:: مقدمة عامة ::

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد

فإن من اللازم اليوم توضيح الأمر حتى ينكشف الزيف ويخرج الكثير من الناس من هذا الوهم الكبير الذي يحدث دون إرادتنا عن طريق قراءة رسائل البريد باستمرار

ليس من عادتي قراءة الرسائل إلا ممن أعرفهم جيداً ومع ضيق الوقت لا أقرأ إلا ما شدَني عنوانه من ملامسة لحدث واقعي أو قراءة لفكرة ماضية أو غير ذلك من الأمور التي أشعر أنها ستفيدني وتعود عليَ بالنفعْ ..

وقد لاحظت ذات مرة أن أحد معارفي يهتم بقراءة جميع رسائله البريدية رسالة رسالة بحيث لا يترك رسالة واحدة غير مقروءة مع اهتمامه البالغ بكل رسالة وأخذ محتواها على محمل الجد ! بل والأدهى من ذلك أن يقوم بنشرها خوفاً من عبارة ( ستنال الإثم إن لم تنشر هذه الرسالة لجميع من في قائمتك )

ولم يفكر صاحبي يوماً بأن الإثم ليس لعبة حتى يوزعه كاتب هذه الرسالة على الناس كيفما شاء وأراد !!
بل وللأسف أنك تجد محتوى رسالته هذه سخيفاً إلى حد كبير .




::أنواع الرسائل البريدية ::


  • رسائل دينية : نصح ووعظ وإرشاد وفوائد منوعة
  • رسائل علمية : حقائق ومكتشفات جديدة غالباً ما تخلو من المصادر والمراجع !
  • رسائل ثقافية : أسئلة ومعلومات جغرافية وطبيعية
  • رسائل تسويقية: وهي متعلقة بأحدث أنواع السيارات والطائرات وغير ذلك.
  • رسائل سياسية: وهي مقالات حول شخصية أو نظام في إحدى الدول وتفصيل عنه سلباً أو إيجاباً .
  • رسائل فكاهية : وهي عبارة عن نِكات وقصص مضحكة وكاركتيرات وغير ذلك
  • رسائل الإشاعات : وهذه تحتوي من كافة الألوان مما لا يدخل العقل ولا يقبله المنطق السليم.
  • رسائل المساعدة: كمن يرقد في مشفى وهو بحاجة إلى المساعدة العاجلة والتبرع بالدم وغير ذلك.
  • رسائل الخداع والنصب: وتسمى بلغة البريد Spam وهي منتشرة باللغتين العربية والإنجليزية.
  • رسائل المجموعات البريدية : وهي خليط يمزج بين جميع الأنواع السابقة وأكثر المجموعات البريدية - إلا من رحم ربي - لا يوجد لديها إدارة منضبطة للرسائل بل تعتبر منفذاً لترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة .

وجميع الأنواع السابقة بها ما يفيد وبها ما لا يفيد ، وبها ما يوثق وبها ايضاً ما يخلو من أي دليل أو مرجع علمي موثوق أو غير موثوق حتى ، لذلك يتم اختيار الفائدة منها حسب ما يراه الإنسان من فائدة موثوقة تعود عليه بالنفع .
وأشدَ أنواع هذه الرسائل خطراً برأيي :

1- الرسائل الدينية المشوَهة ، وهي التي تحتوي على معلومات عبارة عن ثقافة شخصية للمرسل ويجمل فيها العديد من الأحاديث المكذوبة وغير الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأفعالاً يطلب من الناس فعلها ولا أصل لها .. وللأسف أن هناك من الناس من ينساق خلف هذه الرسائل وينشرها خوفاً من العقاب والإثم .

2- رسائل الإشاعات ، وهي لمن يحبون قراءتها كالسمَ في الدسم ، يكتبها في الغالب أناس لا هم لهم سوى إلحاق الضرر والأذية بأشخاص آخرين ويسعون جاهدين فيها لتشويه صورة شخص أو مجموعة أو فئة من الناس دون سند أو دليل ملموس ، فكيف للمسلم العاقل أن يقبل بأي خبر يأتيه دون مصدر أو دليل وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) سورة الحجرات - الجزء 26 - الآية 6 - الصفحة 516

3- رسائل التصويت وجمع التواقيع ، وهي رسائل تهدف إلى دعاية خفية لمواقع عربية أو أجنبية لكن بأسلوب عاطفي .. كـ ( ادخل وصوَت لعدم نزع الحجاب في الهندوراس ) وصاحبنا يدخل ويصوت ولا يدري أنه يدعم هذا الموقع بدخوله وتصويته فيه ، بل إن الأعجب حينما رأت دولة الاحتلال الصهيوني اليهودي الغاشم هذه الطريقة أنشأوا موقعاً هدفه التصويت بين أرض فلسطين وكيانهم الغاصب وللأسف يدخل موقعهم زوار من جميع الدول العربية حماساً منهم وظناً أنهم يفيدون القضية بدخولهم وتصويتهم !

نموذج آخر : أيام نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم انتشرت رسالة تدعو إلى التصويت لإغلاق غرفة على إحدى برامج المحادثة القديمة بهذا التصويت !! وللأسف لا أدري كيف يصدق عاقل مثل هذه الكذبة ، فمعروف من هذا البرنامج أنه يهودي النشأة والإدارة ويدعم ويقوي شوكة كل من يسيء للإسلام أساساً ! بل وتقدم له ما يطلب وأكثر .


4- الرسائل العلمية المشوهة : وهي التي تضع أحداثاً وتربطها بالإعجاز العلمي دون دليل من كتاب الله عزوجل أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أنها إعجاز علمي ، فتتسبب هذه الرسائل بزعزعة الشخص البسيط إن علم بكذبها وعدم صحتها .. وكاتبوا أمثال هذه الرسائل غالباً ما تكون لديهم أهداف خبيثة أو ينشرها بعض الناس عن طريق الجهل والاندفاع الشديد .


الخاتمة

لنكن عقلاء ولنقدم الدليل قبل تصديق أي رسالة هنا أو هناك ، ولو كانت من معارفنا أو أصدقائنا .. بالأخص إن كان عنوان الرسالة مسبوقاً بحرفي FW فهذا يعني أن صديقك أو قريبك يرسلها لك محولة من رسالة أخرى وليست من كتابته ..

فالحذر الحذر بارك الله فيكم إخواني .. وليس كل رسالة تصلك تستحق النقل لغيرك من الناس ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

كتبه : أبو الوليد
بتاريخ السادس من شعبان من عام 1431 هـ