فِيْ لَيْلَةٍ تَبَرَّأْتِ مِنَ الْبُهُمِ بِأَدِلَّةٍ الْسُّحُبِ المُكْتَظَّةِ فِيْ سَمَاءِ الْصَّادِقِيْنَ
وَعَلَىَ أَحْلَىْ نَغَمَاتِ الْأَنِيْنْ وَالْصُّرَاخُ فِيْ قَلْبِهِ...أَرْخَىْ أُذُنَهُ لِلْاسْتِمَاعِ لَضَّرَبَاتِ الْمَطَرُ عَلَىَ سَقْفِ غُرْفَتِهِ الْمُتَهَالِكَةِ..!!......
وَالْشَّوْقُ يُصَارِعُهُ لِلْحَدِيْثِ مَعَ مَنْ يَأْلَفُهُ.............. مَعَ مَلَاكِهِ هُوَ

هَاتَفِهِ :
أَيُّ مَلَاكِيّ وَ رُوْحِيّ الْغَالِيَةِ وَمَلَاذِيّ الْوَحِيْدَ وَقُرَّةَ عَيْنَيْ وَمِنْ إِلَيْهِ أَفَضْفَضَ وَلَهُ آنَسَ......هَلْا قَتَلْتَ وَحْدَتِيْ ومَحَقْتِهَا؟
فِيْ الْطَّرَفِ الْآَخَرِ

أُغْلِقُ هَاتَفِهِ وَوَضَعَهُ فِيْ جَيْبِهِ.. أَلْتَقِطَ مِعْطَفَهُ وَارْتَدَاهُ لَيَمْشِي وَاثِقُ الْخُطْوَةِ وَ الْسَّمَاءَ تَنْتَحِبُ وَدُمُوْعُهَا تَهْطِلُ مُنَّاجِيّةً إِيَّاهُ............. وَلَامَجِيبُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَعْدَ بُرْهَةٍ وُصِلَ.......أَخْرَجَ قُفَّازَةِ مِنْ جَيْبِهِ وَلَبِسَهُ........ دَقَّ الْبَابِ..... فَتْحَهُ بِهُدُوْءٍ..... وَجَدَ صَاحِبُهُ مُلْتَحِفٌ بِلحَافَةً وُّكُوْبَا الْشَايَ الْسَاخِنِ يَنْتَظِرُهُمَا

أَبْتِسِمْ الْأَوَّلِ وَحَاوَلَ الْنُّهُوْضِ لَإِحْتِضَانِ مَلَاكَهُ.......لَكِنَّهُ مُتْعَبٌ لَمْ يَقْوَ عَلَىَ الْنُّهُوْضِ......

جَلَسَ مَلَاكَهُ أَمَامَهُ........أَلْتَفِتَ الْأَوَّلِ لِيَجْلِبَ أَكْيَاسِ الْسُكَّرْ.................لَكِنْ مَلَاكَهُ اسْتُغِلَّ هَذِهِ الْفُرْصَةَ لَيُسَارِعُ بِوَضْعِ بَعْضٍ الْسُّمَّ فِيْ كَأْسِ الْأَوَّلِ........
شَرِبَ الْأَوَّلِ شَاهِيْهُ وَمَا كَادَ لِيَرتَشِفَ رَشَفَتْهُ الْثَّانِيَةُ إِلَا وَبَدَأَتْ عَيْنَاهُ بِالإِحْمَرَارٍ وَبَدَأَ بِإِخْرَاجِ مَافِيِ مَعِدَتِهِ وَعَيْنَاهُ أَمْتَدَّتْ لْمْلاكِهُ وَكَذَا يَدَهُ مُسْتَغِيثَا بِهِ

قَامَ مَلَاكَهُ وَجَلَسَ عَلَىَ الْكُرْسِيِّ....وُضِعَ قِدَمَا عَلَىَ أُخْرَىَ وَأَخْرَجَ سِيْجَارَتَهُ لِيُدَخِّنُها وَيُرَاقِبُ مَوْتِ الْشَّابُّ الَّذِيْ أَمَامَهُ... كَانَ الْأَوَّلُ يَزْحَفُ حَتَّىَ وَصَلَ لْمْلاكِهُ وَتَشَبَّثَ بِقَدَمَيْهِ.........لَكِنْ الْمَلَاكُ اسْتَمَرَّ بِتَدْخِيْنِ سِيْجَارَتَهُ غَيْرَ مُبَالٍ بِمَا يَحْصُلُ أَمَامَهُ

فَاضَتْ رُوْحُهُ.........ثُمَّ انْهَىَ ذَاكَ الْمَلَاكُ سِيْجَارَتَهُ........قَامَ وَمَشَىْ عَلَىَ صَدْرِ الْمَغْدُورَ بِهِ لَيَتَجَاوَزّهُ إِلَىَ الْبَابِ .....
خَرَجَ وَأَغْلِقْ الْبَابِ مِنْ خَلْفِهِ.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لَرُبَّمَا ظَنَّ الْبَعْضُ بِوُجُوْدِ خُطَبٍ مَا وَ حَقِيْقَةِ مَسْتُوْرَةٌ دَعَتْ ذَاكَ الْمَلَاكُ لَفَعَلَتْهُ الْشَّنْعَاءِ...........

لَكِنْ الْحَقِيقَةِ تَقُوْلَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ ايّ شَيْءٍ مَسْتُوْرْ وَلَا أَيُّ حَقِيْقَةِ مَخْفِيَّةً
غَايَةَ مَاهُنَاكَ
انّ الْكَثِيْرِيْنَ وَمِنْهُمْ الْمَغْدُورَ بِهِ فِيْ قِصَّتُنَا هَذِهِ نَسِيَ أَوْ تَنَاسَىْ وُجُوْدِ مَلَائِكَةً لِلْعَذَابِ وَالْجَحِيْمِ أَيْضا .

بِقَلَمِ:
<سِجِّينٍ الْعَالَمِيْنَ>