...+++... الحملة الارشادية الثانية ( 2 ) : الاستقامة ...+++...

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 13 من 13

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية بوفهد الاتحاد

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    1,113
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ...+++... الحملة الارشادية الثانية ( 2 ) : الاستقامة ...+++...




    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



    فهذا هو
    الموضوع ( 2 )
    من
    الحملة التوعوية الإرشادية




    والتي ستحمل عنوانا مهما
    وهو


    ( الاستقامة )
    وآثارها الطيبة على الفرد والمجتمع



    الحمد لله الذي أمرنا بالاستقامة على دينه و السير على منهاجه ، وأصلي وأسلم على صفيه وخليله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ،
    أما بعد :

    فالاستقامة على الإسلام لها آثار طيبة على الفرد و الجماعة وهي إجمالا ( سعادة المرء في الددنيا و الآخرة بامتثال أوامر الله و أوامر رسوله ) وإليك بعض آثارها التفصيلية :
    1- الاطمئنان القلبي و النفسي : يتعرض الانسان في هذه الدنيا لما يعكر صفو حياته ، مثل المرض و الخوف و القلق... وغيرها .
    فإذا كان مستقيما على تعاليم الاإسلام فإن ذلك يورثه الاطمئنان القلبي و النفسي وراحة القلب والبال ، لأن علاقته بالله قوية وثقته بربه عظيمة ، ولا شك أن هذه العلاقة تذهب كآبته وحزنه وهمه ، ويبدل الله تعالى همه انشراحا ، وحزنه فرحا ، وكآبته سرورا ، وذلك لأنه في خير ما دام ملتزما بشريعة ربه أيا كان وضعه ، عن صهيب قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ (( عجبا لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابه سراء شكر فكان خيرا له ؛ وإن أصابه ضراء صبر فكان خيرا له )) ( رواه مسلم )
    وقال تعالى (( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ... )) ( الزمر ) وقال (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) ( الرعد ) وقال : (( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام .. )) ( الأنعام ) وقال (( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم .. )) ( الفتح ).
    بل إن الاستقامة سبب لاغداق الله تعالى نعمه على عبده . قال تعالى (( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا .. )) ( هود ) وقال (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا . يرسل السماء عليكم مدرارا .. )) ( نوح ) وقال (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ... )) ( النور )
    وهنا همسة لأصحاب المشاغل الكثيرة الذين طغت عليهم مشاغلهم وأشغلتهم عن واجباتهم ، و لأصحاب الهموم المتنوعة ، ولمن أصيبوا بقلق واكتئاب وعدم اطمئنان .. أقول لهم : أن يراجعوا علاقتهم بربهم ,ان يلتزموا هدي رسوله لكي يعودوا إلى الاطمئنان الدائم و السعادة الدائمة .


    2- تحقيق عبودية الله تعالى في الأرض ، فبالاستقامة تتحقق العبودية بمعناها الحقيقي لله وحده سبحانه وتعالى ( وله أسلم من في السماوات و الأرض طوعا و كرها ... ) . قد استسلم لله سبحانه و تعالى كل من السماوات والأرض وانقادوا لجلاله وعظمته ، و العبد المسلم كلما التزم بشريعة ربه حقق هذه العبودية وثبتها في كيانه على وجه الأرض ، وهذا في غاية الأهمية ، بل هو الغاية من خلق الخلق فيحققه هذا الالتزام المستقيم .


    3- الاستقرار و الانتاج : إن الذي يسير على منهاج الله ويستقيم على مبادئ الاسلام إنما يسعى في الأرض لعمارتها وتحقيق الأمن و الاستقرار فيها ، وإشاعة السلام و الأمان ، وبالتالي يزيد الانتاج وتبلغ الأماني ، وتتحقق الغايات من البركة في الأموال و سد الحاجات زمنافسة الأمم ، وبغير الاستقامة تحصل الاضطرابات ، وينتج الخوف ، ويفقد الأمن ، وينعدم إنماء الأموال وغير ذلك من الخسارة العاجلة (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) وهي سنة جارية في هذه الأمة و في الأمم السابقة (( ولو أن أهل الكتاب آمنوا و اتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم . ,لو أنهم أقاموا التوراة و الإنجيل و ما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما كانوا بعملون )) قال ابن سعدي _ رحمه الله _ ذكر ( تعالى ) ((أن أهل القرى لو آمنوا بقلوبهم إيمانا صادقا صدقته الأعمال و استعملوا تقوى الله تعالى ظاهرا وباطنا بترك جميع ما حرم الله لفتح عليهم بركات من السماء و الأرض ، فأرسل السماء عليهم مدرارا وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون ، وتعيش بهائمهم في أخصب عيش ، وأغزر رزق ، من غير عناء ولا تعب ولا كدر ولا نصب . ومن جهة أخرى يرى العبد المسلم جميع النعم من الله ، فإذا استعمل هذه النعم فيما أمر الله واجتنب عما نهى الله ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ فهو في هذه الحالة كأنه يستجلب المزيد من نعم الله وآلائه العديدة))
    قال تعالى (( لئن شكرتم لأزيدنكم .. )) ( إبراهيم ) .


    4- تحقق الخيرية لهذه الأمة : والعبد المسلم كلما استقام على أوامر الله سبحانه واجتنب نواهيه فإنه يسعى لتحقيق الخيرية لهذه الأمة عامة ولنفسه خاصة ؛ لأن الإيمات بالله و العمل الصالح و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مما يجلب الخيرية ويحققها لمن يسعى لهذه الأمور قال سبحانه (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... )) ( آل عمران ) وقال (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )) ( البينة )


    5- محبة الله ومحبة المؤمنين ،: فالمسلم المستقين على صراط الله محبوب عند الله ، وعند الملائكة المكرمين وعند الناس أجمعين ، ومن أحبه الله فاز بخيري الدنيا و الآخرة ففي الصحيحين واللفظ لمسلم ، عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ (( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : إني أحب فلانا فأحبه قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء قال : ثم يوضع له القبول في الأرض ، و إذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه ، قال : فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال: قيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض )) . وعن سهيل بن أبي صالح قال: كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم ، فقال الناس إليه فقلت لأبي : يا أبت إني أرع الله يحب عمر بن عبد العزيز قال: وما ذاك ؟ قلت : لما له من الحب في قلوب الناس فقال : بأبيك أنت سمعت أبا هريرة _ رضي الله عنه _ يحدث عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ثم ذكر الحديث المتقدم ( رواه البخاري ومسلم ) .


    أما من الذي يحبه الله ويبغضه ؟ فقد جاء التفصيل في الكتاب و السنة ، فإن الله يحب المحسنين والمتقين والتوابن والمتطهرين والصابرين و المتوكلين و المقسطين والذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ، وهذه من صفات أهل الاستقامة ، ويبغض الكافرين المعتدين والظالمين و المسرفين والخائنين والمستكبرين والفرحين والفساد والمفسدين وكل كفار أثيم وكل مختا فخور وكل خوان كفور والجهر بالسوء من القول ، فعلى العبد أن يحرص على الأعمال التي يحبها الله ويبتعد عن الأعمال التي يبغضها الله .


    6- العزة و النصر على الأعداء : يقول تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) ( محمد )
    يقول ابن سعدي _ رحمه الله _ في تفسير هذه الآية ( هذا الأمر منه تعالى للمؤمنين أن ينصروا الله بالقيام بدينه والدعوة إليه وجهاد أعدائه ، وأن يقصدوا بذلك وجه الله فإنهم إذا فعلوا ذلك نصرهم وثبت أقدامهم ، أي يربط على قلوبهم بالصبر و الطمأنينة و الثبات ، ويصبر أجسادهم على ذلك ويعينهم على أعدائه ،فهذا وعد كريم صادق الوعد ، أن الذي ينصره بالأقوال و الأفعال سينصره مولاه ، وييسر له أسباب النصر من الثبات وغيره )) .


    7- فضلا عما تورثه الاستقامة على نهج الله من غفران الذنوب وتكفير السيئات ورفعة الددرجات ودخول الجنة ، ورضى الله تعالى. وتلك هي الغايات العظمى التي يجب أن يسعى الانسان لتحصيلها من أجل الوصول إليها . و الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية كلها توجه إلى ذلك .
    هذا غيض من فبض في آثار الاستقامة ، وواحد منها كاف لأن يستقيم العبد المسلم على دينه ويتمسك بشرع الله ، فضلا عن اجتماعها كلها ، قال تعالى (( فضل الله يؤتيه من يشاء .. ))


    إلى هنا يكون قد أنهيت هذه الحملة

    إلى اللقاء في الحملة القادمة
    التعديل الأخير تم بواسطة بوفهد الاتحاد ; 10-3-2010 الساعة 03:53 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...