خضم الأزمة المالية .. ظهرت أصوات ( سـ تعرفوهم حين يُخبئون وجوههم عن الكاميرا أثناء حديثهم ) تطالب بـ البديل الإشتراكي !
2 – وجود الإشتراكية بـ الفعل في النموذج الصيني .
وهو القطب المنتظر لـ عودة الصراع الأيدولوجي ، وإن كان هذا رأي بعيد جداً في الوقت الحالي .. لأسباب سـ نتحدث عنها لا حقاً – بـ إذن الله - !
كارل ماركس
مفكر وفيلسوف يهودي ولد عام 1818 في مدينة ترييف الألمانية ..
إلتحق عام 1835 بـ جامعة بون لـ دراسة التاريخ والفلسفة ، ثم إنتقل إلى برلين .. وهناك تأثر كثيراً بـ فلسفة ( هيجل ) !
عمل بعدها كـ كاتب لـ جريدة ( دانيشي زيتونج ) الرأسمالية ، وبدأت مشاكله بعد مهاجمته لـ ( القيصر الروسي الأرثوزكسي ) بسبب إضطهاده لليهود !
وأحياناً كان يلعب دور مارتن لوثر , ويُهاجم الكنيسة الأرثوزكسية مطالباً إياها بـ عمل إصلاحات كـ إباحة الطلاق بين المسيحيين ..
عندها إعتبرت السلطات المسيحية في بروسيا ( ألمانيا ) أن كتاباته هرطقة .. فتم طرده - إذ كانت أوروبا الشرقية الأرثوزكسية والغير رأسمالية - تعتبر اليهود أغراب .. وتطردهم إن لم يلتزموا بـ ثوابت المجتمع !
رحل بعدها إلى فرنسا , وأصدر جريدة استمر من خلالها في مهاجمة النظام الأرثوزكسي في شرق أوروبا ، وأخذ ينشر افكاره في البروليتاريا ( الطبقة العاملة ) ، ودعا اليهود والعمال في ألمانيا وشرق أوروبا للثورة !
لاحظوا أنه كان يدعوا العمال للثورة على أوروبا الشرقية وهي ليست رأسمالية ولا تستغل العمال , لأن هدفه بـ الأصل كان القضاء على النظام المسيحي الأرثوزكسي الذي كان يضطهد اليهود في شرق أوروبا , وليس القضاء على الرأسمالية .. كما هو شائع !!
بعد ذلك إحتجت بروسيا لدى فرنسا على وجود ماركس في أرضها ، وإعتبرت وجوده عمل عدائي من فرنسا ضدها ، فقامت فرنسا بـ طرده .. لـ ينتقل بعدها إلى بلجيكا ..
وفي بلجيكا ظل على عادته في مهاجمة النظام الأرثوزكسي ، كما أصدر كتابه ( المسألة اليهودية ) الذي دافع فيه عن اليهود , وأوضح معاناتهم وإضطهادهم من قبل النظام الملكي الأرثوزكسي في شرق اوروبا ، وعلل إضطهادهم بـ أنهم اليهود ( أقلية مميزة ) ، ومجدداً تم طرده من بلجيكا !
الغريب أيضاً أنه لم يلتفت مطلقاً إلى معاناة العمال في غرب أوروبا الرأسمالية ، رغم أنه كان عصر غليان العمال في غرب أوروبا بسبب أزمة الكساد التي كانت تمر بها ، لكنه رغم هذا كان يمتدح الرأسمالية ويوضح لها طريقة حل مشاكلها عن طريق إحتلال الشرق المسلم
( سيأتي الحديث عن هذا تفصيلاً في الدروس القادمة )
وظل همه الوحيد هو علاج مشكلة إضطهاد اليهود في شرق أوروبا !!
إستقر بعدها في لندن ، وهناك تكفل به الرأسمالي الشهير (فريدريك إنجلز ) – صاحب مصانع النسيج في مانشستر – وقدم إليه المال والمأوى .. حتى يتفرغ لإعداد نظريته الإشتراكية ، وقاما معاً بـ إصدار ( بيان الحزب الشيوعي ) لـ جمعية العمال الألمان السرية ( العصبة الشيوعية ) !
تفرغ بعدها ماركس لـ نظريته الإشتراكية , لكنه مات بعد الإنتهاء من الجزء الأول ..
وعكف من بعده ( إنجلز ) الرأسمالي على إستكمال باقي الأجزاء !
ويُعلق الأستاذ ( مرسي عبد العظيم ) على هذا بـ قوله :
" أصبح الرأسمالي الكبير زعيماً للإشتراكية ، مما يُثبت أن القضية أكبر من الإقتصاد ومحاربة الرأسمالية ، وأنها قضية تستهدف بـ الدرجة الأولى .. البحث عن إستراتيجية , تُعالج مشكلة اليهود في شرق أوروبا " !!
الدرس القادم
فضل القيمة .. التراكم الراسمالي .. التركيز الراسمالي .. الإملاق العام ..
القادم حرب وليس درس![]()



رد مع اقتباس

المفضلات