{(اللهم صلي وسلم على خير البشرية محمد ابن عبد الله وعلى آلــه وصحابته الأخيار.... .
.. أيها التاريخ حدّث عن رجال عن زمان لم تمت فيه الضمائر..
الزبير بن العوام...]
رضي الله عنه وأرضاه.
نشأ في مكة المكرمة نشأه قاسية ,فقد أحبت أمه صفية بنت عبد المطلب أن يكون بطلاً يتحمل الصعاب كلها, فكثيراً ما كانت تقسو عليه في طفولته ليتحمل ما يتحمله الرجال . لم يعرف الزبير الدلال والرقة يوماً بل عرف الحياة القاسية بكل ما فيها .
أرادت صفية من ابنها الزبير أن يكون شجاعاً منذ صغره .
هذه هي أخلاق العرب قبل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم,كان فيها كثير من الحق ولكن فيها بعض الظلم والجور , فمن المروءة أن يكون الإنسان شجاعاً بطلاً مهاباً ولكن بالحق والعدل..
كما خططت صفية لابنها الصغير فقد أثمرت جهودها ,,لقد صار بطلاً شجاعاً يخرج إلى طرقات مكة وهو لم يتجاوز العشر سنوات إلا قليلاً والكل يخافه ويرهبه, وذات يوم تشاجر الزبير مع رجل كبير واشتد الصراع وما إن انتهيا حتى كسر الزبير يد الرجل فاجتمع الناس وحملو الرجل ومروا به محمولاً على صفية فقالت لهم :منْ فعل به هذا؟؟ قالوا :إنه الزبير ابنك!! فتهلل وجهها فرحاً وقالت:كيف رأيتموه هل هو كالقط أم كالأسد؟؟؟!.
وفي هذا الجو شب الزبير ,وصار ابن خمسة عشر ربيعاً , بوم انشرح صدره للإسلام على يد أبي بكر الصديق يوم حدثه عن الإسلام فاستمع إليه بقلب واعٍ ,ثم اتفق معه أن يلتقيا مع محمد صلى الله عليه وسلم ابن خاله ليعلن إسلامه .
أسلم الزبير وبايع الرسول وشهد لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة,وقد كان رابع أو خامس من أسلم ولم يخفِ الزبير إسلامه ,فهو كما نشأ بطلاً فارساً لا يخشى في الله لومة لآئم. .
وسرعان ما نشأ خبر إسلام الزبير في مكة فاشتاط عمه نوفل غضباً , وصرخ بأعلى صوته :كيــــف يصبأ ابن اخي؟؟(يصبأ:أي يترك دين أبائه ويدين بدين آخر) هل مسه جنون؟؟ فما كان منه إلا أن قصد بيته ,فلما جلس معه أخفى غضبه ,وأخذ يلاينه في الحديث ليثنيه عن عزمه في الإسلام , وأخذ يذكره بأصنامهم وزعامتهم. .. فما كان من الزبير إلا الرفض لكل مايدعوه إليه عمه ,وصمم على السير في طرق الحق.
لما رأى نوفل إصرار ابن اخيه أخذ يهدده ويرهبه فما لانت للزبير قناة.(قناة:الرمح الأجوف) وما استكان لوعيده,بل ازداد إصراراً على التمسك بالإسلام.
عندها قام نوفل وقيد ابن أخيه ,وأخذ يكيل له الشتائم ,ولفه في حصير وأشعل النار وقربها منه ,وصارت تدخن الدخان الكثيف حتى صار الزبير لا يرى ,فالدخان يلفه وصوت عمه يناديه: اكفر برب محمد ويتصاعد صوت الزبير جهورياً قوياً ,ويرتفع فوق سحاب الدخان بقوله: الله أكبر ,لآ لن أعود إلى الكفر.
لم يكن الزبير ضعيفاً, إلا أنه كان يوقر عمه,ويصبر منه على الأذى,ولم يفلح العم عن ثنيه عما آمن به ,وبعد أن يئس أطفأ النار وفك وثاقه وتركه وشـأنه.
هذه الحادثة أعطت الزبير قوة وثباتاً على ماكان عليه ,فاشتد إيمانه ,ولازم رسول الله في جلساته وروحاته وغدواته,وتعلم الكثير من آيات القرآن الكريم التي كان يعلمها رسول الله لأصحابه.
وذات يوم سرت شائعة في مكة أن رسول الله قد قتل وكان المسلمون يومها قلة يجتمعون في دار الأرقم ,فما كان من الزبير إلا أن سارع إلى بيته فامتشق سيفه وخرج كالأسد إلى شوارع مكة يريد أن يتحقق من الخبر ,فإن كان صحيحا فالويل كل الويل لكل من يقف في طريقه من مشركي مكة.. تابع الزبير سيره بخطاً ثابتة ,وقوة عازمة وكان كل من يراه يهرب من طريقه حتى لا يكون ضحيته.. ويلقاه رسول الله ويسأله ما بك ؟؟ فيذهل الزبير ,ويفرح فرحاً شديداً ويقول: الحمد لله أأنت حيًّ يا رسول الله؟؟فيستفسر الرسول عما به فيخبره الخبر.. ويفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ويضع يده على رأسه ويمسح بها ويدعو له بالخير.
إنه أول سيف يشهر في الإسلام إنه سيف الشجاع المقدام –الزبير بن العوام رضي الله عنه-.
غزواته وبطولاته
وتظهر بطولات الزبير,, ففي غزوة بدر تتجلى شجاعته وجرأته ,وكان حينئذ قد لبس عمامة صفراء اللون وقد أمسك بمقبض سيفه وهو متشوق لملاقاة أعداء الله ,وبعد ساعة من المعركة تهلل وجه رسول الله وقال لأبي بكر: ((أبشر يا أبا بكر ,لقد نزلت الملائكة تقاتل معنا وعليها عمائم صفراء اللون كعمامة الزبير)).
وفي أُحُد أبلى بلاء حسناً ,ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاراته في الرمي قال له: ((ارمِ فـــداك أبي وأمي)). وتظهر شجاعة أمه صفية وخاصة بعد مقتل شقيقها حمزة, فقد حملت رمحاً وأخذت تحث المسلمين على القتال ويأذن لها رسول الله برؤية أخيها حمزة وتستغفر له ,ولقد حزنت عليه حزناً شديداَ كما حزن عليه الرسول والمسلمون.
وتظهر بطولاته أيضاً يوم الخندق في السنة الخامسة من الهجرة,كما تظهر بطولات أمه صفية بنت عبد المطلب ,عمة النبي صلى الله عليه وسلم فهي أول امرأة تقتل مشركاً في الإســـلام.
فقد جعل النبي النساء والأطفال في في حصن منيع .. وفي خضم المعركة ,حــاول أحد اليهود التسلل إلى حصن النساء والأطفال ,فشعرت به صفية,فأخذت عاموداً فنزلت إليه حتى فتحت الباب قليلاً فلما حاول أن يدخل هجمت عليه وضربته ضربة قاسية فخر صريعاً.
ويشارك الزبير المسلمين في حصار يهود في قريظة وخيبر,وكان له يوم قريظة موقف رائع ,فقد شهد له رسول الله بالثبات والشجاعة مرة أخرى,لقد كرر ما قاله في غزوة أحد: ((ارمِ فـــداك أبي وأمي)) ويختاره سيد البشرية مع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما لاقتحام الحصن بعد أن حاصره خمساً وعشرين ليلة ,وقد استعصى عليهم وقذف الزبير بنفسه داخل الحصن وفتح أبوابه للمسلمين بعد أن قذف الله الرعب في قلوب بني اليهود فاستسلموا لحكم الله..
في خيبر برزت بطولته الفذة ,وكان مع علي بن أبي طالب على رأس الجيش إذ برز لهم يهودي شرس اسمه <ياسر> ينادي بأعلى صوته :هل من مبارز؟ فلم يطق الزبير سماع كلامه فنزل عن دابته وقال له:نعم أنـــــــا أبارزك !! لقد كان اليهودي مشهوراً بين المسلمين بقوة بَأسِه وغدره ,عندها كانت صفية بنت عبد المطلب تسمع المحاورة بينهما فهرعت إلى ابنها تتوسل إليه أن يكف عنه فهو شاب يافع صغير مازالت خبرته قليلة ,واليهودي مقاتل متمرس ,وحاولت صفية أن تقنع ابنها لكنها لم تفلح وأصر الزبير على مبارزته,عندها هرعت إلى خيمة رسول الله قائلة:يا رسول الله ,أخشى على ابني أن يقتل ,فتبسم رسول الله وقال:يد ابنك ستقتله إن شاء الله! ,,تقدم الزبير كالأسد الهصور ودارت المبارزة بينهما والمسلمون يترقبونها بفارغ الصبر وماهي إلا لحظات حتى خر ياسر صريعاً على الأرض ,وعندها صفية وفرح رسول الله وفرح المسلمون بنصر الله وبشارة رسوله الكريم,ولما انتهى الزبير من قتله حمد الله تعالى وتابع فتوحاته ,حتى تم فتح آخر الحصون.
وهكذا تتوالى انتصارات الزبير ,وتزداد محبة الرسول صلى الله عليه وسلم له,وتبلغ مكانة عالية ,وذالك عندما قال له صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبيٍ حواري ,وحواريّ الزبير )).
فرح الزبير بهذه البشارة فرحاً عظيماً,وكيف لا يفرح وقد جعله رسول الله من خيرة أصحابه وخاصته,وبعد أيام ازداد فرحه وفرح المسلمين جميعاً يوم علموا أن جبريلاً يقرؤه السلامَ ,ويخبره بأنه من العشرة المبشرين بالجنة.
وبعد هذا ينتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى ,ويحزن عليه الزبير كثيراً وتحزن صفية بنت عبد المطلب على موت ابن أخيها عليه السلام وتقول في رثائه:-
لفقد رسول الله إذ حــان يومه *** فيا عين جودي بالدمع السواجم
لكن هذا الحزن لم يُقعد الزبير في بيته فهو جندي شجاع ,فسرعان ما عاد إلى ساحات القتال بعد أن بايع أبا بكر الصديق رضي اله عنه وأرضاه.
وينطلق الزبير يوم اليرموك مع المؤمنين المجاهدين ,بقيادة خالد بن الوليد ,ويقابلون جيشاً كبيراً من الروم ,ويرى المسلمون قوة جيش الروم وكثرتهم ,أمام الفئة القليلة من المؤمنين,عندها صاح الزبير:- الله أكبـــــــــر,وانطلق بفرسه يخترق جيش الروم ضارباً بسيفه حشودهم يمنة ويسرة. وبشجاعته النادرة وشجاعة المؤمنين تحقق النصر على الروم.
قال أحد الصحابة :سافرت مع الزبير ورأيت جسده فكان مقطعاً بالسيوف وإن في صدره لأمثال العيون الغائرة من الطعن والرمي. فقلت له: والله لقد شهدت بجسمك مالم أره بأحد قط.
فقال لي:- أما والله ما منها جراحة إلا مع رسول الله وفي سبيل الله.
رضي الله تعالى عن حواريّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأرضاه ,,ذالك الصحابي الذي رفع بيده أول سيف في الإسلام!!
حــقــاً رَحَــــلَ العظماء!!.)}
تحياتي أختكم في الله / بليميرو ||~
مستمرين بإذن الله..........


رد مع اقتباس


المفضلات