14 طريقة لتقوية علاقتك بالناس

[أفنانـْ]

ما أجمل أن يعمّق الإنسان علاقته بأخيه الإنسان، تدفعه إلى ذلك أهداف نبيلة ، و غايات سامية ، و لتحقيق ذلك عليه أن يبذل الأسباب المعمقة للعلاقة المرجوة،
فما أتعس أن تتلفت و لا تجد إلا الهواء، قال تعالى : (و لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)

1- الزيارة
يفرح الإنسان اشد الفرح عندما يرى زيداً من الأحباب يزوره، من غير ما منفعة يرتجيها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم :"أن رجلاً زار أخاً له في
قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته (على طريقه) ملكاً (في صورة إنسان) ، فلما أتى
عليه قال: اين تريد؟ قال: اريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟
قال: لا غير أني أحببته في الله عز و جل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله
قد أحبك كما أحببته فيه". ::مسلم 4656::

2- العفو
ما اسعدك إن عفا عنك من أخطأت في حقه، فتجاوز و أغض الطرف،
و انظر حينها إلى شعورك تجاهه، قال تعالى مبيناً صفات أهل الإيمان : ( و الكاظمين الغيظ
و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين) . قال عقبة رضي الله عنه: ثم لقيت رسول الله
صلى الله عليه و سلم فابتدأته فأخذت بيده، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال، فقال
:" يا عقبة صل من قطعك، و أعطِ من حرمك، و أعرض عمن ظلمك". ::أحمد 16696::
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه و سلم بشاة
مسمومة، فأكل منها، فجيء بها،فقيل: ألا نقتلها. قال: "لا". ::البخاري 2424::

3- الكرم
مما يعيب كثيراً من المراقبين على الحياة الإجتماعية المعاصرة ضعف جانب الكرم
إن لم ينعدم في واقع كثير من الناس، و ذلك منهم لا من قلة و فقر، و إنما من عدم
استشعار أهميته. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم:" من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، و من كان يؤمن بالله
و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر
قليقل خيراً أو ليصمت". ::البخاري 5559::

كما أن الصحابة امتثلوا أمر النبي صلى الله عليه و سلم فأكرموا الضيف،
فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: لم يأتني
ضيف منذ أربعة ايام، أخاف ان يكون الله قد أهانني. ::إحياء علوم الدين للغزالي::

4- التواضع
حث النبي صلى الله عليه و سلم على التواضع و بين أنه سبب لحب الناس
للمتصف به ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال :" ما نقصت صدقة من مال، و ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، و ما تواضع
أحد لله إلا رفعه الله". ::مسلم 4689::

5- الهدية
إن الهدية من أسباب الدخول إلى قلوب الناس بلا استئذان، بل هي معمقة للمحبة،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم:"تهادوا تحابوا". ::صحيح الجامع 3004::

و عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقبل الهدية و يثيب عليها. ::البخاري 2396::

6- إفشاء السلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم:" لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، و لا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم
على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم. ::مسلم 81::

7- العزاء
يحب الناس من يشاركهم أحزانهم، لذا حث النبي صلى الله عليه و سلم
على المعايشة، فقال:" من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط،
و من شهدها حتى تدفن فله قيرطان". ::متفق عليه::

8- السؤال
إذا بلغك أن فلاناً يسأل عنك كان لذلك أثر في تقوية العلاقة بينكما.
و كذا اذا التقيت أحداً و أخذ يسأل عن حالك و أمورك لاقى ذلك محلاً طيباً في قلبك.و هذا ما كان عليه السلف، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: دخلت مع أبي بكر أول ما قدم المدينة ، فإذا عائشة ابنته مضجعة قد أصابتها حمى ، فأتاها أبو بكر فقال لها : كيف أنت يا بنية ؟ وقبل خدها. ::صحيح أبي داود 5222::

9- البشاشة
انظر إلى أثر البشاشة في الآخر كما بين ذلك الصحابي جرير رضي الله عنه،
فعنه قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه و سلم منذ أسلمت،
و لا رآني إلا تبسم. ::البخاري 3035::

و تشجيعاً على البشاشة عدها النبي صلى الله عليه و سلم صدقة، فعن
أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم:" تبسمك في وجه أخيك لك صدقة". ::الترمذي 1897::

10- الشكر
إن كلمة "شكراً" لا تكلف مالاً و لا وقتاً و لاجهداً، و تأتي بنتائج عظيمة جداً.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"من لا يشكر
الناس لا يشكر الله". ::الترمذي 1877::

11- اللين
من الناس من يؤذيك بشدته، فإن رأيته من بعيد تحاشيته و تجنبته، لذا دعا
رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمة إلى الاتصاف باللين، فعن ابن مسعود
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" حرّم على النار كل هين
لين سهل قريب من الناس". ::أحمد 3742::

12- التصريح بالحب في الله
مما يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم التصريح للآخر عن المشاعر
بلغة راقية جداً. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً كان عند النبي صلى الله
عليه و سلم، فمرّ به رجل فقال: يا رسول الله، إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى
الله عليه و سلم:" أعلمته؟" قال:لا، قال :"أعلمه" قال: فلحقه فقال: إني أحبك في الله،
فقال: أحبك الذي أحببتني له. ::أبو داود 4460::

13- المجاملة
إن المجاملة اللطيفة تضفي على الحياة جو المحبة و الأنس. و هذا ما كان
بين النبي صلى الله عليه و سلم و بين أصحابه، فلقد قال لسعد رضي الله عنه يوم أحد:
" إرمِ فداك أبي و أمي".
::البخاري، الفتح 6184::
و مثل هذا في سيرته صلى الله عليه و سلم كثير.

14- المصافحة
إن للمسة اليد تأثير كبير على النفوس، غير غفران الذنوب، و إزالة ما في
القلوب من ضغائن. فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا". ::التمهيد 21/13 (حسن)::


و عن عبدالله بن هشام رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه
و سلم و هو آخذ بيد عمر بن الخطاب. ::البخاري 3418::

(بتصرف)
عن كتاب 65 طريقة لتقوية علاقتك بالناس ل "عبد الله بن حمود البوسعيدي"

في أمان الله، أختكم
ღ أفنان ღ