بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }
سبب نزولها :
قال الأمام أحمد عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام : يا محمد انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }
فضلها :-
قال البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم ب( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام فقال { سلوه لأي شيء يصنع ذلك } فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي عليه الصلاة والسلام { أخبروه أن الله تعالى يحبه } .
قال عكرمة لما قالت اليهود نحن نعبد عزير بن الله و قالت النصارى نحن نعبد المسيح بن الله و قالت المجوس نحن نعبد الشمس والقمر و قالت المشركون نحن نعبد الأوثان أنزل الله على رسوله ( قل هو الله أحد ) يعني هو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير ولا نديد ولا شبيه ولا عديل ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله
( الله الصمد )
عن بن عباس: " هو السيد الذي قد كمل في سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحليم الذي قد كمل في حلمه والعليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد وهو الله سبحانه هذه صفته لا تنبغي إلا له ليس له كفء وليس كمثله شيء سبحان الله الواحد القهار"
قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة: " بعد إيراده كثيرا من هذه الأقوال في تفسير الصمد وكل هذه صحيحة
وهي صفات ربنا عز وجل هو الذي يصمد إليه في الحوائج وهو الذي قد انتهى سؤدده وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب وهو الباقي بعد خلقه"
وقال البيهقي نحو ذلك
( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )
أي ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة
قال مجاهد ( ولم يكن له كفوا أحد ) يعني لا صاحبة له
وهذا كما قال تعالى ( بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء ) أي "هو مالك كل شيء وخالقه فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه أو قريب يدانيه تعالى وتقدس وتنزه"
وفي صحيح البخاري لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم
وقال البخاري عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال قال الله عز وجل : -
"كذبني بن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد "



رد مع اقتباس


المفضلات