بسم الله الرحمن الرحيم





سقيت التراب بدمعي ...
------------------------------------------------

من طينة الوجدان أصبغ لوحتي ، مقبرة الغربة ، و عوالم الحيرة و أمواج الضياع ... تلك لوحة مشبعة برائحة الدموع و الدم .

صوت القطرات صوت جهوري ، يدويّ في فراغ المهج المحترقة.
نزيف الدماء سيل يمضي ليصب في حبر اليراع ، و يمده بألوان العذاب التي سمتِني .
وعاء القلب ... لا تلمسيه ، فإن فيه لوعة آنية !
كنت أسهر الليالي على جمر المقل ، و ضجيج الدموع يصفي مآسيه ليفيض الزجاج جارحاً خشناً ، و طعمه المالح يكويني بنار جهنم ، و يجرعني الحميم ، حتى تمزقت وجنتي و بانت العظام البالية ...

الآن عرفت كيف يطعن الهوى ، كيف خنجر المصارحة ، كيف أرق الليل بينما النهار رقود أزلي .

كتمت الصوت من صرخاتي و ناديت دون صدى ، فما اهتزت ريح. و تربع على عرشه السكون ، و أنا وحدي أتلوّى بصمت ، فانحنيت لعظمته ... كان سيداً آنذاك. أظفاره تنفذ الى العروق ، يستمتع بمسارح الموت ، يتغذى من دمائي القانية ثم يرديني طريحة في مستنقع الآمال العكرة ، يلتهم في دوامته القاتلة جميع أصوات الحياة ، فسكت كل ما بالغرفة ، و ما زالت نبضات قلبي تحتضر حتى فنى النبض ، فما عدت أسمع لها الا همساً ...!

السبت 2\1\2010 الساعة الواحدة فجراً





:: انتقاداتكم مرحب بها بكل سرور ::


في أمان الله