بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صاحبته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين .

اختلاف واقعنا عن واقع الغرب :

النقطة الدقيقة الأولى : أن الغرب مجتمع يختلف عن مجتمع المسلمين ، مجتمع بعيد عن الضوابط والقيم التي يؤمن بها المسلمون ، من هذا البعد ، ومن هذا التفلت نشأ واقع يختلف عن واقع شبابنا في عالم المسلمين ، فنحن مشكلتنا نستورد مشكلة من الغرب ، ثم نبحث لها عن حلٍّ ، نحن في حياتنا آية كريمة تبين معنى المراهقة :

﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ﴾ .( سورة الكهف الآية : 13 ) .

فتوة :

﴿ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ .( سورة الكهف ) .


العالم الغربي عالم متفلت ، ينشأ من هذا التفلت سلوك منحرف هذا السلوك يبدأ في سن المراهقة ، فنحن توهمنا ، أو أوهمونا أن كل أمراضهم هي الأصل ينبغي أن نستوردها ، أن نبحث عن حلول لها ، لا والله ، لو أن المجتمع الإسلامي طبق منهج الله عز وجل يمكن أن هذه المشكلة أصلاً لا وجود لها ، لأن الإنسان أودع الله فيه الشهوات ، وما أودع الله في الإنسان الشهوات إلا ليرقى بها إلى رب الأرض والسماوات .

الشهوة حيادية ترقى بنا أو تهوي بنا :


إذاً هي سلم نرقى بها ، والشهوة نفسها يمكن أن تكون دركات نهوي بها ، سلم نرقى بها ، أو دركات نهوي بها ، بتعبير آخر الشهوة حيادية ، نضرب لكم مثلاً:
البنزين في السيارة ، إذا وضع في المستودعات المحكمة ، وسال في الأنابيب المحكمة ، وانفجر في الوقت المناسب ، وفي المكان المناسب ، ولّد حركة نافعة أقلتك أنت وأهلك إلى المكان المقصود ، أما إذا صُبت هذه الصفيحة من البنزين على المركبة وأعطيتها شرارة أحرقت المركبة ومن فيها .
الشهوة كالبنزين ، حيادية سلم نرقى بها ، أو دركات نهوي بها .


أمر الله عز وجل ليست حدّاً لحرية الإنسان ولكنه ضمان لسلامته :

ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل قناة نظيفة تسري خلالها ، ليس في الإسلام حرمان ، في الإسلام تنظيم ، لابدّ من توضيح :
متى تلغى المراقبة ؟ حين يتعلم هذا الشاب أن أمر الله ليست حداً لحريته ولكنه ضمان لسلامته ، ما من إنسان على وجه الأرض إلا ويحب وجوده ، ويحب سلامة وجوده ، ويحب كمال وجوده ، ويحب استمرار وجوده ، هذه جبلة في الإنسان ، فإذا قنع الشاب أنه إذا غضّ بصره عن محارم الله ارتقى عند الله ، ما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب ، إن الله يباهي الملائكة بالشاب التائب يقول : انظروا عبدي ترك شهوته من أجلي ، الشاب التائب شيء ثمين جداً .
فحينما ينشأ الشاب في أسرة مؤمنة ، ويتلقى التعليم الصحيح ، فأوامر الله ليست حداً لحريتك ، ولكنها ضمان لسلامتك ، نضرب مثلاً :
تمشي في الفلاة فإذا لوحة كتب عليها حقل ألغام ممنوع التجاوز ، أيها الإنسان إذا قرأت هذه اللوحة هل تشعر بحقد على من وضعها ؟ لا ، تشعر بامتنان ، لأن هذه اللوحة ليست حداً لحريتك ، ولكنها ضمان لسلامتك .

تطبيق منهج الله عز وجل في حياتنا يبعدنا عن المشاكل :


الإنسان يتحرك وفق تصوره دائماً ، فإذا أعطى الأب ابنه التصور الصحيح انضبط الابن ، فنحن نتوهم لابدّ من فترة في حياة الشاب ، سوف ينحرف ، سوف تطيش سهامه ، سوف يضطرب ، سوف يكون ردّه عنيفاً ، هذا مجتمع الغرب ، مجتمع التفلت ، مجتمع المواقع الإباحية في الانترنيت ، مجتمع الفضائيات الفاسدة ، مجتمع المجلة الساقطة ، مجتمع المرأة المتبرجة ، طبعاً هذا المجتمع يفرز مراهقة ، نحن لا نتكلم بالمثاليات ، نحن عندنا في الإسلام شيء دقيق اسمه الواقعية المثالية ، أو المثالية الواقعية ، المثالية في الإسلام واقعية ، مطبقة ، ورواد المساجد الملتزمون بدعوة الله عز وجل منضبطون أشد الانضباط .
أؤكد لكم وأنا أعني ما أقول يمكن لو طبقنا منهج الله في حياتنا ، لو أن الآباء أحسنوا تربية أولادهم ، لو أن المدرسة أحسنت تربية الشباب ، لو أن الإعلام كان موجهاً توجيهاً صحيحاً ، لو أن البيت كان واعياً جداً ، أقسم لكم بالله ، هذه المشكلة تختفي من حياتنا


أولادنا الورقة الرابحة الوحيدة في أيدينا فعلينا الحفاظ عليهم :


النقطة الدقيقة أنه لم يبقَ في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادهم ، الأولاد يعني المستقبل ، الأولاد يعني أن تستعيد الأمة دورها القيادي ، الأولاد يعني أن تعتز هذه الأمة بمستقبلها إن شاء الله .
فلذلك مهمة تربية الأولاد تعد أكبر مهمة أمام الآباء والأمهات ، بل أمام القائمين على التربية والتعليم في العالم الإسلامي .
هناك نقطة دقيقة جداً وهي: يمكن أن نقابل القنبلة الذَّرية بقنبلة الذُّرية ، ، شاب في ريعان شبابه استيقظت عنده الشهوات ، فبدأ يبحث عن إروائها بلا ضابط ، وبلا قيد ، وبلا شرط ، هذه المراهقة في المجتمعات الغربية نحن نستورد المشكلات ، ونبحث عن حلول لها أما لو طبقنا منهج الله عز وجل ، وكم من أسرة منضبطة ما شكا الأب ولا الأم المراهقة إطلاقاً ؟.



والحمد لله رب العالمين


التكملة في الجزء القادم ان شاء الله