16 سنة مضت
مضت وكأنها دهر أطول من أي دهر
دهر يلّوح لي بأصابعة الخاملة من بعيد المكان
حتى يكاد يتراءى لي أنه دهر صغير وقريب

لا مستحيل
16 سنة مرت
أردت أن أراك.. ولم أقدر
16 سنة مرت
أردت أن أستمع إليكِ.. ولم أقدر
لم أركِ حينها.. وما زلت لا أستطيع
كم تمنيت وتمنيت

إن كانت هذه آلامي لفراقكِ الآن دون أن أقول وداعًا
فما مشاعر تلك الثمينة الجالسة بقربي
ما مشاعرها وهي من تربت بين يديك..
وهي في يوم من الأيام رحَلَت وتركتكِ وحيدة؟

طوال 16 سنة.. لم تقدر أن تراكِ
طوال 16 سنة.. لم تقدر على سماعك
كم أرادت رؤيتكِ
كم أرادت احتضانك

لن أنسى اللحظة التي رأيتها فيها تبكيكِ
لم أتخيل اللحظة التي علمت فيها عنكِ.. ولن أفعل

عشت معكِ بعض أشهر حينها
هي كل ما أتذكر من لحظات بالقرب منكِ
كنت في العاشرة إن كنت أذكر
كنت ألعب وأمرح دون أن أتحدث معكِ
ربما كان هناك حاجز لغوي
ولكن الحاجز العاطفي لم يزل
كم أتمنى العودة لتلك اللحظات الآن
لأخبركِ بما يجول في أعماقي
لأطلب منكِ أن تحضنيني أنا وابنتك

كم تمنيت أن آتي إليكِ معها
وفي كل مرة.. يأتينا العالم بشغل شاغل
هي سنة الحياة لا أنكرها ولا أمقتها
ولكن الحياة شغلتنا جميعًا عن أحبابنا
القريب منهم والبعيد

يا من أحببتم من أهلكم
لا تضيعوا الفرصة للقائهم
أخبروهم بما تشعرون
فسيأتي يوم تتمنون العودة لسن العاشرة
وربما غيرها

رحمك الله جدتي الحبيبة
لكم اشتقت إليكِ طوال 16 سنة..
وما زلت أشتاق إليكِ كما تشتاق لكِ والدتي
في جنات الخلد جدتي الحبيبة



............