الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ..محمد ابن عبد الله عليه اطيب الصلاة والسلام
أحيكم بتحية الاسلام والفردوس الاعلى ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
::
بسم الله الرحمن الرحيم
الخيروالشر كلمتان متضادتان تكونا كامنتان في النفس تعرفهما بعلامات وسمات تدل عليهما وكما قال الشاعر
لا تسأل المرء عن أخلاقه *** في وجهه شاهد من الخير
فسمات الخير : الحياء والكرم والإخلاص ::وأما سمات الشر:البذائة والوقاحة واللؤم .. وغيرها
حياءك فاحفظه عليك وإنما *** يدل على فعل الكريم حياؤه
من هذا البيت نفهم بان الحياء علامة تدل على ما في النفس من الخير والصلاح وهي علامة صادقة على طبيعة الانسان
فيبين لك مقدار ادبه وخلقه. فعندما تشاهد شخصا يرفض ويتحرج عن فعل الشر فاعلم ان فيه خيرا وايمانا بقدر ما فيه
من ترك الشر. فالحياء أخوتي من الاخلاق ..

(( أنصحكم اخوتي للتعرف على الاخلاق بقراءة كتاب الاخلاق في الاسلام للدكتور كايد كرعوش ))

التي تبعث على فعل كل ما هو حسن وترك كل ما هو شر ..فهو من صفات النفس التي تحمد وتستلزم البعد عن كل ما هو قبيح
وتركه وهو من افضل صفات النفس واجلها وهو من خلق الكرام وسمة اهل المروءة والفضل ..
عندما ارى عديمي الحياء اقول ...
لله درك يا ابن عفان لم يتعلموا الحياء منكــ
عندما ترى احداهن خلعت نقابها ..فقد ضاع حيائها وانطفا فيها نور الايمان
قال تعالى (وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنّهُمَ سُبُلُنَا وَإنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ )
ميزالله المرأة المسلمة على مر العصور بالحياء..فزينتها في حيائها ..
بل الاصل فيها الحياء ..وهذا الامر لا داعي للنقاش به عند المرأة ولا يقبل المساومة

إن الفتاة حديقة وحياؤها *** كالماء موقوف عليه بقاؤها

لأن الحياء عزتكــ ايتها المرأة .. قال عليه الصلاة والسلام :
( الحياء لا يأتي إلا بخير )
قال ابن القيم رحمه الله : من لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة
كما أنه ليس معه من الخير شي .
لذا لا قيمة للمرأة بدون الحياء ...

لعلنا نتمعن في حياء سيدة نساء العالمين حين قالت فاطمة رضي الله عنها لأسماء بنت عميس :
يا أسماء إني لاستحى أن أخرج غداً على الرجال من خلال هذا النعش جسمي !
قالت أسماء : أولا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟ فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق
ثم طرحت عليه ثوباً فكان لا يصف الجسم، فلما رأته فاطمة فرحت به وقالت لأسماء :
ما أحسن هذا وأجمله، سترك الله كما سترتني!
:::::::::::::::::::
بل وأعظم من ذلك حياء أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها
حينما دُفن عمر رضي الله عنه بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق في بيتها ..
قالت رضي الله عنها :
كنت أخلع ثيابى فى حجرتى ولم أكن أتحرَج وأقول زوجى وأبى
'' فلما دُفنَ عمر رضى الله عنه قالت ''
( كنتُ أشدُ علىَ ثيابى حياءاً من عمر )
المتأمل الناظر في واقع الحياة يجد أن هذا الخُلق قد فُقد اليوم عند كثير من النساء إلا من رحم الله ..
::::::::::::::::::
وبالمقارنة بين الجيل الماضي والجيل الحاضر وأعني به جيل الجدات والامهات وبين جيل اليوم وأعني
به البنت العصرية ان صح التعبير .. في التأسي بهذا الخلق !
ونظرةسريعة داخل الاسواق اليوم أو الأماكن العامة لتجد الفرق واضحا جليا وهذا الامر لا يخفى على احد ..
فقد نزع الحياء عن الكثير .. الا من رحم ربي
تبرج واضح وسفور فاضح غير آبهين لحياء !
::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::
والحياء من شيم الرجال
في مجتمعنا الكل يسخر من الرجل الخجول او الحياوي
واصبح حياء الرجل عيب بعد ما كان الحياء من الايمان
رغم ان الحياء صفة إلهية.. عن سلْمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن ربكم تبارك وتعالي حيٌّ كريم يستحي
من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ))..
والحياء صفة نبوية فقد كان عليه الصلاة والسلام أشد حياء من العذراء في خدرها وما رئي ماداً رجليه بين صحابته قط..
والمواقف الدالة على الحياء النبوي أشهر من أن نشير إليها..
والحياء صفة المؤمنين ومن هؤلاء نذكر اسماً قد لازم الحياء ولازمه الحياء حتى أصبح
صفة يعرف بها وتعرف به وهو سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه..
يقول صلى الله عليه وسلم :
(أصدق أمتي حياءً عثمان‏)
ويروى أنه لشدة حيائه رضي
الله عنه ، كان إذا اغتسل يغتسل جالساً لئلا يكشف شيء منه حتى أمام نفسه..

اذا لم تخش عاقبة الليالي
......ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير
........ولا الدنيا اذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير
.......ويبقى العود ما بقي اللحاء

وأخيرا، واعججب من أناس يستحيون من الناس ولا يستحيون من الله، يستحيي الواحد منهم
من مقابلة الناس بثوب متسخ، ولكن قلبه مملوء بالأدران
والأوساخ، فلا تسأل عما في قلبه من حقد على اخوانه، وحسد لأقاربه وجيرانه
وكبر على من دونه، ونفاق لمن أعلى منه, يستحيي ان يقصر بواجب أحد من الناس
ولكنه يهمل ما اوجب الله عليه يستحيي ان يخالف أمر فلان من الناس
ولكنه يخالف أمر الله ويرتكب نهيه يستحيي من الناس ولا يستحيي من الله
فالله أحق ان يستحيا منه من الناس حديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم ورواه البخاري.


أسأل الله ان يبارك فيما كتبت ويجعله شاهدا لي لا علي
وفقك الله الجميع لما يحب ويرضى ..
اسعدكم الباري