قال الله - عز و جل - عن خليله سيدنا إبراهيم - عليه الصلاة و السلام -

في سورة النحل - في معرض ذكر النعم و شكرها و آيات الله - سبحانه - في كونه :

" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " ( 120-121 )

و من المعلوم ما رُوِي عنه - عليه و على ابنه محمد الصلاة و السلام و سائر النبيين و الأولياء -

أنه كان لا يأكل طعامه حتى يأتي معه ضيف فيطعم معه ..

هذا و هو خليل الرحمن و صفيه و أبو الأنبياء - ذكره الله - جل جلاله - في كتابه العزيز خير ذكر ..

فبهذا يتأكد لنا أن الولاية و علو المنزلة و قربها من ربنا - تبارك و تعالى - لا يتحقق بانتزاع النفس من النعم و ما أعطاه الله من الدنيا ..

و لكن على المؤمن أن يتذكر أنه كل ذلك نعمة من ربه عليه منَّ بها بفضله و كرمه .. و لو شاء لأفقره و وكله إلى نفسه و ما أعطاه شيئًا .. مثلما أن سيدنا إبراهيم - عليه الصلاة و السلام - ما كان يأكل إلا و معه ضيف .. أي كان يشكر الله - سبحانه و بحمده - بإقرائه لضيفه ..

و يتكرر ذلك المثال في سليل خليل الرحمن - خليل الرحمن - أيضًا - سيدنا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه و سلم - ..

إذ يقول :

" لكني أصلي و أنام ، و أصوم و أفطر ، و أتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني "

هدانا الله سبله .. و جعلنا من المحسنين .. بفضله و رحمته و كرمه و هو أكرم الأكرمين