السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته ..
بما أني بدأت اتفرغ نوعا ما مع اقتراب الصيف - الذي حل على البعض كما يبدو - فلما لا نثرثر هنا قليلا ..
الحرية .. كلمة مطاطة مرفوضة عند البعض و مقدسة عند البعض الآخر
الفكر .. كلمة غريبة مجهولة عند البعض و معروفة زيادة عن اللزوم عند البعض الآخر !
سأحاول الجمع بينهما في موضوعي هذا بشكل مبسط .. كالعادة اقول تابعوا القراءة فأنا لا اعدكم بشيئ
دائما ما نسمع نداءات تتحدث عن حرية الفكر .. و هي في نظري حرية مطلوبة جدا إذا أردنا من مواطننا ان يبدع و يتميز
لهذا انا أرفض من يريد ان يطبع مجتمعه - سواءا بالقوة إن كانت له سلطة او بالمداهنة إلم يكن - على فكر واحد و رأي مفرد على المبدأ الفرعوني لا أريكم إلا ما أرى !
إن حرية الفكر لتتعارض بشكل صارخ مع التبعية الفكرية العمياء .. وقد انتقد الله تعالى في كتابه المشركين حينما عبدوا الأصنام تبعية عمياء لآبائهم لا أكثر
{ أولو كان آباءهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون }
التلقين المجرد الذي يتلقاه الطلاب في مدارسهم هو نوع آخر من التبعية الفكرية .. تبعية المنهج و و وزارة " المعارف " .. العادات و التقاليد الغير مبررة هي نمط آخر من هذه التبعية
و الامثلة كثيرة هنا وليست بمهمة .. فلكل انسان ما يميزه .. طباعه و أفعاله .. حتى مشيته و قصة شعره .. كلها أشياء يتفرد بها المرء و هي تعبر عنه و عن مبادئه .. وفكره أيضا !
إن النقاش وطرح الأسئلة هو حق لأي شخص .. حتى الملائكة - و هم الذين لا يعصون الله ما امرهم - سألوا الله تعالى :
{ قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك ونقدس لك }
فأجابهم الله تعالى { قال إني اعلم ما لا تعلمون } و لم ينهرهم لسؤالهم إياه و هو الخالق المعظم .. بل و اتى بآدم عليه السلام ليتلوا الأسماء كلها ثم كرر تعالى إجابته ثانية بعدما أن اتى بما يقنع الملائكة
رغم ان الله تعالى له الكبرياء و ليس بمحتاج لأحد فهو لم يشأ ترك الملائكة في حيرة مما امر به .. ليضرب لنا بهذا مثلا عظيما في أحقية المرء في السؤال و الفهم حري بنا أن نتعلم منه
هذا هو الله تعالى الذي لا حق للعبد في مخالفة أوامره .. فما بالك بنا نحن البشر حين نفرض أفكارنا على الآخر بالقوة رافضين حتى السؤال و النقاش !
نأتي لفكر الحرية .. و هي - الحرية - حق مشروع لكل انسان .. و هي الوسط الذي يبدع فيه الانسان و تظهر فيه نباغته ..
فلدينا الاتحاد السوفيتي الذي قيد الحريات تحت مسمى العدل بين فئات المجتمع حتى ما عاد بامكان المرأ امتلاك حتى سيارة .. بل كل ما لديه وديعة من عند الدولة تعود اليها بعد وفاته !
لكن التطرف في الحرية مرفوض أيضا .. مثلما يحدث في امريكا حيث بامكانك أن تربط حفاظة اطفال حول عنقك و ترقص عاريا في الشارع معلنا أنك بوذا و المهدي و و تناسخ روح هتلر كل هذا في وقت واحد !
هذه هي بالضبط الحرية المطلقة التي هي - بالتأكيد - مفسدة مطلقة ! .. أيضا أريد التفلسف في مسألة الاختلاف لكن لابد أن القراء قد ناموا الآن للأسف ..
طرااااااااااااااااااااااااااخ .. جميل يبدو أن صوت الخبطة هذه قد أيقظكم أخيرا .. جيد فصندوق الرد في أسفل الصفحة ينتظركم