قالت بعد صمت طويل :
أخبرنى ..لم يطلقون عليك الذئب ؟
قال بهدوء:لست وحدى الذئب .. كلنا ذئاب
قالت وهى تبتسم : أقصد لم اتخذتم الذئب شعار لكم؟
قال بعد صمت :
هناك أسطورة في ثقافتنا تقول :
أنّ عاصفة هوجاء تهبّ،
فيخاف منها الناس والحيوانات،
فتدمّر العاصفة كلّ شيء
حتى لا يجد الناس مكانًا يجتمعون فيه...
فالشجر قد اقتلع من جذوره،
والبيوت قد تهدّمت،
ويبقى ذئب وحيدا
يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة،
فيتشبث الذئب بمكانه دون حراك،
حتى عندما ينسلخ جلده
يبقى صامدًا لا يتحرّك ولا يصرخ عند الموت,
ويبقى محدقًا بعدوّه إلى أن يموت
وهذا هو حال الشيشانيّ...
فهو سيبقى على الجبل ينظر إلى الموت المحيط به
دون أن يخاف منه
لهذا يشبّه المقاتل الشيشانيّ نفسه بالذئب
ويعتدّ بصفاته التي يتميّز بها،
فجعله فى علم الشيشان شعارًا له
جالسًا على صخرة تحتضوء القمر وحيدًا,
للدلالة على عزلة الشعب الشيشانيّ من بقيّة الشعوب..
ان الذئب يستحيل ترويضه,
تماما كالشعب الشيشانى ...
وهو مخلص لشريكه،
ويساهم الذكر في تربية الجراء...
وهو الحيوان الوحيد
الذي يزداد شراسة مع التقدّم في العمر...
و يكون في قمّة شراسته عندما يجرح...
ولا يصرخ عند الموت,
ويبقى محدقًا بعدوّه حتى يموت...
صمت قليلا, ثم أردف بلهجة عميقة
اهتز له فؤادها :
هكذا الشيشانى

رد مع اقتباس

المفضلات