سألتها فى أنين الليل كان وجهها شاحباً ويبدو عليها الشيب والعجز...
لماذا كل هذا التعب لماذا كل هذا الإرهاق
ما الذى أهمك هكذا وشيبك وأرهقك
فأجابت
كان لى مع المجد عهداً فضاع منى العقد
قلت كيف تضيعين عقداً هو لك من الحق
قالت لست أنا بل أولادى الذين يعيشون بين جنباتى
كيف ذلك ؟!
رزقنى الله بخمسة أولاد
كان أولهم يحافظ على عقدى ويضعه فى عينيه بالفعل كان الأبن البار
والشجاع المغوار
وماذا عن الأبن الثانى؟!
كان مثله والأبن الثالث والرابع جميعهم حافظوا على العهد والعقد لم لا وهم أهل العز
والشرف إن حكيت لك عن عزهم ستعجز عضلات لسانى وأوتار ألحانى عن الكلام
فى بحر العز والمجد والقوام
وماذا عن الخامس ؟!
آه آه آه هذا الطفل الصغير حديث العهد
هو من فعلها هو من أضاع كل ما أملك هو من أضاع بقلة صبره
وندرة همته أضاع كل ما فعله أخوته
فى سبيل هواه ودنيا فانيه
قلت لها توقفى الأن عرفتك أنا من أحفاد أبنك أين كنتى من زمن
أم أنك تذكرتى الأن عهدك لم تركتى أحفادك لم نسيتى عقدك
فقالت وهى تنظر بشفقة
وأنا تذكرتك أنت من أحفاد أبنى أين كنت أنت أنتظرتك منذ زمن؟!
فأجبت والشفقة تملئ وجهى
كنت أعيش فى هذه الدنيا فبعد أن ضيع إبنك عقدنا مع المجد لم نجد لنا بيتاً ولا مأوى
فضربنا فى الأرض إلى أن رجعت إلى نقطة البداية
قاطعتنى قائله
إنسى كل هذا وتذكرى هذا العقد فبه سترجع ثروتكم وبه ستجدوا مأواكم
نظرت إليها فى غضب كيف ذلك والرياح رمتنا من واد إلى واد كيف ولم تعد سلالتنا
قائمة ومات منها الكثيرين تحت رماد الظلم والظلام
فأجابت وهى تنظر بلهفة
أعلم كل ما قلتيه فأنا لم أكن نائمه كل هذه العقود أنا فقط كنت مريضة ولأزال مريضة
ودوائى هذا العقد لابد لكى أن تحضريه فى أسرع وقت وإلا سأموت وحينها لن يعيش أحد من أخوتك ولا حتى أنتى
فأقلت والحيرة تملئ قلبى وعقلى
وكيف لى بهذا الدواء
وفجأة أقتربت من آذنى وهمست بالطريق حينها فهمت مقصدها وعجزت عن التفكير سوى فيه
ولم أتوصل لشئ فالطريق إلى الدواء فيه الكثير من المخاطر والمتاعب
وإلى الأن هى مريضه وتريد الدواء
لكن للأسف هو فى أعالى الجبال وفى أعماق الأدغال......