في جعبةِ الأيام..هناك حكايةٌ تُعاد قصتها مرةً بعد مرة بعد مرة !

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 11 من 11

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي في جعبةِ الأيام..هناك حكايةٌ تُعاد قصتها مرةً بعد مرة بعد مرة !

    بسم الله الرحمن الرحيم ،،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،




    "في جعبة الأيام..أقصوصة ذكرى، صغرها بصغر عمرها..قد يتجاهلها أناسها،بعيداًعنهم يقذفونها.. إلا أنها أبداً لا ترحل وتبق مؤبدةٌ في كنانة الأيام"



    حضرني قول قائل ::.
    "إن السعادة فيما لا نعرف فإن عرفنا بحثنا عن سعادةٍ غيرها !".....فكان هذا الهدير قصير المَدى !



    في جعبة الأيام..هناك حكاية تُعاد قصتها مرة بعد مرة !



    لمَ الغريبُ دوماً جميل؟..لمَ الوحشة أبداً مُستعذبة؟..لمَ يا وحدةً قاتلتني تعرفينني أكثر من مؤنسيَّ؟!!
    أود لو هجرتكِ يا عالماً يعج به عالمي .. يانفساً لستُ أدركُ مرامها قابعة بين أنفاسي !

    أيا روحاً هوتْ مهج الماضي ،وسافرتْ بعيداً مع تأرجح الأثير..وبين أحشاء الرحيلِ!..من رحمه أُنجب حاملي الذكرى،باكين مقدمهم إلى الدنيا،نادبين رِدحاً من الزمنِ طويل لا رُؤى فيه سوى شقوة وعيْشُ الأوَّاهين!
    "وإلا فما يبكيه منها وهي أرحب مما كان فيه وأرغد؟!!"

    يستقبلني ممشى الظلام..يدور بي في غشاوة الليل..يقدم لي كؤوس الضباب الأبيضُ،أعجبُ كيف يمازج الأسود ثوبكَ المهيب؟..كيف من نبض النقاء لونكَ اقتُبس؟!!..أتذوق طعماً ثلجياً يبث مزيداً من البرودة في جسدي،أرجفُ وتدثرني هالات اليأس!

    أرقبُ مشهد ارتحالٍ..أحبة صدحت بهم أيامي ذات حينٍ..يبتسمون لي ويتلاشون في الهواء المختنق أطياف أشباحٍ..
    سعادةٌ بريئة المنبعِ؛ تنضبُ مياهها وعنها الأفراح ترتحل..لتبقَ منها البقايا ،أشلاءٌ تنز ماء العينِ المرِّ..أمرُّ على بقعتها الشوهاء،وأنظرُ إنعكاساتِ الكيانِ..لا شيء،سوى وجهاً انتُزعتُ منه الملامح،تعبر فيه مواكب الأسى..شحبٌ كالموتى، حتى نبض الحياة عنه توارى،حتى الأدمع هجرت مقلتيه !


    ينتابني شعورٌ بالراحة هنا..وكأنني وهذه البقعة المنزوية عن عالم الأحياء ألاف..وكأنها هي وحدها من تفهمني!

    أرحب مطمئنةٌ بكفها الأجعد ، نافرُ العرق ، غليظ الجلد..تحتضن كفي ،
    وتسير بي حيث لا أدري..لكنني يقيناً أعلمُ ؛ أنها حيث أريد تأخذني !


    أرى مزيداً من الحطام بجواري..رفات من ماضٍ تليد.. لا يهم أسعيد هو أم حزِنُ ؛ فكلاهما في النهاية إلى التراب آلَ..أسمع قعقعة المياة تحت أقدامنا ،الطريق مبتل، بعبراتِ أناسهِ ربما !..تأوهاتٌ وأنين تلفُّ مقبرةِ الصمت..

    رعشة الليل البارد تلتهم أطرافي،تسكن جوفي..أعلمُ أن في مفترق الطرق لا شيء سوى النهاية !..
    هل أغمضُ عيناي؟..لا فلأرح أجفاني عناء الرجفِ !..يزداد ضغط يدها على يدي..وتهتز الصورة السوداء أمامي..تبدأ بالتلاشي ؛ واحد..اثنين..ثلاثة ثم لا شيء !



    في أمان الله ورعايته ،،
    التعديل الأخير تم بواسطة أَصِيلُ الحَكَايَا ; 20-2-2011 الساعة 09:05 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...