بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت كلمات هنا تعلقت بفنٍ قد عشقته دهرا وقرأته دهرا و كتبني هو دهراً
فأردتها إيضاحاً لمن لا يعلم كي يعلم مالفرق بين أن يسخر قوم من قوم
وبين من يمارس الأدب الساخر..
أظن ظناً لا أخاله من مظآن الإثم أن ازدهار أدب السخرية مرتبط بأجواء الكتابة المنفتحة
على التنوع والاختلاف وحرية الإبداع وأنه كلما ضاقت هذه المساحة لسبب
او لآخر سادت الكتابة الجادة أو تحول أدب السخرية الى ما سميناه سخرية سوداء.
نحن بحاجة شديدة الى أن نضحك كما هي حاجتنا الى أن نبكي و نلعب ونكافح ونقاوم
وهذه الأنشطة المتنوعة لا تزدهر في اعتقادي في مجموعها الا بأجواء الحريات العامة
وإلغاء التزمت والتعصب وهو ما نحتاج اليه الآن، قليل من الضحك في هذا المناخ العربي البائس المعتم..
فالأدب الساخر هو أعرق الأسلحة وألطفها، لأنه يعبر عن الواقع المرير بالضحكةالناتجة عن المعاناة والإحباط.
الأدب الساخر هو أدب يحصن الروح الإنسانية عن صمتها وخوفها وترددها في
التعبير والتصريح وإثارة الاسئلة، حتى لكأنه آخر ملاذات الكائن من اغتيال كينونته،
بل.. نافذته على قهقهة مديدة مغمسة بالألم تسُخر لتهجو الطغاة والجلادين
وكتبة التقارير وقتلة الحب والجمال وضحكات الأمل.
الأدب الساخر يتناول التناقضات في المجتمع، الممارسات السلبية،
الأحداث والشخصيات السياسية،المشاكل الإجتماعية وحتى
النفسية والمادية و غيرها الكثير.
فالسخرية في الأدب خصوصاً هي "موقف من العالم، التقاط لأبرز مفارقاته،
هجاء لنقائضه، يدمي الروح في اللحظة ذاتها التي يضحك فيها الكائن البشري
على ضعفه وتخاذله وخساسته وابتذاله،قبل أن يضحك بسببها على الآخرين.
هذا ما حضرني على عجالة من أمري..
فلا تطلقوا الأحكام جزافاً
وحي القلم
كنت هنا،،
رد مع اقتباس

المفضلات