السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
تلك الغيمة البعيدة،أسكنها وتسكنني،أبثها من شجني،وتبثني الودقا،تلك الغيمة البعيدة يحسبها رائيها لفرط البعد مقطوعة الوصل،وما علم إن جسدي بأرض وروحي وساكنيها في رحب الفضا وقطنيتها البيضاء سابحين،تلك الغيمة هي غيمتي أعرفها وتعرفني،وإن ذوت الحمرة أطرافها،وإن لوَّح الشفق وجهها النقي،وإن رشفت هالات القمر،أو بلفائفها الحريرية يوما تدثر،فمحياها محفور بين حنايا القلب،وأبدا عني لن تغيب،،
حيناً أبصرها قد مدت على الأفق الرحب مملكة،وحولها الرفقة مؤنسة،،
،حيناً آخر أرى الشمل متفرق،وإذا بقطع الحمرة يحتضنها على استحياء البياض،وترمقهما صفرة زكية من البعيد،،
حتى الطير الحر أمامك يصغر،حتى الأجنحةالمداعبة لأفق السماء بين جوانحك تتقازم،،
ومن وراء بياضك تتبثق إشعاعات شمس قد توارت،ليزيد نقائك نقاء،وتزيدي روحي لك حبا،،وفيك إتساعا،ومنك أضعاف سكنا،،
وبألوان الطيف قاطبة ومن وحي الربيع مُقتبسة أنتِ،تلك لوحتكِ غيمتي،أبداً لا ينطفأ منها الضوء،،
تبارك الرحمن رائعة أنتِ،رائعٌ خيالكِ،مذهلة عدستكِ،أن تتوافق روحكِ مع سحائب السماء، أن منها تبثيها قطعا،وتودعي كاميرتكِ بعضاً من قلبكِ،وفيض أتراحٍ،وتباين شجن، لأمر حقَّ لكِ أن به ترفعين الفخر،حفظكِ الرحمن أي أخية وزادكِ للسماء حباً،وزادكِ موهبة أكثر فأكثر،،
وفي حفظ الله ورعايته،،





رد مع اقتباس

المفضلات