أخي العزيز لا تغرق في بحر ماضيك بل اجعل منه زورقا تبحر به في حاضرك, أخي إن كنت تحب الماضي فالماضي قد رحل عنك ولكن ألن تقبل هديته إليك..حاضرك؟




أخي العزيز لربما كانت لك في الماضي أمجاد وإنجازات ودائما ما تتحدث عنها بفخر ,إذا لماذا لم تجهز حاضرك لكي يكون فخرا لك عندما يصير المستقبل حاضرا.




أخي لربما عشت أياما حلوة في الماضي, بذكرياتها..بأناسها..بكل شيء فيها ,وتقول بأن الحاضر ليس كالماضي فليست فيه تلك الحلاوة, إذن فكيف يكون الحاضر أياما جميلة ﻷخيك الصغير,لابنتك, أو ربما أنت نفسك؟




أخي لا تكن أسير الذكرى,فلربما كان ماضيك بحرا من الآلام وسماءا من الهموم وأرضا من الأحزان,ربما كان صحيحا في الماضي ,ولكن انظر من حولك هل الأرض هي نفس تلك الأرض؟




أخي لا تكن أسير الذكرى, فلربما أمضيت سنونا في المرح والحبور ,ثم ما لبثت أن ذهبت تلك الفرحة بفقدان عزيز عليك شاركك تلك السنين ,فلم الحزن الآن أين ذاك العزيز ليقاسمك الأحزان؟




أخي لا تكن أسير الذكرى ,لربما اشتقت للبيت القديم ولدٌماك العتيقة وحننت إليه ولم يبقى من البيت إلا الأطلال ,فلم الحزن وأنت تسكن عالي القصور؟




أخي لا تكن أسير الذكرى, لربما حننت للريف بهدوئه وعزلته, فماذا تقول لصبي الريف الذي أذهلته أضواء المدينة الصاخبة؟




أخي لا تكن أسير الذكرى ,فلربما رغبت بطفل يؤنسك في خريف عمرك وبعد انقضاء عصرك, فماذا تقول لم حرم من البنين والبنات, وأنت وجدت من يسندك في كبرك واحتفظت بذكريات طفولتهم الآن,ومن حرم لم يعرف تلك الذكريات!

دمتم