بسم الله الرحمن الرحيم





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أتمنى أن تكونوا بخير وعافية ..

..

هذه أبيات شعر أعجبتني .. لا أستطيع أن أصفها بالرائعة حتى لا أنقص من قدرها ..!
اقرأوها واحكموا ..!

للكاتبة .. نبض السوسن ..

..




[ حنانيك لاتمضِ ..


حنانيكَ ...
و الطّيفُ قـدْ زَارَ دُنيايَ
في ساعةٍ من بَقَايَا زَمَنْ !
بَيَــاضٌ
تَنَاثَرَ " فوقَ البّياضِ "
على وَجْهِهِ من بَقَايَا كَفَنْ !



تَأَلَّقَ ذَاتُ البيـاضِ بروحي
يَزِيدُ ائتِلاقاً ..
أزيدُ احتراقاً ..
و يزدادُ قُرْباً فتخبو جروحي
تَجَرَّدتُ من كلِّ أسبابِ قَهْرِي
و كَسْرِي
و أَسْرِي
و أَبْحَرتُ نحوَ البياضِ بِشِعْري
خُطَايَ تُسَابِقُ دَقَّاتِ قلبي
التي أفْلَتَتْ من بَقَايا شَجَنْ !


حنَانَيكَ لا طَعْمَ للكونِ كَلاّ ..
قَدْ استَبْشَعَ القَلْبُ نَبْضَ الحَياة
فَما راقَهُ العَيش بالأمنياتِ
و قَد ْكُنْتُ ظِلَّكَ
هاقدْ رَحَلْتَ ...
أَ أُكْمِلُ عُمري معَ النّاسِ ظِلاّ ؟!
و كَيفَ سَنُبْقِي على ظِلِّ شيءٍ
إنِ الشّيء يا أقربَ الخَلْقِ وَلَّى ؟!
حنَانَيكَ كَـلاّ ..
حنَانَيكَ كَـلاّ ..


حَنانيكَ يا والِدي ضاقَ صدري
و قَد شاطرتني الفَواجِعُ عمري
تَفَانَى الأنينُ بمَلءِ دروبي
سراباً
عذاباً
أكنتُ سأقوَى ؟
أمِ الفَقدُ أقوى ؟
و قد كنت َتَدري بما لستُ أدري
فأوصيتَ عينايَ ألاّ تذوبي
و إن طالَ يا أقرب الخلقِ هَجري !


أُطِلُّ على الأمسِ
من شُرفَةِ اليومِ
تَهتِفُ نفسـي ..
أيا قادِماً من بقيّةِ أمسي
ليُلقِي على مُقلَتيَّ سلاما
أكنتَ مُجَرّد طيفٍ يلوحُ
لعينِ الصّغيرةِ عطفاً و يمضي ؟
ألا فابقَ حتّى و إن كنتَ طيفاً
فإن عَزَّ كُلّي قنعتُ ببعضي !

حنانيكَ لازلتُ رغمَ أنيني ..
ورغمَ حنيني ..
و رغم الشّرودِ الذي يعتريني
على العَهدِ أملاُ كلّ فَراغٍ
يَشِبُّ على راحَةِ الفَقدِ صبرا !



حنَانَيكَ لا تَمْضِ ..
لا تَتْرُكِ النّبْضَ تُرثِيكَ يا مَنبَعَ الحُبِّ عُمْرا
و تَبْكِيكَ دَهْرا ..
و تشتاقُ تَشْتَاقُ تَشْتَاقُ جَهْرا
أيُعْقَلُ أنّ الحَنَانَ الذي فاضَ من مُقلَتَيكَ تلاشى !
و أنَّ الذي فاتَ ماتَ
و أنّ المشَاعرَ تُصبِحُ ذكرى !


حنانيكَ و الذّكْرَياتُ رَمَتْنِي
بِسَهْمٍ من الشَّوقِ ما أخْطَأتني
فَتاقتْ لكَ النَّفسُ يا - قلب - توقَاً
و فاضتْ إليكَ المَدامِعُ شوقاً
فغادرتُ نَفْسي
و من قبلِ ذلكَ كانتْ شجوني
على إثْرِ ذِكْراكَ قدْ غادَرتني
فطِرْتُ إليكَ و قدْ خَفَّ حِمْلي
أرومُ أماناً
أرومُ حناناً
أرومُ الأيادي التي كمْ
بحلوايَ في يومِ عيدي أتَـتْنِي !
أتدري ؟!
عَجِبْتُ لِحلْوايَ تبقى
و تَفْنى الأيادي التي أسعَدَتْني !

حنانيكَ أسْمَعُ أصداءَ صوتِكَ ..
" يا كلّ دُنيايَ لاتجزعي
و طيبي بأقدارِ مولاكِ نَفْسَاً
و للهِ دونَ العِبادِ الْجَئي
.
.
أيا عينها ..
بعثِري العِقْدَ هيّا ..
ويا زَفرَةَ الرّوحِ فَلْتهدئي " !

-



دمتم كما تحبون ..!