فيقال نكهة القصيدة, و عطر اللون, و همسات الورد, و رقص الفراشات, و حريرية الأقدام, و عذوبة الكلمة, و رائحة البحر و مذاق الأغنية و و و و .... إلخـ
ينجم عن التكامل في النص, عدا كل ذاك, كل علامات الجمال الفنية المعروفة, كالولادة و النمو و توافق الأجزاء و التناسب و التوازن
و غيرها من العلامات المعروفة و المتداولة في مصطلحات النقد الجمالي
التكامل في النص بمقدوره أن يفسر جميع الظواهر البلاغية التي عدّت - و تعدّ - جميلة في كتب النقد الأدبي القديم و الحديث
كالتشبيه البليغ, و الاستعارة و الكناية, والجناس و الطباق
علم النحو
هو الذي تستقيم بهـ معاني الكلام و تصان عرى تأليفه من الإعلال و الانفصام
فلو كتبنا مثلاً:- ما أحسن منتدى اللغة العربية >> ترى كم من معنى لهذه الجملة
يحتمل أن ما يراد به التعجب من حسنهـ ....,.... ويحتمل أنه يريد الاستفهام عن أي شيء فيه حسنـ ....,.... و يحتمل أنهـ يريد الإخبار بنفي الإحسان عنه أصلاً
وكل ذلك يبين و يظهر جلياً في النحو(الأعراب)>>تطرقت هنا لعلم النحو و ذاك لأهميتهـ في فن الكتابة.
الفصاحة
أصل الفصاحة في اللغة الظهور و البيان يقال أفصح الصبح:- إذا بدء ضوءه و أسفر, و أفصح فلان عما في نفسه:إذا أظهره وأوضح المعنى الكامن فيه
إن أعلى مراتب و شروط الفصاحة الإيجاز و حذف فضول الكلام. فالفصاحة أمر نسبي في المكان و الزمان .
تعلمون أن ما عُدَّ فصيحا في العصر الجاهلي, لم يعد كذلك في العهد العباسي, وما عدّ فصيحاً في العصر العباسي قد يبدو نافرا في لغة القوم اليوم
فمن يستعمل اليوم كلمة (( افرنقعوا )) >> تعني تفرقوا, أو كلمة ((تكأكأتم)) >> بمعنى تجمعتم
ومن يستعمل الذُكاء أو الغزالة أو المهاجرة >> كلها بمعنى الشمس لا أحد ولو غامر أحدهم باستعمالها لاعتبر متحذلقاَ أو متخلفا عن ركب الحداثة.
البلاغة
يقال: هذا الكلام بليغ, إذا بلغ من الأوصاف اللفظية و المعنوية مداها. و أصل البلاغة: الوصول و الانتهاء
يقال: بلغت المكان إذا انتهيت إليه. فمبلغ الشيء منتهاه, و البليغ يتميز بأوصاف متى ما عُرّي منها نقص عن درجة البلاغة
وعلى ذلك فالبليغ ما كان لفضه غير زائد على معناه, ومعناه مفيداً صحيحاً جلّياً ودلالاته موحية لهذا.
يقال: كل كلام بليغ فصيح, وليس كل كلام فصيحاً بليغ. وعلى ذلك فالبلاغة تعم اللفظ و المعنى معاً
الكلام لا يطلق عليه صفة بليغ حتى يكون فصيحاً
وعلى الرغم من عشرات الكتب الموضوعة لإيجاد تعريف شاف للبلاغة و الفصاحة و تبيان الفروق بينهما, فإن الخيط بينهما رفيع لا يكاد يُتبين
ولعلـ أحد هذا ما دفع أحد المصنفين الكبار إلى إعلان راية صريحة دون مواربة. يقول أبن الأثير, و هو إمام صناع الكلام
(( لم أزل مذ خدمة هذا العلم و أهل العلم, أنظر فيما قالوه في معنى الفصاحة و البلاغة, و أستكشف المعنى عن ذلك, فلا أجد
إلا كرمز أو الإشارة, ولا أقف فيه على كلام شافٍ و قول وافٍ ))
كما علقت سلفاً كونوا بانتظار الثاني من الرؤى الأدبية
كتب لكم غفر الله لهـ
أخوكم و محبكم
Ninja_harb
المفضلات