بسم الله الرحمن الرحيم


الرياضة وضوابطها

أيها الإخوة الشباب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : يكثر في هذه الأيام الحديث عن كرة القدم والتي هي نوع من أنواع الرياضات ، وأكثر المتحدثين فيها وعليها هم من الشباب لذا كان لا بد من جعل هذه المقالة الموجهة للشباب بخصوص الرياضة وضوابطها .



أولاً : حكم الرياضة في الإسلام .
الحكم العام هو الجواز لأن الأصل في الأشياء الإباحة ، ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي وثابت ، بينما العبادات الأصل فيها الحظر ، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت ، وبما أن الرياضة من الأشياء ، فالأصل فيها الإباحة .


أما إذا كانت من أجل تقوية الأبدان ، ومقارعة العدوان فإنها ترتفع من مستوى الإباحة إلى مستوى الاستحباب ، بل الندب ، بشرط أن تكون الممارسة بريئة من كل معصية ، وهادفة إلى ما فيه التدريب على تقوية الأبدان ، وتقوية الأرواح .


ثانيًا : ضوابط ممارسة الرياضة :
تنوعت الرياضة في عصرنا ، ودخَلها كثير من المخالفات الشرعية ، إما في نظام الرياضة ذاتها ، أو في كيفية أدائها ، مما استدعى معرفة الضوابط الشرعية في هذه الممارسة .
الضابط الأول : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي :
أول ضابط شرعي في الرياضة : قال تعالى : ( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ)


الضابط الثاني : مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة :
الرياضة إما أن تكون وسيلة لإعداد الإنسان ليكون قوياً ليواجه أعداءه ، وهي أرفع صور الرياضة ، أو تكون وسيلة لتقوية الأبدان وتنشيطها لتعين المسلم على القيام بالواجبات المنوطة به في الحياة فينبغي مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة ، حتى يؤجر المرء ، فإنه قد تقرر عند الفقهاء ـ رحمهم الله عز وجل ـ أن الأمور بمقاصدها ، استدلالاً بقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر الجامع المانع : ( إنما الأعمال بالنيات )
أما متابعة الرياضة بدلاً من ممارستها فلا يؤدي إلى هذين المقصدين ، لكنه قد يؤدي في بعض الأوقات إلى الفرقة والتنازع بين مؤيدي الفريقين .



الضابط الثالث : وجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز :


الضابط الرابع : عدم اشتمال الرياضة على خطر محقق أو غالب الظن :
لأن الله عز وجل قال : ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا ضرر ، ولا ضرار ) .
إذاً : أية رياضة تؤدي إلى إيذاء الطرف الآخر ، أو إلى إيذاء اللاعب نفسه فهذه رياضة محرمة ، لأن حياة الإنسان ثمينة جداً ، ولأن الله خلقه لجنة عرضها السماوات والأرض ، ولا يجوز أن يزهق روحه لسبب تافه .


الضابط الخامس : البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة :
لذلك إذا كانت الرياضة وسيلة للقمار بشكل أو بآخر فإنها محرمة .


الضابط السادس: ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة :
فالمؤمن يوالي المؤمنين ، ولا يوالي أهل الشرك والكفر ، أما حينما ينتقل ولاؤه من ولاء للدين إلى ولاء لفريق معين ، وحينما ينتقل براؤه من براء من كافر أو مشرك إلى براء من لاعب كرة فكأن هذه الرياضة أصبحت ديناً جديداً .


إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ودنيئها ، والمسلم يحب ما يحبه الله فلا يشغل نفسه بالأمور الدنيئة ولا يكون أداة في يد أعدائه ، ينفذ مؤامراتهم وخططهم وإنما يسعى لما فيه خيره في الدين والدنيا والآخرة ويستغل وقته بالنافع المفيد ولا يقضي وقته ولا ينفق ماله فيما لا طائل وراءه
والحمد لله رب العالمين