رَحَلَتْ وَ لَكِنْ! أَنْـتَ مَـاْ وَدَّعْتَهَـاْ ... وَحَزِنْـتَ؛ لَكِـنَّ الْفِـرَاْقَ طَوِيْـلُ

وَذَرَفْتَ دَمْعَكَ فَـوْقَ نَـاْرِ فِرَاْقِهَـاْ ... وَالدَّمْعُ مِنْ هَوْلِ الْمُصَـاْبِ قَلِيْـلُ!

وَهَتَفْتَ: يَا عَفْراءُ هَلْ مِنْ نَظْرَةٍ؟ ... وَأَضَاْعَ صَوْتَكَ فِي الزُّحَاْمِ عَوِيْلُ!

وَطَوَىْ عَوَاْطِفَـكَ الزَّمَـاْنُ كَأَنَّهَـاْ ... يَاْ صَاْحِ! فِيْ أَيْدِي الزَّمَاْنِ غَسِيْـلُ

لَكِـنَّ حُزْنَـكَ خَاْلِـدٌ؛ وَخَيَاْلَـهَـاْ ... رغْـمَ التَّنَاْئِـيْ مُحْـزِنٌ؛ وَجَلِيْـلُ

وَالْقَلْبُ يَنْبِضُ مَـاْ حَيِيْـتَ بِحُبِّهَـاْ ... وَالْحُبُّ فِيْ قَلْبِ الأَصِيْـلِ أَصِيْـلُ

فَمَتَىْ اللِّقَاْءُ، وَأَيْنَ يَنْحَسِرُ الأَسَىْ؟ ... وَيَعُـوْدُ لِلْخِـلِّ الْوَفِـيِّ خَلِـيْـلُ؟

وَتُغَرِّدُ الأَطْيَـاْرُ؛ بَعْـدَ سُكُوْتِهَـاْ؟ ... وَيَبُـوْحُ بِالأَلَـمِ الدَّفِيْـنِ عَلِـيْـلُ؟

وَمَتَىْ يَعُوْدُ إِلَـى الْحَيَـاْةِ بَرِيْقُهَـاْ؟ ... وَيَكُوْنُ لِلْمُهْرِ الأَصِيْـلِ صَهِيْـلُ؟

وَيَشُقُّ نُوْرُ الصُّبْحِ لَيْـلاً مُظْلِمـاً؟ ... وَيَجُـوْدُ بِالأَمْـطَـاْرِ مِيْكَاْئِـيْـلُ؟

وَتُلَوِّنُ الأَرْضَ الطَّهُوْرَ وُرُوْدُهَـاْ؟ ... وَيُظَلِّـلُ الْـوَرْدَ الْبَدِيْـعَ نَخِيْـلُ؟


[محمود الدغيم]