مَـااذّا .... ؟!

رَدهُ فِعـلٍ طَبيعِـيه تَـصدُر عَن أَي شَخـص يُـذكَرُ أَمَـامهُ أَمـرٌ جَـلل أَو خَـطبٌ عَظِيم وَ رُبَمـا كَـان كَذلِكـَ فقطَ لَـأنَهُ لَم يَكُـن مُتَوقعـ ....
وَ لكِن مَـا يَهُمـ الـَأن أَنهَـا قَـد صَدَرت مِـني عِندَمَـا سَمِـعتُ قَـريباً لِـي يَنقُـل لِـي خَـبراً مَـفَـادهُـ أَن إبن عَمِـي يَذكُـرنِي بيّنَ النَـاسِ بالسـؤء .... حَـقيقهَ عَجِبتُ جِـداً مِـن سَمـاعِ ذَّلِكَـ الخَـبر

كَـيفَ ذَلِكَـ وَ هُـو إبنُ عَمِـي حَـسب الـأَورَاق الرَسمِـيه وَ حسَـب مَـا تَقُولَـه كُـتُب التَارِيخـ .
نَعمـ هُـو إبنُ عَمٍ لِـي يُنَـاصِـبُنِي العَداء وَ لـَا يفتَـأُ يُمَـزِقُ سُمعَـتي بينَ الـنَاس وَ ليس ذَلِكَـ فحَـسب بَـل وَصَـل أَذاءهُـ إلـا أَنْ يُعْمِـل يَـديهِ فِـي أَقَـارِبـي فَـألحَـق بِهم مِن الـَأذى الشيئُ الكَثِـير .... وَ لم أَسلمـ أَنا كَـذلِكـ .
كُـل هَـذا وَ أَنـا صَـامِـت جُـل مَـا أَفعَـلهُ هُـو أَن أَذهَـب لِمُـواسَـاهِ أَقَـارِبي وَ أُدِينَ مَـا قَام بِـه إبن عَمـي المَرِيض .. المُتَعطِش للمَشاكِل وَ الـأَذى ....
بَعـد أَن بلغَـ بِي الـأَذى مَـدَاهُـ قَـررتُ أَن أَقُـومَ بزِيَـارتِه لَـأعرِفَ مِـنهُ سَـبب هَـذا العـداء المُتَواصِل الذي مَسنِي مِنه ضُـرٌ عَظِيم .... لَقِـيت هَـذهِ المُبَـادره تَـرحيب الكَـثيرين وَ تعَـنُت إبن عَمي الذَّي طَالب بمَطالب أَبسطَ مَـا يُقَـال عَنهَا أَنهَـا تَعسُفيه .....
لَمـ أَقنَط وَ أَنـا أُحَـاوِل مِـراراً وَ تِكـراراً عسى أَن ينشَرحـ صَـدرهُـ وَ يقبل بلِقَـائي .... وَ قـد صَـار ..فقد إلتَقيتُ بِـه وَ جلسنَـا نتَحـادث وَ قـد بـدا عَـدم إحتِـرامه وَاضِحَـاً جَلِـيا .. وَ لكِـني أَثـرتُ عَـدم الـإكتِراث لـَأجل أُولئِكـ الذَّين مَسهمـ أَذاهُـ ...... أَو هَكـذا ظَننت .
ظَللنا السَاعَات وَ الليَالِي الطِـوال نتحَـادث وَ نتجَـادل وَ أَنـا لَـا اُحـرز أي تَقـدُم فَهـو مَـا أَنْ يَدخُـل بِفكـره حَـتى يَخـرُجـ بـأُخـرى .... فَوجـدُت نَفِـسي إنمَـا أُضِـيعُـ وَقتِـي وَ لَـا أَرى للـأَمرِ نَـورا .. إنمَـا هُـو نَفقُ مُظلِم الـأَركَـانِ أَسـوَد الجَـوَانِب . إستَجمَعت بَعض أَعصَابِي حَـتى لَـا تنفَلِـت وَ سَـألـت :
لِمـ كُـل هَـذا وَ نحـنُ أَبنَـاء عُمـومه وَ بيننَـا نَـسَبٌ وَ دمـ ؟!
أَجـاب وَ ليتَـهُ لَم يفعَـل :
مَـا تنتَظِر مِنـي وَ نحَـن ضِـدان لَـا يلتَقِـيان .... ثُم كَـيف تُنَـادِيني بـإبن عَم وَ ديِنُكَـ يَـقُـول غَـير ذَلِكـ ؟!
قُـلتُ مُندَهِشـاً : دِينِـي ؟! ... أَليسَ هُـو دِينكَـ أَيضَـاً ؟!
قَهقَـه قَـائلَـاً :
دِينِـي ؟! ........... لَـا تَكُـن غَبيـاً فَـأي أَحـمق ذَاكـ الذَّي يتَبِعـُ مَـا تعَتنِقُـون ؟! فَـمَـا أَنـا إلـا شَخص ...........
لَمـ أَشعُـر بشيئ حِينهَـا فَقـد أَحسستُ أَننـي بفَـراغٍ عَظِيمـ شُـلت فِـيه كُـل أَعضَـائي فَليس لِـي عَـينٌ تُبصِـر أوَ أُذنٍ تَسمَعـ وَ لَـا حَتـى جِـلدٌ يَحـس فقَط كُنت أَرى ضَـباباً أَبيضَـاً أَمـامِـي وَ صَـدى لِـكَلِمـات تَـدق فِـي أُذنِـي وَ تَـرتَـد ..... بَقِـيتُ عَلـى هَذهِـ الحَـال مَـا بقِـيت فَـاللهُ وَحـدهُـ يعَلمـ .
فالـأَن عَـرِفتُ سَبب هَـذِهـ العَـداوه المُتَصِـله فَلكَمـ كُنتُ غَـبياً وَ أنـا أَتجَـاهل مَـا فعَـلهُ وَالِـدهُـ بَـوالِـدي وَ لَكـم كُنتُ أَحمَـق وَ أَنـا أَعتَقِـد بَـأنَ الزَمـنَ قَـادِرٌ عَلى تَغِـيرِ مَـا بالنِفُـوسِ وَ تنَـاسيتُ أَنـهُ مِـن قَـومٍ رَضِعُـوا الحِقْـدَ وَ شَـرِبُـوه شُـربَاً لَـا لـشيئ إلـا أَن قُلنَـا رَبُنَـا الله وَ نبيُنَـا مُحَمـد .
لَمـ أَفِـق إلَـا وَ أَنـا أُسكِنُ خِنجَـراً فِـي صَـدرِه ......... عِندهَـا شحظت عَينَـاهُـ لبُـرهَهٍ وَ أبتَسمـ إبتِسَامه سَـاخِـره ....... نَـزعَـتُ الخِـنجَـر وَ تَـراجعَـتُ إلـى الوَراءِ مُمسِكَـاً إيَـاهُـ - أَي الخِنجَـر – بِكِلْتَـا يَـديَّ وَ جِسمِي يَهتَـزُ مِـن تلِكُم النَظـرات وَ تِلكَـ الـإبتسَامه التي قَفـزت عَلى وَجـه رَجُـل يحتَضِر وَ لَـا أَظُـن أنـهُ يَـرى شيئاً يَـدعُـوه للضَحِكـ .
قَـالَ وَ الرُوح تَحشـرَجُـ فِـي صَـدْرِهـ : ( قَـد تَـأخـرتَ كَـثِيراً بفِعلَتِكـ هَـذهِـ فَمـا زَرعتَهُ لَـا تَمحـوه طَعـنَهُ خِنجَـر وَ لـَا مَـوتُ فَـرد فَـأنَا يَـا إبنُ عَمـ مَـزروعٌـ فِـي الصِـدور ، فِـي الحُكَـام وَ حتَـى فِـي الكَلَـام ، نَحـن يَا ابن عَم نَحـن فُـرقه السنِين وَ تشَـتتُ الـأولين وَ ضيَـاعُ الـأَخِـرين ، نَحـنُ أَنتم عِندمَـا تبتَعِـدون ، نَحـنُ أنتمُ حِـين تَـرقصُـون ، نَحـن أنتم إذ تَـدبرُون ، فإن كُنتَ نَـاصِحَـاً فَأقتُـل قَـومَكـ ثُمَ أَقتُـل نَفسكـ حِينهَـا فقَط أَمـوت غَـير ذَلِكَـ لـَا ) .


أَجـبتُ : ( يَـا هَذا مَـا زرعَتمـوهُ بَـاطل أَخـرهُ إلـى زَوال ، فَنحـنُ أُمـه خَصهَـا الله دُون الـأُمم بسيدِنَا الهَادي فَمهمَا رَأيتُمـ مِنا ضعَفاً وَ هَـوان فَمصِـريُنَـا يبقَـى فَـوق كُـلِ الـأُمَم فَـأهـدأَ بَالـاً وَ قِـر عَـينَـا فـإن لَنا مَـنهجَاً لَـا يَـأتيه البَاطِل بين يدَيه وَ لَـا مِـن خَلفِـه فإن رَأيت مِنـا تَقصِـير أَو ضَـياع فمَـا تِلكَـ إلـا وَهلـه ضَعف نَعـود بَعـدهَا أَقـوى فَـالنَار تَحـت الرَمَـاد .
فَعـسى أَن يَـرى قَـومُكَـ مِنـا سَـواداً كَسـوادِ البَحـر إذ يُغَطِـيه السَحاب ، وَ لَكـ أَن تَرى أَول بُشرِيات النَصـر بِعـيون شَـباب التَغير ، أَمـا أَنتمُ فَمـا أرى مَـصيركُمـ إلـا كَمصيركَـ الـأن وَ إنـا لَـنُعلِنُهَا ثَـوره عَليكُمـ حَـتى النَصـر ).
.
.

فَـأعتَبِروا ......
وَ انت يَـا مَـن لَكـ إبن عَم قَـد هَـد الدِيـار وَ عَلمَكُمـ الفِـرار وَ رَمـاكُمـ ببئر مَـا لَـهَا قـرار أَمـا آن الـأَوان أَن يتطَاير الشَـرار فَـو رَبي إنهُ لَعهَـدُ الـأَحـرار .
فَما عَـاد العِنَـاقُ ينفَعـ وَ مَـا عَـادت الجَلسَاتُ تُثمِـر ... شَمِـروا عَـنْ سَـوَاعِدَكُمـ وَ أَمضُـوا ... قُـومـوا بالخَطـوهِ الـأَولى وَ أتـركُـوا البَاقِـي لَنا .... فَلـن نُجـيب عَنكُمـ الـأَن وَ لَكن سنترُكـ دِمَـاءنُا تُجـيب وَ دِمَـاءهُم تَنزِف .
فقَط ثِقُـوا بِروحـِ الشَباب فَتِلكَـ كَـانت وَصِـيه المَاردُ المَكلُـوم

فَكمَـا قَال الشَاعِـر العَشمَاوِي :
يَـا رُبَ صَمـتٍ عَنْ جَـرِيمَهِ ظَالِمٍ يُفْضِـي إِلى ذُلٍ وَ سُوءِ خِتَامِ

الـَأن نَعِيشُ الذُل وَ جُلَ مَا أَخشَـاهُ أَن نَعِيشَ لِنَرى سَوء الخَتِامـةِ ذَاكـ
بِرَبِكم هَل مِن وَقفـهٍ فِي زَمـانِ الذُل ؟!

فَقدِيمَـاً قَـالوا :
إذّا عُرِفَ السَـبب بَطُل العَجَب !

أَمّا اليَوم فنَقُول
عُرِفَ السَبب وَ زَاد العَجب !


اللهُمَ فَابُرمَ لَنا أَمـراً رَشـدا يُعَزُ فِـيه أَهلُ طَـاعَتك وَ يُـذَلُ فِـيه أَهلُ مَعصِيتِكـ
اللَهُمَ آمِـين