● وصية ناسك الجبل: اقرؤوني .. (2).. (نور في ذلك المخرج ...دعوة لتفاؤل) ●

تتداعى إلى خاطري وقائع خلت أن الزمن تجاوزها وغبار النسيان غطاها
ناولني، الموت، ورقة مطوية ما إن فتحتها حتى ارتعدت مفاصلي وسرت القشعريرة في بدني، وانعقد لساني
لأن الذي قرأته في الورقة ما كان غير كلمتين : اكـتــب وصـيتـك.


في كل ذرة غبار تنزاح عن هذه الآثار الإنسانية ينبثق قبس من شعاع وتختلج روح الناسك بالعرفان و الشكر لكل من مر من.
مميز: وصية ناسك الجبل: اقــرؤونــي ...... (غاية لا تدرك تترك )



باقة الزهر التي نرشقها عند شاهدة قبر الراحل، هي أن نقرأه مجددا، ونعيد الروح لما نفد من وصاياه ونختار بعض أفكاره لنزين بها أنفسنا ونروج لفلسفته التي كان أساسها الزهو المترفع وقوامها التأمل، والانتساب للبشرية أجمع، وتمجيد الحياة، و تقبلا للموت لا استدبرا .... هذا هو ناسكنا






في وصيتهـ



زميل قديم يدعوني لنظر و التفكر والتأمل تتشابك خيوط الذاكرة بعد مدة من الحديث ليست مدة و إنما مديدةٌ قصير جدا

أبحر بي في ملكوت أحزانه وأفاق نيرانه ورياح آلامه تراتيل معزوفته المتوجة بالأنين كسرت حاجز صمت

فعسى ربي يجعلني


نور في ذلك المخرج

النظرة المشرقة و الابتسامة الصادقة و الحياة الممتعة و السعادة و الهدوء و الطمأنينة ... كلها أمور نسبية يتفاوت البشر في النظر إليها
وفي تعريفها و التعاطي معها و كيف جلبها و ترك مناقضها ؟ كل منا ينشدها يطلبها يتمناها.
التفاؤل معنى و فعل يدخل في كل شأن إن امتلكته استطعت أن ترى من نافذته زهورا متفتحة زاهية الألوان ممتدة في الأرض الخضراء
فالمشكلة و لها حل و الإخفاق تجربة و النقد توجيه و النجاح استمرار و برهان.

مهما ضاقت السبل فهناك - دائما – ( حل ) المهم و المهم فقط أن نؤمن بوجود نور في ذلك المخرج.


إن الشدائد مهما تعاظمت وامتدت لا تدوم على أصحابها و لا تخلد على مصابها بل إنها

أقوى ما تكون اشتدادا وامتدادا و اسودادا - أقرب ما تكون انقشاعا و انفراجا و انبلاجا

عن يسر و ملاءة و فرج و هناءة و حياة رضية مشرقة وضاءة ...^^





من الملاحظات الدائمة أن الأمم حين تنهض يكون في وعيها و في وجدانها شيئان مهمان

هما الخلق المتين و روح التفاؤل
هذه الروح لا ترضى أن تكون شمعة تنير محيطا صغيرا في الظلام, بل كشمس مشرقة تنير الأرجاء.
نعم لنتوقف عند معادلة وهي إن الأمر السلبي سلبي ولا يمكننا تجاهله و الايجابي إيجابي , ولكن هذا في دائرة الأمر ذاته.
أما عند نقله لحيز الوجدان و التعامل لدى الإنسان فإن اختلاف الأمر يمر بمسائل عدة

لا يختلف من ناحية جوهره بل يختلف في طريقة النظر إليه و في أي زاوية نقرر أن نجلس و نرى .


يُقال "ما بين التفاؤل و التشاؤم ... ثلاثة أبعاد , نتعامل من خلالها مع معطيات الأحداث .


فالبعد الأول: الديموية , و البعد الثاني: التعميم , والبعد الثالث التشخيص "


فمن يمتلك روح التفاؤل يرى الحدث بتلك الأبعاد فالأمر الجيد دائما محفز يعم جميع ما يفعل و يطغى أثره على الجوانب الأخرى

لأنه محور نجاح أما السلبي فوقتي سينتهي , محدود بأمور أدت إليه

ويعتبر تجربة تفيدني في جوانب أخرى .





التفاؤل هو النظر إلى الماضي وكأنه صندوق تجارب , و إلى الحاضر و كأنه ملعب للتحدي

و إلى المستقبل و كأنه ممر منير , المتفائل مستفيد من ماضيه متحمس لحاضره متشوق لمستقبله

المتفائل ليس شخصا لا تأتيه المشاكل و الصعوبات بل العكس لكنه يراها على أنها مؤقتة فالمشكلة في عقله لن تدوم


لأن الله مع الصابرين



و الصعوبة عنده اختبار أو تجربة ولا بد لتجربة و الاختبار من نهاية


وكما أنا لي نهاية


إن التفاؤل أشبه بكونه وسام يميز صاحبه عن غيره في حياة امتلأت بالضغوطات و المشكلات ...

إن لم نحاول و نجتهد لنرى نورا يسطع ... و إلا سنعاني بقدر ما نعيش ..^^"



ختم الناسك بقول ( جميل الحياة إن ذكرت مستطابة النفس من خير و ترك ما يجلب سوء الفأل )



رفع بردته ونفضها من غبار الزمن أمسك عصاه و هي كل ما يملك في حياته

و صرة نقوده و ارتحل تاركا وراءه وصيته

تقول بعربية فصحى : اقــرؤونــي





كتب غفر الله لهــ

أخوكم و محبكم ..^^

Ninja_harb