السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


بسم الله الرحمان الرحيم.



الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

حياكم الله ، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا، وهدى الله كل مستفز وحاسد ، وشفى الله كل حاقد وكل مكابر.


{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
أما بعد:


إنه لمن المحزن أن ترى ، سلسلة من الإستفزازات هنا و هناك ، وحقد دفين هنا وهناك تترجمه القلوب المريضة ، شفاها الله وعافاها .


مهلا أيها المستفزون أهو الحقد أم الخيانة


إنه لمن المؤسف أن ترى الإستهزاء بالدين وأهله هنا وهناك ، والضحك على أهله .


مهلا أيها المستفزون أهو الحقد أم الخيانة


إنه لمن المخزي أن ترى أقواما ، يأتونك بوجه ، ويسلقونك من ورائك بألسنة حداد أشحة على الخير


مهلا أيها المستفزون أهو الحقد أم الخيانة


إنه لمن المؤلم أن ترى من يدعي الصداقة والمحبة والأخلاق المصطنعة ، لكن عند النصيحة والنهي عن منكر فعلوه ، قلاك واتخذك عدوا
{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه }


مهلا أيها المستفزون أهو الحقد أم الخيانة


وبعد سلسلة من الإستفزازات ، والصمت ، ما بين موضوع قد رُميت به كلمة استفزازية ترمي مرماها وبين توقيع سيئ يحمل سبا وشتما غير مباشر واللبيب بالإشارة يفهم وبين صفحة سوداء يسري بها السم مسراه ، فصبرا وللصبر حدود، فقد آن الآوان للرد على كل مستفز وذا وجهين .


إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ***فدعهُ ولا تُكثر عليه التأسفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة***فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله***ويلقاه من بعد المودة بالجفا


مهلا أيها المستفزون أهو الحقد أم الخيانة



المستفز إنسان مريض يستغل الطرف الآخر
المستفز يدفع الآخرين للغضب ، ثم يستغلهم بعد ذلك ، كم أنت شخص سيء أيها المستفز.
المستفز يقصد إثارة المتحاور، إنه كالحية
أيها المستفز هل تحاول إظهار نفسك أمام الآخرين على حساب الإستفزاز ، سحقا للظهور، فحب الظهور يقسم الظهور .
المستفز شخص تثير تصرفاته الغضب وتؤجج الدم عند المتلقي وتدفع الشخص المتلقي لهذه الإستفزازات إلى الثورة والغضب بعد طول صبر وللصبر حدود .


أيها المستفزون أتأمرون بالمعروف وتنسون أنفسكم


فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون


أيها المستفزون أهو الحقد أم الكراهية أم الخيانة


أيها المستفز المستهزئ بأهل الدين المميع لحقائق الدين ، ألا تعلم أن الإستهزاء بالدين والقيم الدينية والقرآن والسنة لهو الكفر بعينه ، إقرأ القرآن وانظر ماذا قال الله عز وجل لمن استهزئوا بالصحابة والصالحين { لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}، أتهزأ بالمتدينين وتسيء الظن بأهل الصلاح، إنه لأمر معيب ويؤاخذ عليه صاحبه.


فصبر جميل ، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين


{ واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا}
{ فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}


أيها المستفزون ، لماذا الفرار والإستفزاز ، إن كانت بكم شجاعة فلماذا لا تنصحون المخطأ على حد زعمكم وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، أم أنكم تخشون الرد على مخالفتكم نصوص الكتاب والسنة ، هذا كتاب الله بيننا ينطق بالحق وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام
{ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله} .


قبح الله هوى النفس، ألهاذا الحد يصل الحال بالمستفزين بموالاة أهوائهم .


روى البخاري أن أناسا قالوا لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنهم يذهبون للسلاطين فيتكلمون لديهم بكلام فإذا خرجوا قالوا بخلافه ، فقال لهم : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه الخصلة نجدها في كثير من الناس يأتي إليك فيتملقك ويثني عليك ثم يأتي من ورائك فيسبك ويذمك.

نعم تلك كانت طريقة السلف لا مميعي العصر ، كانت طريقتهم المناصحة والتبصير بالعيوب والإنكار على المخالف وترك الثناء عليه ، فلما حصل النقص في الأمة أحبوا الثناء وكرهوا الإنكار والنصيحة، نعم إن الناصح والمُنكر اليوم لهو الملام .





دع عنك لومي يا حسود وأبعــــدِ***فأنا على نهج النبي محمدِ
وبرئت من أهل الضلال وحزبهم***أو رأي زنديق وآخر ملحدِ
ونبذت رأي الجهم نبذ مسافـــــر***لحذائه والجعد عصبة معبدِ
لا للخوارج لست من أتباعهـــــم***هل أرتضي نهج الغوي المفسدِ
والمرجئون نفضت كفي منهمــو***والصقر لا يأوي لبيت الهدهدِ
فأنا مع الأسلاف أقفو نهجهـــــم***وعلى الكتاب عقيدتي وتعبدي


إحذروا من هذه الصفة :


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه" أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وابن حبان.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بشرح صحيح البخاري: قال القرطبي: " إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس"
وقال النووي رحمه الله: "هو الذي يأتي كل طائفة بما يُرضيها فيُظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الإطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة"



وأختم بهذه القصيدة لمكي النزال ، وكأني بها تصف الحال :



ما أصغرك
يا من جعلت من الوساوس منبرك
وخطبت..، خضت المعترك
أخرجت ما في الجوف من حقد دفين
أخبرتهم عن صاحب..،
سجلته
في الحاقدين
فطردته من جنة ليست سوى أطلال جنة
وكأنها طود هوت بفنائه المهجور لعنة
فالشك في الأصحاب لعنة
والجور بين الناس لعنة
فخسرت لما لوث الحقد المعتق دفترك
****
ماذا دهاك؟
حتى بدا لحم الأحبة مشتهاك؟
ودنوهم أضحى علاك؟
ودماؤهم حبرا يلون أسطرك؟
فطفقت تتبع فضلهم بأذى ومنة
تالله هذا الخطب محنة
تالله هذا الأمر فتنة
فاهنأ بما كسبت يداك
ولئن هربتُ من الوغى الوهمي إني منتصر
يا كنز وهم، سرني أن أخسرك
****
لا بد لي أن أسألك :
لمن اجتلبت جحافلك؟
ولمن أثرت زلازلك؟
لا بد لي أن أسألك
ولرب مسؤول بمسألة هلك
ألثلة صالحين؟
راموا بما فعلوا علاك؟
فاخترت أن تدع اليقين..،
لتدور في أفلاك شك
وبما فعلت..
أعملت في أبهى السنابل منجلك
أصبحت مرا كيف لي أن أنهلك؟
خلصتني من رغبتي أن أحملك
لا بد لي أن أشكرك




نعم لا بد لي أن أشكرك ، والسلام مسك الختام
والشكر موصول لكل محب ومبغض .



أخوكم في الله : عثمان بالقاسم


ندوس على الجرح ونواصل .