كسر الصمت الذي ملأ رأسه صوت :
طيط طيط طيط .
عيناه تدوران في دوامه , لا يكاد يرى :
- حلم مزعج ! ماذا ؟ كم ؟
وإذا بيد تتشبث بكتفه :
-مازن !
- هاه .
-ما الذي جـ جـ جـر جـرى ؟
هز رأسه :
-هاه ها لا لا لا يعقل .. هيــــه وسن .
-كذب هذا كذب قل هذا قل هذا .
ساد الصمت القاتل , عيونهم شاخصة , يبركون على الأرض كطفل خائف , فك كليهما يصطك برعب عميق .
ضمت وسن رجليها إليها واحنت رأسها , ثم رفعته وهي تغمض عينيها بشدة فتحت عينيها :
- لا لا يعقل .
- وسن كيف اختفت الألوان ؟
-أين ألوان غرفتكَ ؟
-ما الذي جرى ؟
زحف مازن , استجمع قواه ونهض ليفتح الباب :
- لا , كل المنزل بلا ألوان .
ركضت وسن كالمجنونة إلى النافذة :
-حتى الشارع , السيارة , الأشجار , الـ جـ الجـ جيراننا الصرخات .
- لا وسن ما هذا لا أفهم شيء .
- لم يكن سوى قرص .
- هل هذه العائلة ممسوسة الآلة أولاً ثم هذا القرص .
- نعم نعم محق محق الآلة أعدناها .
- كيف عمل القرص إذن ؟
- لا تسألني أرجوك يكفي يكفي .
أخذت وسن تردد يكفي وهي تبتعد عن النافذة, ما إن اصطك ظهرها بالحائط حتى ارصقت ظهرها به وفي ارتدادة طرف مازن , ركضت , قفزت من النافذة .
- لاااااا وسن .
هرول مازن نحو النافذة تشبث بحديدة النافذة وهو يعاين أسفلها , لا أحد , فرك جانب وجهه بشدة بيديه :
- أين اختفت ؟
خطر في ذهنه الجار المشؤوم جواد وهند والامرأة المجهولة له .