~##~في رحاب القرآن{تفسير} { متجدد}{سورة الماعون}~##~

[ منتدى نور على نور ]


مشاهدة نتائج الإستطلاع: بعد قراءة المقدمة ماهو رأيك..

المصوتون
13. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • جزء عم

    7 53.85%
  • سور وآيات مختارة متفرقة من كتاب الله عز وجل

    6 46.15%
النتائج 1 إلى 20 من 68

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية سجين العالمَين

    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المـشـــاركــات
    2,110
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Cool ~##~في رحاب القرآن{تفسير} { متجدد}{سورة الماعون}~##~

    ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~. ~.~.~.~.~.~.~.
    ,
    لحظات فيها الشعور يفوق الخيال ..
    لحظات فيها إحساس عميق بكل ذي جمـال ..
    هي لحظات الأنس بالقرب من ربنا رب الهضاب والجبال ..
    نقرأ فيها القرآن ، ونرقى به عالياً عــاليآ ، بجمل شفاهنا بتلاوته آناء النهار وفي حظور الأقمار ، ونكون به من خير البرايا ’,

    بهِ تزاح أتربة القلوب ، و بهِ تنفرج الصعاب والكروب ،،
    هو الحياة ، ومنه الحياة ، وإليه الحياة ،،.’
    هو القرآن ، كلام رب العالمين ، و طمأنينة نفوس المؤمنين ’’

    وماكان الكلام ليرسخ في الأذهان ، إلا إذا كان له تفسير و برهان
    فـ بتفسيره يكون التأمل في عظمته ،،
    وبتفسيره يثبت بعون الله حفظـه .’’

    فهذه سلسلة مختصرة نبحر سوياً في تفسير كلام ربنا عز وجل سائلينه سبحانه أن يفتح علينا من فتوح العارفين وأن يرزقنا التلذذ بقراءة كلامه سبحانه وتعالى


    في هذه السلسلة فإني قد أعتمدتُ على تفسير الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى.........فهو عمدتي في هذا الموضوع إن شاء الله فحذفت الأسانيد و بعض الأقوال في المسائل ، و بعض كلامه رحمه الله على شروط الإختصار والتي تنص على الإختصار دون الإخلال بالمعنى حتى لايطول فيكون مملول........ولا مختصر فيكون مبتذل
    وقد أبقيتُ على عباراته رحمه الله كما هي ولم أدخل عليها حرفاً واحداً حتى.
    وقد أشار علي أخي (HISOKA) بالإستفتاح بسورة الفاتحة لما لها من مكانة عظيمة ولإختصاصها بجملة من الأحكام انفردت بها
    وتشاورتُ أنا وهو بارك الله فيه على السور المقترحة فأشار علي أن أبدأ بجزء عم.............ولكني أحببت أن أجعل الرأي جماعي والأمر شورى فأتمنى التصويت على النموذج
    ومن أحب المشاركة فليراسلني على الخاص لننسق سوية
    والله وحده أسأل أن ينفعنا بما نكتب ويجعل قلوبنا عامرة بكلامه عز وجل وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه.








    يقال لها: الفاتحة،ويقال لها أيضا: أم الكتاب عند الجمهور، وقد ثبت في الحديث الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم "
    وهي مكية، قاله ابن عباس وقتادة وأبو العالية
    وقيل مدنية، قاله أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار والزهري
    ويقال: نزلت مرتين: مرة بمكة، ومرة بالمدينة
    وحكى أبو الليث السمرقندي أن نصفها نزل بمكة ونصفها الآخر نزل بالمدينة، وهو غريب جداً ، نقله القرطبي عنه





    واختلفوا في البسملة:
    هل هي آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء الكوفة وقول الجماعة من الصحابة والتابعين وخلق من الخلف،
    أو بعض آية
    أو لا تعد من أولها بالكلية، كما هو قول أهل المدينة من القراء والفقهاء؟

    [/SIZE][/B]

    ـ بعض فضائلها ـ

    عن أبي سعيد بن المُعَلَّى، رضي الله عنه، قال: كنت أصلي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أجبه حتى صلَّيت وأتيته، فقال: " ما منعك أن تأتيني؟ " . قال: قلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي. قال: " ألم يقل الله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال: 24] ثم قال: " لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد " . قال: فأخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله إنك قلت: " لأعلمنك أعظم سورة في القرآن " . قال: " نعم، الحمد لله رب العالمين هي: السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " .رواه احمد والبخاري.
    وأخرج الإمام أحمد عن ابن جابر، قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله. فلم يرد عليّ، قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله. فلم يرد عليّ، قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد عليّ. قال: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وأنا خلفه حتى دخل رحله، ودخلت أنا المسجد، فجلست كئيبًا حزينًا، فخرج عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تطهر، فقال: " عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله " ثم قال: " ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بأَخْير سورة في القرآن؟ " قلت: بلى يا رسول الله. قال: " اقرأ: الحمد لله رب العالمين، حتى تختمها " .هذا إسناد جيد.

    [/B]
    واستدلوا بهذا الحديث وأمثاله على تفاضل بعض الآيات والسور على بعض، كما هو المحكي عن كثير من العلماء، منهم: إسحاق بن راهويه وأبو بكر بن العربي، وابن الحصار من المالكية.
    وذهبت طائفة أخرى إلى أنه لا تفاضل في ذلك؛ لأن الجميع كلام الله، ولئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.

    [/B]
    هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم ؟ فيه ثلاثة أقوال للعلماء:
    أحدها: أنه تجب عليه قراءتها، كما تجب على إمامه
    والثاني: لا تجب على المأموم قراءة بالكلية لا الفاتحة ولا غيرها، لا في الصلاة الجهرية ولا السرية، لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " ولكن في إسناده ضعف
    والقول الثالث : أنه تجب القراءة على المأموم في السرية،ولا تجب في الجهرية لما ثبت في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل الإمام ليؤتم به؛ فإذا كبَّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا "



    والغرض من ذكر هذه المسائل هاهنا بيان اختصاص سورة الفاتحة بأحكام لا تتعلق بغيرها من السور، والله أعلم.





    وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها
    ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه؛ فإن الشيطان لا يكفُّه عن الإنسان إلا الله؛ ولهذا أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليرده طبعه عمَّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل:لأنه شرير بالطبع ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه

    { الله }
    عَلَمٌ على الرب تبارك وتعالى، يقال: إنه الاسم الأعظم ؛ لأنه يوصف بجميع الصفات، كما قال تعالى: { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [الحشر: 22 -24]، فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له
    وهو اسم لم يسم به غيره تبارك وتعالى؛ ولهذا لا يعرف في كلام العرب له اشتقاق من فعل ويفعل، فذهب من ذهب من النحاة إلى أنه اسم جامد لا اشتقاق له
    وقيل: إنه مشتق
    وقال فخر الدين الرازي: وقيل: إنه مشتق من ألهت إلى فلان، أي: سكنت إليه، فالعقول لا تسكن إلا إلى ذكره، والأرواح لا تفرح إلا بمعرفته

    { الرحمن الرحيم }
    اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، و رحمن أشد مبالغة من رحيم ، وفي كلام ابن جرير ما يُفْهِم حكاية الاتفاق على هذا، وفي تفسير بعض السلف ما يدل على ذلك

    قال العَرْزَميّ يقول: الرحمن الرحيم، قال: الرحمن لجميع الخلق ، الرحيم، قال: بالمؤمنين. قالوا: ولهذا قال: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ } [الفرقان: 59] وقال: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [طه: 5] فذكر الاستواء باسمه الرحمن..ليعم جميع خلقه برحمته، وقال: { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب: 43] فخصهم باسمه الرحيم، قالوا: فدل على أن الرحمن أشد مبالغة في الرحمة لعمومها في الدارين لجميع خلقه، والرحيم خاصة بالمؤمنين، لكن جاء في الدعاء المأثور: رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.
    واسمه تعالى الرحمن خاص به لم يُسم به غيره كما قال تعالى: { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى }
    والحاصل: أن من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره، ومنها ما لا يسمى به غيره، كاسم الله والرحمن والخالق والرزاق ونحو ذلك؛ فلهذا بدأ باسم الله، ووصفه بالرحمن؛ لأنه أخص وأعرف من الرحيم؛ لأن التسمية أولا إنما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخص فالأخص.

    وقد زعم بعضهم أن العرب لا تعرف الرحمن، حتى رد الله عليهم ذلك بقوله: { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى } [الإسراء: 110]؛ ولهذا قال كفار قريش يوم الحديبية لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعَلي: "اكتب { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } "، فقالوا: لا نعرف الرحمن ولا الرحيم. رواه البخاري ، وفي بعض الروايات: لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة. وقال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا } [الفرقان: 60].
    والظاهر أن إنكارهم هذا إنما هو جُحود وعناد وتعنت في كفرهم؛ فإنه قد وجد في أشعارهم في الجاهلية تسمية الله تعالى بالرحمن، قال ابن جرير: وقد أنشد لبعض الجاهلية الجُهَّال
    ألا ضَرَبَتْ تلك الفتاةُ هَجِينَها ... ألا قَضَبَ الرحمنُ رَبى يمينها






    { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) }

    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قد عَلِمْنا سبحان الله، ولا إله إلا الله، فما الحمد لله؟ فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كلمة رضيها الله لنفسه

    والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد

    وقال كعب الأحبار: الحمد لله ثناء الله. وقال الضحاك: الحمد لله رداء الرحمن.

    { رَبِّ الْعَالَمِينَ } والرب هو: المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى.
    ولا يستعمل الرب لغير الله، بل بالإضافة تقول: رب الدار رب كذا، وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل

    والعالم جمع لا واحد له من لفظه

    وقال قتادة: رب العالمين، كل صنف عالم
    وقال كعب الأحبار: لا يعلم عدد العوالم إلا الله عز وجل

    { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) } .

    وقوله: { الرحمن الرحيم } تقدم الكلام عليه في البسملة بما أغنى عن إعادته.
    ومالك مأخوذ من الملْك
    وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه، لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين، وذلك عام في الدنيا والآخرة، وإنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئا، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه، كما قال: { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا }

    عن ابن عباس قال: ويوم الدين يوم الحساب للخلائق
    والدين الجزاء والحساب؛




    { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) }

    وقدم المفعول وهو { إياك } ، وكرر؛ للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نتوكل إلا عليك، وهذا هو كمال الطاعة.
    عن ابن عباس: { إياك نعبد } يعني: إياك نوحد ونخاف ونرجو يا ربنا لا غيرك { وإياك نستعين } على طاعتك وعلى أمورنا كلها.
    وإنما قدم: { إياك نعبد } على { وإياك نستعين } لأن العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلة إليها





    { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) }
    لما تقدم الثناء على المسؤول، تبارك وتعالى، ناسب أن يعقب بالسؤال ، وهذا أكمل أحوال السائل، أن يمدح مسؤوله، ثم يسأل حاجته

    والهداية هاهنا: الإرشاد والتوفيق
    وأما الصراط المستقيم، فقال الإمام أبو جعفر بن جرير: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعًا على أن "الصراط المستقيم" هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.

    ثم اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد، وهو المتابعة لله وللرسول
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ضرب الله مثلا صراطًا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا ولا تعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنك إن تفتحه تلجه. فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم".
    فإن قيل: كيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها، وهو متصف بذلك؟ فهل هذا من باب تحصيل الحاصل أم لا؟
    فالجواب: أن لا ولولا احتياجه ليلا ونهارًا إلى سؤال الهداية لما أرشده الله إلى ذلك؛ فإن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، وتبصره، وازدياده منها، واستمراره عليها، فإن العبد لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونة والثبات والتوفيق، فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله؛ فإنه تعالى قد تكفل بإجابة الداعي إذا دعاه




    { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) }
    و { الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } هم المذكورون في سورة النساء، حيث قال: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا }
    { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } أي: غير صراط المغضوب عليهم.
    فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به، واليهود فقدوا العمل، والنصارى فقدوا العلم؛ ولهذا كان الغضب لليهود، والضلال للنصارى، لأن من علم وترك استحق الغضب، بخلاف من لم يعلم. والنصارى لما كانوا قاصدين شيئًا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه، لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه، وهو اتباع الرسول الحق، ضلوا، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه،

    وفي السيرة عن زيد بن عمرو بن نفيل؛ أنه لما خرج هو وجماعة من أصحابه إلى الشام يطلبون الدين الحنيف، قالت له اليهود: إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله. فقال: أنا من غضب الله أفر. وقالت له النصارى: إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من سَخَط الله فقال: لا أستطيعه. فاستمر على فطرته، وجانب عبادة الأوثان ودين المشركين، ولم يدخل مع أحد من اليهود ولا النصارى، وأما أصحابه فتنصروا ودخلوا في دين النصرانية؛ لأنهم وجدوه أقرب من دين اليهود إذ ذاك، وكان منهم ورقة بن نوفل، حتى هداه الله بنبيه لما بعثه آمن بما وجد من الوحي، رضي الله عنه.



    (مسألة): والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما

    اشتملت هذه السورة الكريمة وهي سبع آيات، على حمد الله وتمجيده والثناء عليه، بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا ، وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدين، وعلى إرشاده عبيده إلى سؤاله والتضرع إليه، والتبرؤ من حولهم وقوتهم، وإلى إخلاص العبادة له وتوحيده بالألوهية تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريك أو نظير أو مماثل، وإلى سؤالهم إياه الهداية إلى الصراط المستقيم، وهو الدين القويم، وتثبيتهم عليه حتى يُفضي بهم ذلك إلى جواز الصراط الحسي يوم القيامة، المفضي بهم إلى جنات النعيم في جوار النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين.

    واشتملت على الترغيب في الأعمال الصالحة، ليكونوا مع أهلها يوم القيامة، والتحذير من مسالك الباطل؛ لئلا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة، وهم المغضوب عليهم والضالون. وما أحسن ما جاء إسناد الإنعام إليه في قوله تعالى: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } وحذف الفاعل في الغضب في قوله تعالى: { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } وإن كان هو الفاعل لذلك في الحقيقة، كما قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } الآية [المجادلة: 14]


    يستحب لمن قرأ الفاتحة أن يقول بعدها: آمين مثل: يس ، ويقال: أمين. بالقصر أيضًا [مثل: يمين] ، ومعناه: اللهم استجب

    عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ } قال: "آمين" حتى يسمع من يليه من الصف الأول

    ولمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال أحدكم في الصلاة: آمين، والملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه"
    قيل: بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزمان، وقيل: في الإجابة، وقيل: في صفة الإخلاص


    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~








    ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~








    [/CENTER]




    ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~





    ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~



    ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~. ~.~.~.~.~.~.~.






    ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~. ~.~.~.~.~.~.~.











    ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~. ~.~.~.~.~.~.~.







    ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~



    هــــــنـــــــــا
    التعديل الأخير تم بواسطة سجين العالمَين ; 29-7-2010 الساعة 03:55 PM سبب آخر: إضافة سورة الماعون

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...