حيا هلا اخوتي في الله
هذا الموضوع تلبية لطلب اخي في الله عمر حفظه الله ورعاه وجزاه عنا كل خير
فقد نبهني هذا الطلب لهذا الموضوع الخطير وكنت اقع فيه احيانا للانشغال اليد اليمنى بالماوس والاكل والشرب باليسار
غفر الله لنا ولجميع من غفل عن هذا الامر الخطير
اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك



ثبت في السنة الأمر بالأكل والشرب باليمين ، والنهي عن فعل ذلك بالشمال ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ )
رواه مسلم (2020)



وعَنْ جَابِر بنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(لَا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ)
رواه مسلم(2019)




فإن احتاج الإنسان أن يستعمل يديه معا ، فلا حرج ، لما ورد من شرب النبي صلى الله عليه وسلم من القربة والدلو ، وذلك يحتاج إلى اليدين غالبا
. ولهذا رخص أهل العلم في استعمال اليدين عند الحاجة





قال النووي رحمه الله : " قال أصحابنا : لو شرب بكفيه وفي أصبعه خاتم فضة : لم يكره. "
انتهى من "المجموع" ( 1 / ) 316)



وقال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( إِلاَّ مَن اغْتَرَفَ غُرْفةً بِيَدِه ) : " وقال بعض المفسرين :
الغَرْفة بالكفِّ الواحد والغُرْفة بالكفَّيْن.

وقال بعضهم : كلاهما لغتان بمعنى واحد.
وقال عليّ رضي الله عنه : الأكُفّ أنْظَفُ الآنية.


ومن أراد الحلال الصرف في هذه الأزمان ، دون شبهة ولا امتراء ولا ارتياب : فليشرب بكفيه الماء من العيون والأنهار المسخرة بالجريان آناء الليل وآناء النهار."
انتهى
من "تفسير القرطبي" ( 3 / 253 ،254).




وينبغي إذا حملت الفنجان باليدين أن يكون اعتمادك على اليمنى ، مع دعم اليسرى ، لا العكس ، حتى لا تكون اليسرى هي الأصل واليمنى تبع.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب



وهذا حديث ابن عمر ثبت معناه أيضا في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه
لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بشماله}} .}}
مسلم : الأشربة (2019) , وابن ماجه :الأطعمة (3268) ,وأحمد (3/334 )



وهذا النهي للتحريم، ثم علل "فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله"
ولا يجوز التشبه بالشيطان، بل إذا كان لا يجوز التشبه بالحيوانات، ولا يجوز تشبه الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل، فكيف التشبه بالشيطان!!!!!!


إذا كان الشيء مجانسا لشيء فتشبهه به لا وحشة فيه،
لكن جاء الشارع بين أن تشبه جنس بجنس آخر فيما هو من خصائصه لا يجوز،
فكيف إذا كان جنسا آخر، كالتشبه بالحيوانات، وأقبح من ذلك التشبه بالشياطين، ورأس الشياطين إبليس وذريته،
هو يأكل بشماله ويشرب بشماله، فهو هديه وسنته.



بل إذا كان لا يجوز التشبه باليهود والنصارى في هديهم
فكيف بالشيطان فهو أقبح،
وهذا يبين أنه محرم؛ لأنه علقه وعلله بأمر منكر وهو التشبه بالشيطان، خاصة في مثل هذه الخصلة،
وهي الأكل والشرب الذي يستدعي
شكر النعمة

ولهذا في حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- في الصحيحين
أن رجلا أكل عند النبي -عليه الصلاة والسلام- بشماله قال:{{ كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت -فما رفع يده- ما منعه إلا الكبر}} .
مسلم : الأشربة (2021) , وأحمد (4/46) , والدارمي : الأطعمة (2032).

دل على أن الأكل بالشمال من دلائل الكبر إلا لعذر.



وفي حديث عمر بن أبي سلمة في الصحيحين، رضي الله عنهما، أنه قال :
كنت غلاما تطيش يدي في الصحفة، فقال لي النبي -عليه الصلاة والسلام-:{{ يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك}}.

البخاري : الأطعمة (5376) , ومسلم : الأشربة (2022) , وابن ماجه : الأطعمة (3267 )



وهذه أوامر، أولها: سم الله، ثم قال: كل بيمينك، يدل على أن الأكل باليمين واجب،
والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان من سنته تناول الأشياء الحسنة بيمينه ومن ذلك الأكل بها والشرب بها.

موقع جامع شيخ الاسلام ابن تيميه