:

بسم الله الرحمنِ الرحيـمْ {{

الحمدُ لله والصلَاة والسلَام على رسُول الله وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والَاه

أما بع’ـد :-

السلَامُ ع’ـليْڪُم ورحم’ـةُ اللهِ وبرڪآتُه ~


يزهد كثير من الناس في خير وفير ، عندما يمرون بإخوانهم في الِإسلام
فيبخلون عليهم بالسلَام {
ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه } .

إنه لمظهر مزري ، وفعل مؤذي . كيف يستمرئ المسلم من نفسه هذا ؟

والرسول
الله صلى عليه وسلم حجب الجنة إلَّا بالِإيمان ، وحجب الِإيمان إلَّا بالمحبة
ودلنا علي طريق المحبة فقال :- ((
أولَا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلَام بينكم )) .
أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .

وقد أمرنا النبي
صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلَام ليفشو الخير ، وتتألف القلوب وتتحد الصفوف .

فعن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال :
أمرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
(( ... وإفشاء السلَام .. ))
الحديث متفق علي صحته .

وعن عبد الله بن سلَام - رضي الله عنه -

قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :
((
أيها الناس أفشوا السلَام ، واطعموا الطعام ، وصلوا الَأرحام
وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلَامٍ
))
رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

واعلم أيها المسلم :-

أن في إفشاء السلَام بين المسلمين فوائد كثيرة ، ومزايا عظيمة :


منها : إحياء سنة المصطفي -
صلى الله عليه وسلم - .

ومنها : امتثال سنة المصطفي -
صلى الله عليه وسلم - .

ومنها : قوة إيمان مفشية .
قال البخاري - رحمه الله - في صحيحه ( 1/82 ) :
باب إفشاء السلَام من الِإسلَام .

وقال عمار - بن ياسر - :
(( ثلَاث من جمعهن فقد جمع الِإيمان : الِإنصاف من نفسك
وبذل السلَام للعالَم والِإنفاق من الِإقتار
)) .
ا هـ .

وفي بعض ألفاظه عند غير البخاري :

(( ثلَاث من كن فيه فقد استكمل الِإيمان ))

ووجهه : أن من اتصف بالِإنصاف : أدى جميع الحقوق التي عليه لربه وللخلق .

ومن بذل السلَام تحلى بمكارم الَأخلَاق فحصل التآلف والتحاب بين المسلمين
.

ومن أنفق مع اقتراه ، فقد بلغ ذروة الكرم ووثق بما عند الله ([53])

ومنها نفي صفة البخل الذميمة ، الواردة في قوله
صلى الله عليه وسلم :
((
وأبخل الناس من بَخل بالسلام )) .
رواه الطبراني ، وهو حديث حسن .

ومنها : أنه سبب من أسباب دخول الجنة .

ومنها : نشر المحبة والوئام بين المسلمين .

ومنها : أداء حق المسلم

فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال :-
(( حق المسلم علي المسلم ست : إذا لقيه فسلم عليه ... ))
الحديث .

ومنها : إغاظة اليهود

فقد ثبت في سنن ابن ماجه عن عائشة قالت :
قال النبي
صلى الله عليه وسلم :-
(( ما حسدتكم اليهود علي شيء ، ما حسدوكم على السلَام والتأمين ))

ومنها : أولوية المسلم بالله
كما ثبت في سنن أبي داود عن أبي أمامة قال :
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :-
((
إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلَام ))
ا هـ .

قال العلَامة النووي في (( الَأذكار )) :
" وينبغي لكل أحدٍ من المتلَاقين أن يحرص على أن يبدأ بالسلَام لهذا الحديث " .
ا هـ .

ومعنى الحديث كما قاله العلَامة المناوي في ((الفيض )) :

(( أولى الناس بالله )) : أي :-
من أخصهم برحمته ، وغفرانه والقرب منه في جنانه .

وقيل :
أقربهم من الله بالطاعة من بدأ أخاه بالسلَام عند ملَاقاته ، لَأنه السابق إلي ذكر الله . ا هـ .

لذا قال أبو بكر - رضي الله عنه - للأغر المزني :

(( لَا يسبقك أحد إلى السلَام )) .
رواه الطبراني ، وقال ابن حجر ( 11/16 ) : بسند صحيح . ا هـ .

ومنها الحصول علي ثلَاثين حسنة ، إن أتي بالسلَام تاماً .

ومنها : تحصيل ثواب الصدقة
الواردة في قوله
صلى الله عليه وسلم :-
((
يُصبح كل يومٍ على كل سلَامي من ابن آدم صدقة .. وتسليمك علي الناس صدقة .. ))
الحديث رواه أحمد بإسناد صحيح
وهو في صحيح مسلم بدون ذكر السلام ([54])


هذه بعض فوائد إفشاء السلَام
فهل يجسر عاقل لبيب بعد هذا على التفريط في إفشاء السلَام ؟


فجدير بالمسلم أن يفشي السلَام في الَأرض
محتسباً الَأجر في إحياء السنة ، وفي امتثالها .
ولَا يثنه عن السير في هذا الطريق ما يواجهه من أذىً ، واستهزاءٍ ، وعدم إجابةٍ
،

فإن انتشار السنن يحتاج إلى صبر ومصابرةٍ

( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )

وقد كان الطفيل بن أبي بن كعب يأتي عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -
فيغدوا معه إلى السوق .
قال الطفيل : فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله على سقاطٍ
ولَا صاحب بيعةٍ ولَا مسكينٍ ولَا أحدٍ إلَّا سلم عليه .

قال الطفيل :
فجئت عبد الله بن عمر يوماً فاستتبعني إلى السوق .
فقلت له : ما تصنع بالسوق وأنت لَا تقف علي البيع ،
ولَا تسأل عن السلع ولَا تسوم بها ، ولَا تجلس في مجالس السوق ؟
فقال : يا أبا بطن - وكان الطفيل ذا بطن -

إنما نغدوا من أجل السلَام ، نسلم على من لقيناه .

قال النووي في ( رياض الصالحين )) :
رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيحٍ . ا هـ .
المصدر أحكام السلَام
للشيخ عبد السلام برجس - رحمه الله -

:

- منقولٌ بتصرف -

انتهَى !

أحبتِي في الله ~ انظروا إلَى حرص النبيِّ - صلى الله عليْهِ وسلم -

وحرصِ صحابتهِ ال
ڪرَام - عليهم رضوانُ الله - على السلَام .

أفلَا نڪُون مثلهُم في الحِرص فنڪسب الَأجر الوفير زيادةً على التآخِي والتحآب في الله ؟!

والسلَام لَا يجبُ في حياتنآ اليومية فقطْ ، بل حتى هُنآ في النت ، في المُنتديآت .

وأرى في بيتنآ الطيِّب - مُسومس -
الڪثيير مِمَنْ لَا يبدأون أُطروحآتهِم بالسلَام ، أحتآرُ حقاً فيهِم !

أيڪلفهُم السلَامُ شيئاً لو طرحُوه ؟؟!! بالعڪس تمآماً ، بل يزيدُ في الحسنآتِ ڪثييييراً .

فلمَ نبخلُ أنفُسنآ الَأجر الوفيير ؟ ونُحرَم من التآخِي والتحآب في الله !

السلَامَ السلَامَ عِبآد الله . السلَامَ السلَام !

أصلح اللهُ حآلنآ ونفعنآ وإيآڪُم بمآ علَّمنآ وزآدنآ حرصاً وتوفيقاً لڪلِّ خيرٍ جزيلْ . الله’ــم آم’ـيــــنْ .

دآمَ المولَى رآضٍ ع’ـنڪُم وإيآنآ (: ~

: