لا زالت ذكريات الطفولة الجميلة التي جمعتنا معًا تتضاحك في مخيلتي..

ذكرى اختبائنا في السوق أسفل الملابس..
وبحث أمي لوقتٍ ليس بالقصير عنّا..
حتى أخبرت الأمن باختفائنا..
ونحن نتضاحك بمكرٍ وبراءة..

كان اسمينا مترابطين معًا.. ذلك أنّ فارق السنة جعلنا متلازمين على الدوام..
مغامرات وأحداث..
اكتشافاتٌ عديدة.. فكل يوم نحقق انتصارًا في حيّنا.. حين نكتشفُ قاعدة سرية أخرى لنا ^^

لا زلتُ أذكر اليوم الذي كدتُ أن أقتلع عينه بها حين ضربته من غير قصدٍ بالبوابة الحديدية..
آآآآه.. لا شكّ أنّها كانت مؤلمة..

اليوم..

رأيته رجلاً.. في لحظات تخرجه الأخيرة..
يتحدث ببراعة.. يناقشُ بهدوء.. ويشرحُ ما قام به في مشروعه..

دمعتْ عينايَ قليلاً..
امتزجت أحاسيسي بالفخر والسعادة..
لم تستطعْ أمُنا التواجد معنا اليوم..
لكني كنتُ إلى جانبه.. أغترفُ من الفرحة وأنهلُ منها..

أذكرُ نظرته بعد أن أنهى أطروحته.. وهو يشوح بيديه.. بقوله : "يسسسسسسسسس"..
نظراته السعيدة جعلتني أكثر سعدًا..

وفقك الله أخاه..
وفقك.. وفقك..
وحفظك لي على الدوام ..


سعيدة ^^

..~