" و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "

كثيرا ما نسمع هذه الآية و نقرأها و نستشهد بها . لكن !! هل وقفنا معها وقفة صادقة
للتأمل ليسأل الشخص نفسه

كم من النــعـــم تــــتـقلـبـــــون فــــــــــــــــــــــــيها !!

نعمة الصحة و العافية ...نعمة الامن...نعمة العلم ..العقل...الحـواس..المــــال....................
ولو ذهبنا نعددها لم نطق ذلك : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " .
لكن دعونا نتأمل في أعظم نعمة منَ الله بها علينا .... إن أعظم النعم و أجلها ان هدانا الله لهذا الدين العظيم ..أن شرح صدورنا بالإيمان ... و أنار قلوبنا باقرآن و جعلنا من أتباع محمد
" صلى الله عليه و سلم "خير الأنام ...أتظنون أن الأمر هيّنا أن يتخبط أقوام في ظلمات الكفر و الضلال ..و تنال انت الهداية ..و أن يحرم أقوام طمأنينة القلب و لذة العبادة و تنالها انت ..
وتمرغ جباهٌ بسجودها لصنم و حجر و شجر و بقر و انت تنال العزة و الشرف بسجودك
للواحد الأحد........
و ليس ذلك فحسب بل منّ عليك المنان سبحانه بأن جعلك سلفيّ المنهج .. ســـالمٌ من ضلالات
الخوارج و المرجئة و شطحات الصوفية و المعتزلة .. ثم اصطفاك و اجتباك لأن تكون مــن
حملة كلامه جل جلاله ...اصطفاك لأن تكون من أهل القرآن الذين هم اهل الله و خاصته...
ثم يسر لك سبل الخير و العلم ...قال عليه الصلاة و السلام : "من سلك طريق يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا في الجنة " و قال : " إن الملائكة و أهل السموات و الأرض حتى النملة في جحرها و حتى الحوت في البحرليصلون على معلم الناس الخير " .... أليس ذلك كله أمر عظيم
جليل يستحق منا الحمد و الشكر ...
فكم من أناس حرموا لذة المناجاة و العيش مع هذا الكتاب العظيم ... و كم من ناس تتوق أنفسهم لنيل العلم ..لكن لم لم تتهيأ لهم أسبابه كما تهيأت لك .
و من نعمه جل و علا ... أن أرخى علـيــنا ستره..فكم من المعاصي انتهكت .. و كم من الطاعات تركت .. و مع ذلك أنعم الله عز و جل علينا بأن أسدل علينا ستره سبحانه ... و لم يعجل لنا العقوبة ... بل فتح لنا باب التوبة و الإنابه ... أظهر الجميل و ستر القبيح ....
فما أجل كرمه و ما أكثر نعمه.. فله الحمد و له الشــكر سبحانه..
فإســـتغـــلوا شهر رمـــضان لـلــــتوبه قال صــلى الله عليه و ســلم " من صـــام رمضــان ايــمانا و احــتسابا غفــر له ما تقدم من ذنـبه
و في الختام

أزفت نهاية الرحلة ...... و أرى في الأفق القريب ســـاحلا
ستقف عليه سفينتي ..... و لكن الساحل ليــــس برا ولا
مرسى و لا ميناء ، و إنما هو رضاكم الذي جعلته نصب عيني
فرضاكم أيها الاخوة و الأخوات .....بعد رضا الله هو مبتغاي.....
فإن وصلت إليه فلله الحمد و المنة.....
و إن قصرت فمن نفسي و الشيطان....
و لسان حالي يقول :
إن تروا عيبا ً فسدوا الخلل..
جل من لا عيب فيه و علا ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
دمتم بخير
و رمضان كريم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
Leenoor