السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


يا من يجفو أصحابه لمتاع قليل فاني ، يا من تجفو وتصعر خدك للناس، فلتنتفخ ولتُعرض ، فقد أخذت قرارا برميك في مزبلة النسيان ، لن ترى صوتي يناديك بعد الآن يا ذا الوجهين، واعلم أني سأبقى على الوجه الذي عُرفت به لن أغريه ولن أجعل فساد الزمان والمال يغيره، ولا منصب حقير يغيره، سأصدع بالحق بين أظهرهم حينما يتسترون على الظلمة، وسأزأر كالأسود حينما يأتون بأعذار هي أقبح من عذر إبليس ترى فيها منافقا خالصا يكلمك ، سأقولها بينهم وسأرفع الأعلام ناهيا عما يخشونه ، وسأزلزل بكلامي عروشهم ، وأدك بالشعر معاقلهم ، ألا فلتجفوا إن الصديق صديق الفعال والشيم ، ليس الصديق صديق الزور والكذبِ ، ألا قاتل الله كل نفس خبيثة تعلم الحق وتنكره إن عارض مصلحة لها ، خزي في الحياة وفي الممات.


عندما يسكت عن الباطل شيطان أخرس، فلتحيا حينها شجاعة الأسدِ


آه ومن العجائب والعجائب جمة أن ترى أصنافا من الناس منها: من يُظهر الإبتسام والطيب بينما هو شيطان إبليسي في مسلاخ بشر .

فويل ثم ويل لكل منافق عُتل زنيم ، إن جاء خوف رأيتهم ينظرون إليك كالذي يُغشى عليه من الموت ، وإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير .

وصنف آخر متكبر منتفخ لا يعرف في حياته إلا إصدار الأوامر والنواهي ، والإعراض عن الناس وتجاهلهم، لا يعرف إلا تحقيق مصالحه، فهو يتلون بذلك كتلون الحرباء ، أنفه الحقير ينظر إلى السماء كبرا وغرورا، ينصر الظالمين على المظلومين ، ويكذب الكذبة تبلغ الآفاق يحسب نفسه يكذب على السذج ، لأقطعن أنوف هذا الصنف بالكلام ، لأنها لو ما قُطعت اليوم ستُقطع هناك عند رب الأرباب.

وصنف كالسحالي يتحدثون عن الأساليب وكثرة الشط والبط ، وهم يشتمون في خلق الله صباح مساء ويغتابونهم ويُظهرون ابتساما نفاقا وخديعة وقلبهم من الحقد مليانُ
ويجبنون عند اللقاء ولو صدقوا عند المواجهة ما جبنوا
ويسعون لنيل منصب سفهاً، ما دروا أن الكرسي شؤم ووبالُ
إن الفضل يأتي من الله نعمة، ليس الفضل بالمكر والزور فليكن ذاك عليك نقمةً

عندما يخبط القلم خبط عشواء

آه، منسحب عنهم لطول زمان

أهم ظلموا أم كان قبلهم جاني


سأتابع في سر وحالي في شان


لن تروا بسمتي فيها، فأعني يا ربي الرحمنِ


شياطين قد جُمعت من الإنس والجان


وَدِعوا قولا كان من الكلم ببيان


لن يُكتب كلِمي عندهم مرة أخرى ياللأنام


اليوم هجر عن أماكنهم بعد عطر وريحانِ


كبعد بين مغرب ومشرق الغربانِ


كلا بل لن ترى المكانان يلتقيانِ


كما أن البحر المالح بالحلو لا يبغيانِ


لن تعدو قدرك يا أيها الفاني


مجالسهم بالسوء كالأعلامِ


أغركم جمعكم كذا ذي السلطانِ


وجوهكم مسودة مهما طليتم بالدهانِ


ألا هل يستوي عندهم طِلسم ومرجانِ


لا بل قد استوى عندهم خبث وإحسانِ


سلام عليهم لا نبتغيهم فالهجر لطول زمانِ


وأصلي وأسلم على خير مبعوث للأنام


وتبارك اسمك ربي يا ذا الجلال والإكرام



أصناف معرفتها كعدم معرفتها ، فإلى مزبلة النسيان

واعلموا أن أعدى الأعداء هو من لا يواجهك من مثل هؤلاء الجبناء المتسترين في عباءات المُصلحين ، فهؤلاء كان خطرهم أعظم، فهو لا يواجهك وإنما يغدر بك ويقتلك ويتقمص شخصك ويتقمص عملك أحيانا ، لينقض عليك وهو يتبسم .

إذا رأيت نيوب الضبع بارزة---لا تظنن أن الضبع يبتسمُ

إنه النفاق والمنافقون ، المُتمصلحون والمُتمصلحات في سبيل تحقيق مآربهم يتلونون فهم مع المتقين متقين ومع الفساق فساق ، وما أن يُعارض المتقون مصالحهم الهالكة ، حينها تُكشر الضباع عن أنيابها وتنضم إلى صف ضباع الفساق لنصرتهم على المتقين .

عندما يخبط القلم خبط عشواء

إن النفاق لآفة فتاكة---إن أهملت أدت إلى الأسقام
وقضت على آمالها في أمة---راياتها في البحر كالأعلام

المنافقون الجبناء ، ذلكم السوس الذي ينخر في جسد الأمة المسلمة منذ عهد النبوة إلى اليوم ، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

هؤلاء المنافقون لا يريدون أن يتكلم شخص بالحق ، لا سيما إن دك مصالحهم بالقول دكا ، ما يريدون أن يُنهى عن منكر لا سيما إن كانوا هم في حفرته وإليه يُروجون ، فقبحهم الله وأرداهم في الحافرة.

{ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذُكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون}سورة الزمر

تبا لهم.

لهم ألف وجه بعدما ضاع وجههم
فلم تدري فيها أي وجه تصدقه

عندما يخبط القلم خبط عشواء

إن هؤلاء المنافقين الجددجراثيم تسمم وبكتيريا عفنة ، يتربصون بالمؤمنين الدوائر ، خذلوا المؤمنين بعد أن أظهروا لهم المودة، ونصروا أهل الفسق و المنكر والفجور ،وكلما زادوا في طغيانهم زدنا صلابة في إزالة أقنعتهم العفنة.

المنافق قد يظنه المرء يوما أنه صديق ، وقد يحبه، لكن ما يفتأ الزمان بالمرور إلا ويكشف لك عن غطاءه ، لا سيما إن كنت قد بدأت بنهي عن منكر يمس مصالحه العفنة .

لاتعجبوا فقد خذلوا المؤمنين في أحد وتبوك ولا زالوا يخذلونهم اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

يريدون غير ما يُظهرون ، ويسرون غير ما يبدون، الكذبة الجبناء عباد الأموال والشهوات ، قائدهم وكبيرهم الذي علمهم الخبث ، إبن سبأ الذي ظهر في عهد عثمان رضي الله عنه ، واندس بين المسلمين، وكم من مندس في الصفوف على أنه مسلم

ولو كان سهما واحدا لاتقيتهُ---ولكنه سهم وثان وثالثُ
يُدير رحاها ألف كسرى وقيصرٍ---وألف مديرٍ للمديرِ مديرُ

{ ولتعرفنهم في لحن القول }

عندما تتحدث معهم فتُظهر لهم خطأ ما وصلوا إليه من فعلهم ، فيأتون لك بأعذار هي أقبح من عذر إبليس ، حينها تعرف من هم في لحن قولهم .

وماذا بعد ذلك ، يفرون فرارا فقد كشفتهم

عندما يخبط القلم خبط عشواء

وبصيحة لله الصادرة من المنافقين في كل زمان، بزعمهم الإصلاح والتربية، ضاع كثير من شباب المسلمين في تفاهات، وسُبط شباب آخرون، وكُشفت أسرار، وطُرد مصلحون، وتم إيقاف دعاة لله في المنابر وقد تعددت المنابر

{ وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم } المنافقون

سيأتي اليوم الذي يُعرف فيه من بكى ممن تباكى

لا تغفلوا عن حاقد يقظان---يرقب نومكم كالوحش في الآجامِ
حرب المعاصي والنفاق صراحةً---ليست سوى حرب على الإسلامِ

لا تقل زال عصر النفاق ، فلكل عصر رجاله، بل هذا عصرهم ، المنافقون الجدد موجودون في كل مكان فاحذروا.

ما زال فينا ألوف من بني سبأٍ---يؤذون أهل التقى بغيا وعدوانا
ما زال لابن سلولٍ شيعة كثروا---أضحى النفاق لهم سمتا وعنوانا

ووالله لن نرضيهم فالحق أحب إلينا وفلانا إن اجتمعا، فإذا افترقا كان الحق أحب إلينا ، وإن غضب فلان لمصالحه فليذهب إلى الجحيم .

لأنني مولع بالحق لست إلى سواه---أنحو ولا في نصره أهنُ
دعهم يعضوا عن صم الحصا---كمدا من مات من غيضه منهم له كفنُ

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.