أما بعد :
فاني أحببت أن أنقل اليكم شئاً قرأته لأستاذي الدكتور عبد الرحمن ذاكر الهاشمي" هنـــا" مؤخراً
وما نقلته ها هنا الا لأني وجدت أن الأمر خطيرٌ جد خطير ؛ مع كل ما نراه وكل ما تتمخض عنه الأحداث في الأمة الحبيبة

آمل حقاً أن تنتفعوا به أن تنفعوا به
رضي الله عنكم وأرضاكم

~~~~
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحابته ومن والاه .

نصيحة مختصرة (ولعلها متأخرة) حول كيفية التعامل مع الإعلام عموما وما يعرف بـــ الأخبار السياسية خصوصا :
قبل التفصيل ... أذكر نفسي وإياكم بقواعد قرآنية ونبوية في التعامل مع ما نتلقاه من مدخلات محتلفة :

يقول جل في علاه : ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) [القرآن : سورة الحجرات : الآية 6] . ولعل إعلام العصر هو إلى الفسق أقرب منه إلى الإيمان والفضيلة والخلق الحسن !

ويقول جل في علاه : ((ولا تقف ما ليس لك به علم ؛ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)) [القرآن : سورة الإسراء : الآية 36] .

ويقول جل في علاه : ((إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ؛ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين ؛ لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ؛ ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم ؛ إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ؛ ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ؛ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين)) [القرآن : سورة النور : الآيات 11-17] .

وروى أبو هريرة في الحديث المرفوع الذي أورده مسلم في صحيحه وحكم بصحته الألباني : ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)) .

وللراغبين بالاستزادة من المراجع فعليهم بأبواب آفات اللسان المنثورة في كتب التفسير والحديث .
وبعد التزود من المعين القرآني والنبوي ... علينا أن نتعلم ونتدرب على ما أسميه (فقه القراءة) ... وباختصار ... علينا أن نفرق بين ما هو (يقين) وبين ما هو (شك) أو بين ما هو (حق) وبين ما هو (قابل للصحة والخطأ) .

ولعل من أوائل وأهم المهارات التي ينبغي علينا أن نتعلمها ونتدرب عليها ونصبر عليها ونكررها ونتقنها ... هي مهارات الصمت ... والتوقف ... ثم الإنصات .

أعلم أن البعض سيعتبر أن هذه المهارات (سيما الصمت والتوقف) سهلة ولا تستحق التشديد عليها ... ولكنني رأيت ولا أزال أرى أن كثيرا منا سرعان ما نقع في فخ ردود الفعل السريعة ومحاولة إظهار ما لدينا من معارف وأخبار والمسارعة في نقلها ونشرها ! ولسان حال أحدنا يقول : أنا أيضا (مثقف) ولدي الكثير من المعلومات ! ولعل السبب في هذا عوامل كثيرة ... منها :

العامل الأول : الجهل ... سيما الجهل بما يجب وما لا يجب وما هو المهم وما الأهم ، وما هي الوسائل
الأفضل والأصح للمشاركة في حمل هم النفس والأمة .

العامل الثاني : الفراغ ... مما يجعل اللغو أحد أبرز وسائل التعويض .

العامل الثالث : بعض الأعراض النفسية وأمراضها ؛ ولعل من أبرزها : العجب والغرور والكبر ... سيما إذا كانت النفس ضعيفة إلى الحد الذي تريد أن تعوض وتدافع عن ضعفها بإبراز وهم المعرفة والثقافة المصطنعة .

إذا ؛ علينا أن نعود أنفسنا على الصمت والتوقف والإنصات أولا ... ثم يأتي الحديث عن الإعلام خصوصا .

يتبع لاحقاً