ما هي الاهتمامات الظاهرة على شباب هذا العصر ؟

يمكن تقسم الشباب في هذا المجال إلى عدة أقسام وهي:

أولا:شباب أكثر اهتماماته في المظاهر، سواء كانت على شخصه ،أو على حركاته، أو ممتلكاته

،ويندرج تحت هذا النوع الشباب المتأنث و الشباب المتشبه بالغر ب ، أو المشهورين من الفنانين ،

أو التشبه بالنساء ،ويرجع سبب هذا السلوك إلى عدة أسباب ،إما لأنه يريد لفت الأنظار ، أو أن

السبب يرجع إلى ضعف في الوازع الديني ،وضعف في الشخصية أو اضطرابات نفسية وهي ما تطرأ

عادة على الشباب في سن المراهقة،أو أن السبب هو تأثر بالغزو الفكري بجميع أشكاله.

ثانيا:شباب يعاني من الفراغ فلا يجد ما يملأ به وقته، فهو يقضيه في اللهو واللعب فتراه يتقلب بين

سهرات مع الشباب ، وجلسات على الأرصفة ، وإدمان على الإنترنت ،والتلفاز ،وغيرها من

الأمور التي ليس لها نفع كبير يعود عليه وعلى مجتمعه.

ثالثا:شباب مثقف بتوجهات غربية ،أو بتأثر وانبهار بالغرب ،سواء كان ذلك في التقدم التكنولوجي

والصناعي أو المدنية

فمثل هؤلاء الشباب يحتاجون إلى الوعي بمعنى الحضارة وحقيقة التقدم والرجعية وإفهامهم أنه يجب

أن يكون الموقف منهم موقف الإنصاف.

ثم إنا لو رجعنا إلى الفائدة المرجوة من ذلك فماذا سنستفيد ممن يبدي الإعجاب والانبهار ويتحدث

باستمرار عنهم بقدر ما سأستفيد لو أنه بدأ بخطوات عملية ،وبدأ ينظر في الأسباب ويحلل

المشكلات على سبيل الإصلاح والتفوق عليهم


إن الشريحة الغالبة من الشباب، هم الشباب الفارغ الذي ليس لديه عمل يؤديه ،وينفع به ،فهؤلاء


توفرت لديهم سبل المعيشة والتعليم ولكن أكثر اهتماماتهم فيما لا يعود عليهم بالنفع .

فمنهم من أهمته الكرة فهاجسه الوحيد هو أن يفوز فريقه أو أن يهزم الفريق المنافس.

ومنهم من أهمته المسلسلات ،ومتابعة الأفلام فأضاع وقته فيها.

ومنهم من وقع في سراب الحب وظن أن الحياة ليست إلا به ،وهذه الفئة تأثرت بالغزو الفكري

الذي هو مبثوث في الإعلام من مرئي و مقروء .

فهؤلاء جميعا أضاعوا أنفسهم في اهتمامات لا تسمن ولا تغني من جوع وما هي إلا من ضياع

الأوقات وذهاب الأعمار وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس

الصحة والفراغ))

وإن لهذه الظاهرة (انتشار مثل هذه الإهتمامات) أبعادها وآثارها التي تظهر عاجلا أم أجلا.

إن استمرار المجتمع في السير على هذا النمط يعني إيجاد جيل من المعلمين والمهندسين والأطباء غير

الأكفاء ،وربما كانوا أكفاء ولكن بتوجه مادي وليس بتوجه إسلامي ثم إن انتشار أمثال هؤلاء

يؤدي إلا أن يصبح غالبية المجتمع مادية وإذا حدث هذا لا قدر الله ، فانظر إلى المفاسد المترتبة على

ذلك من بعد الإخلاص عن العمل وذهاب الأخلاق وغيرها من المفاسد الناتجة عن غياب الوازع

الديني وتغليب المادة.

ولكن هذا لن يحدث إن شاء الله وإنما أوردته على سبيل ذكر الآثار المترتبة و النظر إلى الجوانب

السلبية فقط لأنها هي التي تحتاج إلى تغيير وتعديل .

ولكن من هم الذين سوف يرفعون عن أمة الإسلام مثل هذه الآثار؟

إنهم الشباب الواعي الذين لم يضيعوا أوقاتهم في اللهو واللعب، وإنما اشتغلوا ببناء أنفسهم استعدادا

لبناء مجتمع إسلامي راقٍ ولإعادة مجد هذه الأمة إنهم الذين حرصوا على العلم وتحصيل الفائدة في

أمور الدين والدنيا.

وإنه لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ((نحن قوم

أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ))

وكما قال بعضهم إذا أردت قياس أمة فانظر إلى شبابها .

أسأل الله أن يبصر شبابنا بما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم وأن يوفقنا جميعا إلى ما فيه الخير

والصلاح إنه ولي ذلك والقادر عليه.

بقلم : البحر الجديد

هذا الموضوع كتب من جهد شخصي ومن لديه إي إضافة أو ملاحظة فلا يبخل بها علينا

تمنياتي للجميع بالتوفيق