و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته...
بداية أحييكم على هذا الموضوع الرّائع و الذي صراحة يتكلّم بلسان الكثير الكثير من المسلمين عامّة و المسلمين العرب خاصّة.
صراحة إنّي أشكر الله و أحمده على أنّ الصّدف شاءت أن ينسى النّاس في بلدنا هذا "يوم الحبّ" بسبب الأحداث السّياسيّة التي ترافقت مع هذا اليوم من ستّ سنوات حتّى يومنا هذا.
في البداية أشير إلى أنّه في السّنين التي سبقت العام 2005 عندنا، كان لهذا "اليوم" مظهر آخر في مجتمعنا: اللّون الأحمر ينتشر، يتحوّل هذا اليوم إلى عيد بالنّسبة إلى وسائل الإعلام التي لا تقصّر في نشر كافّة أشكال الفسوق و الفجور و التّسويق لهذا اليوم على أنّه عيد "عالمي" لنشر العواطف الجيّاشة و الدّافئة بين النّاس.
كنت قبل دخولي الجامعة أنظر لهذا اليوم على أنّه خير تعبير عن التّقليد الأعمى للغرب، طبعاً هو و يوم رأس السّنة الميلاديّة، حيث لا اعتبار إسلامي لهذان اليومان و لا حتّى اعتبار قوميّ إن أردنا قياسه على مستوى الوطن العربيّ و لا حتّى اعتبار وطنيّ إن أردنا تضييق الدّائرة لتصبح على مستوى مجتمع الوطن الواحد. كنت أرى أنّ ثقافة الغرب التي اجتاحتنا عبر الإعلام استطاعت أن تعطينا حسنها و سيّئها و مجتمعنا تقّبلهما دون التّمييز بينهما، فصار الرّابع عشر من شباط عيداً لدى البعض و للملاحظة اسمه الحقيقي ليس يوم الحبّ بل "يوم العشّاق" !
لكنّني اكتشفت في النّهاية المعنى الحقيقي لهذا اليوم بعد أن أصبحت طالباً في الجامعة ممّا فتح أمامي باب التّعرف على أناس مسيحيين و بالتّالي بات بإمكاني فهم عقليّتهم المتطابقة مع عقليّة الغرب. اكتشفت أنّ هذا اليوم هو يوم تجاريّ بامتياز ! هو عيد عشّاق المال من أصحاب الشّركات و المحلّات التّجاريّة، هو اليوم الذي ترتفع فيه نسبة شراء الشّوكولا المغلّف بطريقة منمّقة، و الدّمى المحشوّة ذات اللّون الأحمر، و الهدايا البسيطة التي تحمل في ألوانها و أشكالها ما يعتبرونه "معنى الحبّ".
التّاجر في هذا اليوم لا يهتمّ لمدى حبّ فلان لفلانة، أو إن كانت العلاقة شرعيّة أم لا، بل يهتمّ فقط بماذا سيشتري بعد أن تكون وسائل الإعلام قد تولّت مهمّة التّسويق لهذا الأمر منذ زمن. لن يسألك صاحب محلّ الحلويات عن شرعيّة علاقتك أو صدق مشاعرك أو مدى إخلاصك، بل سيسألك عن الكميّة التي تريد شرائها. و في الحالتين، يبقى التّاجر ينتظر منك سؤالاً واحداً: ما هو السّعر ؟
إذن، و بعد طول كلامي، أقول أنّ هذا يوم فرحت فيه نفوس عشّاق المال بعد أن بذلوا أموالهم للتّسويق للمعاني الوهميّة الخادعة لهذا اليوم، هذا عيد حبّ المال و عيد اجتماع عشّاق الأخضر، أو الأزرق، أو الأحمر، المهمّ أن يتطابق اللّون مع إحدى العملات المعروفة ...
ختاماً، أستميحكم عذراًَ على الإطالة في الكلام و الإستطراد في السّرد
و دمتم سالمين ...

رد مع اقتباس

المفضلات