بسم الله الرحمن الرحيم





هل تدركونَ كم هيَ الوعودُ شيئًا مقدسًا عندَ الأطفال .. يلتزمونَ بها ولا ينقضونها مهما حصل ؟

-

وَريف .. هل وعى قلبكِ الصغيرُ بأن طفلةَ السابعةِ ما زالت عندَ وعدِها ؛ تنتظركِ .. لإكمالِ لعبةٍ لنْ تنتهي ؟


~


صورةٌ عتيقةٌ حالكة .. يغشاها غبارُ الزمن .. صفّارةُ المدرسةِ ترنُّ معلنةً وقتَ الخروج ، الشمسُ حارقة لا تبالي بنشرِ أشعتها على رؤوسِ الصغيراتِ المنهكاتِ من حقائبَ مثقلةٍ بالكتب ..

. وريف يا صديقتي لنكمل لعبة الأمس ، لا تنسي .. عندما ألمس أي شيء أخضر لن تستطيعي الإمساكَ بي ..

" وما وعت تلك الوريف بأن كل ما في الساحة - بما في ذلك الكراسي والطاولات وأحواض النباتات وأعمدة المظلات - كانت باللون الأخضر ! "

. وريف ، قانون الأجسام الخضراء ينتقض عندما يحين دوري للحاق بكِ ، اتفقنا ؟

بسعادتكِ الساذجة : حسنا اتفقنا !

" وهل تعي القلوب التي لا تستوطنها سوى البراءة بأن ذلك ليس في صالحها ؟ "

-

كانت تلك لعبتهم كل يوم ، لا تتغير ولا تتبدل .. بنفس الأدوار ونفس القانون الأخضر الجائر !

تتوقف مؤقتا عند العودة للمنزل ؛ مع وعدٍ بإكمالها غدا .

-

. هل سترحلين الآن .؟

. نعم ، لنتابع اللعبة غدا .

. اتفقنا ، وريف .. غدا ألقاكِ !

،

حملت حقيبتها وانطلقت تجري بخفة .. لم أنسى أبدا منظرها وهي تبتعد ..

خصلات شعرها الطويلة تتبعثر من حولها .. تتخللها شرائطها البيضاء ،

وحزام مريولها الرمادي يتناغم مع حركة شعرها ..

وحقيبتها الوردية الجديدة تزهو معها !

،

. إلى اللقاء وريف ..

لوحتْ بيدها وخرجتْ مع بوابة المدرسة .

-

فقط دقائق يا وريف .. دقائق فصلتني عنكِ ، وما أكثر ما حصل في تلكَ الدقائق !

..

صرخة ، وحقيبة تناثرت محتوياتها .. وشرائط بيضاء انحلّت من خصلات كالحرير ،
ودماء تمتزج بسخونة أشعة الشمس / و .. وريف !

رباه ! ليست وريف مستحيل ! وريف وعدتني بإكمال لعبتنا غدا ولن تخلف وعدها !

-

روحٌ صعدت للسماء .. لتحكم على تلك اللعبة الخالدة بالنهاية !

. مازلت أنتظركِ يا وريف .. خيالكِ يظهر دائما أمام الأجسام الخضراء ..
ربما كان يخبرني أنكِ مازلت عند وعدكِ تريدين إكمال اللعبة !

لو عدتِ يا وريف .. فسأجعل ذلك القانون الأخضر لصالحكِ ..
ولا بأس بأن أخسر إلى الأبد !

..

ثقي يا وريف بأني مازلت عند وعدي .. أنتظركِ .