في أيام الصيف، يسود هوس الهروب من الحر. متحجبة تفكر في خلع الحجاب، أو في تقصير بنطالها و أخرى ترفع الحجاب عن رقبتها لتظهر الأقراط البالغة متراً التي اشترتها البارحة، و تلبس ال"شحيطة" المفتوحة لتبدو أصابعها مزينة بالطلاء البراق و الخواتم ال"دارجة" تحت حجة الحر. و شباب يمشون شبه عراة كأنهم في منازلهم أو كأنهم عارضي أزياء محترفين اغتروا بأجسامهم فأرادوا إبرازها ليعلم من لا يعلم- فوالله إن مناظرهم لتؤذي العين من شواذها و تنم عن قلة حياء و أدب-...
كل هذه مناظر نراها عند قدوم الصيف، إن لم يكن عندكم فأنا أراها كثيراً في الشوارع خاصة و أن مدينتي ذات طابع شعبي قليلاً. و لكن ما لفت انتباهي نوع جديد من التذمر.



كان ذلك في جلسة عائلية حيث بدأ حوار حول الصلاة و كيف تبطل و ماذا يجب أن يظهر... الخ و فجأة سألت إحداهن سؤالاً: هل يمكن المسح على الجوارب المصنوعة من ال"نايلون" ( هي جوارب رقيقة جداً تظهر القدم و يمكن للماء أن يدخل منها). أجابت أمي و وافقْتُها: لا لأنها رقيقة جداً.
- و لكن عندي واحد سميك بعض الشيء.
- لا لا يمكن ذلك فالعلماء يقولون بأن المسح على هذه الجوارب بعد أن ينتقض الوضوء يبطله. و يجب خلعها و غسل الرجل كالعادة.

و هنا كانت الصاعقة !!!



ما كان من تلك الإمرأة إلا أن قالت:
- يا إلهي! ما هذا التدقيق! لماذا يحشر العلماء أنفسهم في كل شيء حتى الجوارب !؟

سبحان الله !! أبعد كل الجهد الذي يبذلونه في سبيل خدمة هذا الدين نلومهم على ذلك ؟ و هم الذين يوضحون لنا الأحكام و يبينون الحلال و الحرام و ليسهلوا علينا البحث و ليسروا لنا أمور ديننا.

في تلك الجلسة، و مع أني ظللت ساكتة لأني أعلم هذه المرأة و أعلم معتقداتها التي لا يمكن أن تتغير، أحسست بنعمة الله علي بأني أتقبل هذا الدين برحابة صدر، ولست كغيري أحس كأنه سجّان يحرمني من العيش الحر.
تلك خاطرة أحببت أن أطلعكم عليها و لأطلع على آرائكم، وضعت مجموعة من الأسئلة أتمنى الإجابة عنها:

1- هل تشاركني وجهة نظري؟ هل لديك تحفظات عليها؟ هل أنت معارض كلياً؟

2- هل ترى موقفي في السكوت صحيحاً مع العلم أن هذه المرأة كبيرة في السن و لها مكانتها في العائلة؟ ما هو برأيك الموقف الصحيح الذي كان يجب أن أتبعه؟

3- لماذا برأيك يفسر الناس الدين بأنه طريقة حياة في سجن؟ من السبب؟

4- ما هو دور العلماء في هذا الأمر؟

شكراً لحسن إصغائكم.
أختكم التي مللتم منها
ღ أفنان ღ