كم نسمع مثل هذه الكلمات وما أكثرها حتى أخرها قبل أسبوع كان شخص يريد أن يخبرني بأنه يقدرني .. الخ
ولا أعرف إلى ماذا يريد أن يصل ولكن في الأخير قال أن من يكرهم هو كالحشرة في نظره .. نضع خط تحت كلمة الحشره

* كم نرى من أشخاص يقولون إلى أشخاص أنت شخص تافه ولا تساوي شيء أنت كالحشرة ..
أنا كذا وأنت كذا وكل يعرف قدره .. ومقداره .. بدأت أشمئز من مثل هذه النوعيات
فلا يوجد شيء تافه ولا يوجد شيء عظيم في هذه الحياه ( كلنا نعرف من العظيم الذي تجلت في صوره العظمة والملك ) ..

أن الشيء التافه هو الجهل الذي نعيش فيه

فمن يقول لك أنت تافه أو أن مقدارك أقل منه فهو جاهل لأنه لا يعرف ماذا سوف يحصل لمن يناديه بالتافه وكيف سوف يتغير الحال .. بالإضافة إلى أن من يناديهم تافهون هم لم يفعلوا شيء ذا قيمه في نظره
وهذا يدل كما قلنا سابقا على جهله فمن يدري ماذا سوف يحصل غدا ..
أن من يقول هذه الأشياء هو ساذج العقل لا أكثر .. فكل شيء في هذه الدنيا له تأثير في هذه الحياه مهما صغر .. حتى الذين لا يفعل شيء هو بالفعل له تأثير في هذه الحياه ومسخر لهذا الشيء ومن يدري ماذا يفعل غدا .. قد تغير الدنيا أنت من يدري .. قد تكتشف شيئا ما فتغير العالم بأسره ..

- اليست الذره هي أصغر شيء في هذه الدنيا .. ألم تكن سببا في أركاع اليابان في الحرب العالمية الثانية
- يقال أن الاسكندر المقدوني قتله بعوضة ( الملاريا)
هذه البعوضة كم قتلت من ملايين وما زالت تقتل حتى الان .. حشرة صغيره تركع العالم لها بالرغم من أمتلاكه قوة تدمر الارض عدة مرات ..
يمكن لهذه البعوضة أن تبيد أمه بل أمم وتمسح وجودها من على الارض ..
- أنشتاين ماذا كان من قبل .. مجرد شخص يسجل براءات الأختراع في مكتب من كان يسمع به أصلاً .. ومن نوعياته الكثير
كلهم كانو مجرد تافهين في نظر البعض ..
- أعتقد أن لدى البعض عاملون في منازلهم .. ما رأيكم أن نعيد الشريط ونتذكر كم مرة قمت بشتم ذلك العامل وقذفته حتى بكلامات جارحه أو الإعتداء عليه ( على حسب التربية التي نشأت عليها )
كم مرة رأيت نفسك أكبر من الجميع .. بل وأن لك الأمر والنهي وأنت شخصيا لا تقدر على مقاومة حشرة بسيطة ..

مادام أننا تطرقنا إلى مسألة السيادة على الأخرين فهذا نص خارج عن النص قليلاً ^^"" ..

أن تصبح عبدا نفسك ولشهواتك وتبحث عن المال والجاه فهو الفقر بجميع صوره , يتخيل الأنسان أنه عندما يكون لديه المال والجاه وينهي في فلان وفي علان .. وأنه قد أضحى ممسك بمقاليد الحكم والسلطان والجاهل ولو على بعض من الفقراء أو المساكين أوالعمال .. هذه هي النظرة البائسة للمعنى الحقيقي للسيادة
السيادة هي أن تسود نفسك وتحررها من سيطرة شهوتك التي لا نهاية لها .. هنا تكون أنسان حقيقا .. الأنسان الحقيقي لا يفكر بالدنى لا ينظر إلى ما هو أدنى ( مال وجاه .. الخ ) , من أردا أن يملك قلوب الأخرين فليسد نفسك لكي يعطيه الله هذا الشيء ..
أستغرب من يملك المال كيف لا يفكر في يوم ما أنه لن يقدرعلى أخذ شيء ولو ريال واحد وأن كل ما صنعه وجمعه سوف يذهب للورثة لن يذهب بها للقبر .. ليس هذا وحسب بل سوف يحاسب على كل قرش صرفه وفي ماذا صرفه .. المال والجاه والسلطان لن تذهب معك إلى القبر .
إن أستطعت أن تملك قلوب الأخرين فهي ما سوف تذهب معك ودعواتهم لك سوف تظل ترن في أصداء هذا الكون , ولو كان عامل بسيط أو فقير مر في قارعة طريق في يوم ممطر ..إن شخص لا يملك شيء قد يكون عند الله أفضل ممن لدية ملايين الريالات وعشرات العمارات .. في الدنيا من راحة بال وطمائنية وفي الأخرة جنة عرضها السموات والأرض ..

إن الثراء الفاحش هو في الأصل فقر مدقع .. فقر في الحواس فتجده الثري حواسه تتبلد ومشاعره تتبلد وتتكسل أشواقه , لهفاته ( لماذا يشعر ويشتاق وكل شيء لديه )
وكم نتذكر هذا الحديث .. الظلم ظلمات يوم القيامة .. والله يمهل ولا يهمل ..

راجع أوراقك قبل أن ينفذ حبرك ..

و تذكر أن فقراء كانو لا يملكون إلا قوت يومهم كان يهتز لهم الشرق والغرب عند ذكر أسمهم .. ملكوا العالم بعد سادوا على أنفسهم وتحرروا من عبودية أنفسهم فاعطاهم الله مفتاح قلوب الأخرين ..
ولكت هناك ثلة من الفقراء إيضا يستهينون بما لديهم .. فالفقر الشديد يؤدي عند بعض الناس إلى الاستهتار والأستهانة بالرزق من فرط قلته
إذا الأمر ليس مقتصر على نوعا ما فهذا الكلام موجهه للجميع .. بالرغم أن الغالب يعم على فئة من أعتقد أنه قد أمتلك شيء في هذا الكون العظيم والأرض ما هي إلا مجرد ذرة في هذا الكون العظيم

لا تستصغر من إي أحد مهما صغر شأنه .. أحترم كل شيء ... العامل , الزبال , الطفل , المسكين , الحيوان ..... الخ .
بذلك تكون قد خطوت أول خطوة نحن الطريق الصحيح ( الحكمة )




أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البلعسي