يَقُول اللهُ تَعالَى :


" كُلُواْ وَ شْرَبُواْ وَ لـاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لـاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ "
سُورَة الـأَعْرَاف الـأيَة " 31 "

اللَهُمَ عَلِمنَا مَا يَنفَعُنَا . . وَ أنفعنَا بِمَا عَلمتَنا . . وَ زِدْنَا عِلْمَا

مِن دَاخـل زِنزَانَةٍ بَـارِده يخَـرُج صَـوت مَبحُوح يَدعُو لِمَـن أَلقَـاهُ فِيهَـا بالهِدايَـه
وَ لِكُل مَن شَجعَـهُ وَ آزَرَهُـ . . وَ لَكن يَجب ألـا يُكثِر مِن الدُعَـاء عليه لَـانهُ أسيضَع مَن هُـو بَعدَهُ نَفس المَوضِع

أعَـانهُ الله وَ حظَـاً مُوفقَـاً لَه - سيحتَاجـهُ لَـا رَيب .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" /> - .

دَخلْتُ فَوجـدتُ مَن قبلي قد طَغوا عَلى الَـأوراق وَ لَم تسلَم الجُدرَان . . فجَلستُ فِي عَصرٍ لَيس عَصرِي لـأُحدِثَكُم عَن مَرض عَصرِي إنَهُ




كَثُرَ فِي الَـأوِنَة الَـأخِيرَة إِستِخدَام كَلِمَة القُولُون لِوصَف إضِطرَاب مَعوي يَحدُث للَـأمعَاءِ الغَلِيظَه وَ تُعرَف الـأَمعَاء الغَلِيظَة فِي المَراجِع بِإسم القُولُون (Colon) ، وَ هُو جُزء مِنْ الجِهَاز الهَضْمِي للـإنسَان ، وَلِذَّلِكَـ فَإن إستِخَدام المُصطَلح نَاقِص وَ مَغْلُوط نَوعاً مَا ، وَ المُصطَلح الـأَكْثَر دِقَة هُو " القُولُون العَصَبِي ( irritable colon ) وَ المَقْصُود بِه هُنَا نَوع مِن الـإِضطَراب المَعوي تَنشَأ عَنْهُ أَعْرَاض كَثِيرَة وَ مُتَفاوِتَة

صُنِفَ القُولون العَصبِي حَدِيثَاً عَلْى أَنَهُ مِنْ أَكثَر أَمرَاضِ الجِهَاز الهَضْمِي شِيُوعَاً ، وَ هَذَّا المَرض مَعْرُوف مُنذ مُدَة طَويلَة . . عَرِفَهُ الـأَطِبَاء العَرب القُدَامى وَ ذَكرُوه وَ وَصفُوا أَعرَاضَه فِي كُتبِ الطِب القَدِيم تَحْتَ مُسَمى مُتَميز وَ هُو " القَولَنْجـ " .

القُولون العَصبِي ضَرِيبَة عَصرِ التَقْدُمِ وَ السُرعَة ، لَـأنَهُ قَد إِنَتشر فِي الفَترةِ الـأَخِيرَة وَ صَار مِن الـأَمراضِ المُقلِقَة التَي نَدفَع ثَمنهَا مِن صِحَتنَا النَفسِية وَ الجَسدِية



القُولُون هُوَ مَا يُسَمى بالـأَمعَاءِ الغَلِيظة ِأو (المُصْرَان الغَلِيظ ) ، وَ هُو الجُزء مِن الـأَمعَاءِ الذَي يَصِل بَين الـأَمعاءِ الدَقيِقة وَ المَسُتَقِيم وَ مِن ثم فَتحة الشَرج ، وَ يَبلُغ طُول القُولُون حَوالي 1.5 متر ، وَ فِي التَقْسِيم الطِبي الحَديث يَتألف القُولون مِنْ أَربعَةِ أَجزاء هِي :

1. القُولُون الصَاعِد أو القُولون الـأَيمَن (Ascending Colon).
2. القُولُون المُستَعرِض (Transverse Colon).
3. القُولُون النَازِل أو القُولُون الـأَيسَر (Descending Colon).
4. القُولُون السِيني أَو السِيجمي (Sigmoid Colon).

الصُره هُنَـا

وَظِيفَة القُولُون الـأَسَاسِية هِي إمتِصَاص المَاء وَ الـأَملَـاح مِنْ بَقايا الطَعام المَهْضُوم قَبل دَفعهُ إِلى الخَارج عَلْى شَكل كُتْلَة بُرَازِية شِبه صَلبِة - أَكرَمكُم الله - وَ للقُولون جِدَار عَضلي يَتقلص وَ يَنبَسِط دَافِعاً تِلكَ المَواد بإتِجَاه الوَسط الخَارِجي وَ فِي القُولُون تَتجَمع الغَازات ، كَما يُؤَمِن القُولون وَسطاً مُنَاسِباً لِنمو البَكتِيرَيا المَعويِة وَ التَي لَها أَهمِية فِي صُنع بَعضِ الفَيتَامينات مِثل فَيتامِين(K) .



مُتَلَـازِمَة القُولُون العَصبِي تُسَمى بالـإنجِليزِيَة (Irritable Bowel Syndrome) وَ يُطْلَق عَليهَـا مُصطَلحات عِدة مِنْهَا القُولُون المُثَار
وَ القُولُون المُتَشنِج
وَ تَهيج القُولون

* مِثل هَذه المُصطلحَـات يستَخدِمُهَـا الـأَطِبَـاء فِيمَا بينَهُم لِعَدم إخَـافة المَريض حَتي يَتم التَـأكُد عَبر التَحاليل

وَ لَكِنهُ مَشهُور بإسم القُولون العَصبِي وَ لدى الـأَطِباء بـإختِصَارهُ العِلمي (IBS)

وَ القُولون العَصبِي هُو أَكثر أَمرَاض الجِهَاز الهَضمِي إنْتِشَاراً وَ الـأَقل وضُوحَاً لَدى الـأَطِبَاء ، حَيثُ يُشَكِل حَوالي (50%) مِن كُل المَرضى الذَين يُرَاجِعُون عِيَادات أَمراض جِهاز الهَضم

وَ القُولون العَصبِي لَيس مَعنَاهُ أنكَ تُعَاني مِن مُشْكِلَة عُضوية فِي الجِهَاز الهَضمِي وَ إِنمَا هُو إِعْتِلَـال وَظِيفي مُؤقَت للجِهَاز الهَضمِي عِند حَالَـات مُعيَنة .. وَ أَبسط تَوضِيح وَ وَصف لِمَرض القُولُون العَصبِي هُو :

حصُول إضطِرَاب فِي الحَركة العَصبِية للقُولُون ، يَنتِج عَنه سُرَعة أو بطئ فِي حَركة وَ تَقَلُصَات جُدرَان القُولون مِمَا يُؤثِر فِي عَملِيَات الهَضم وَ الـإمتِصَاص فَمعرُوف أَن بقَايا الفَضلَـاتِ المَارة فِي القُولون تَكُون أَقرَب فِي قَوامِهَا للسَائِل قَبل إمتِصَاص المَاء مِنْهَا فِي القُولون ، فَفِي حَالة سُرعة حدوثِ التَقلُص فَإن هَذه الفَضلَـات تَخْرُج بِشَكل سَائِل وَ هُنَا يَحصُل عِند المَرِيض الـإِسهَال (Diarrhea) ، وَ فِي حَالة بطئ تَقلُص عَضلَـاتِ القُولُون فَإن المَاءَ المَوجُود فِي الفَضلَـاتِ يُمتَص بِشَكل أَكبر وَ زَائِد عَنْ المَطلُوب فَيحدث حِينئذٍ الـإِمسَاك (Constipation).

القُولُون العَصبِي عَادة مَا يَبدأ بِشَكل بَسيِط إِلى دَرجة أَنْ العَـدِيد مِن الـأَشخَاص يتَعايشُون مَعه وَ لَـا يَعرِفُون أَنَهم مُصَابُون بِه , وَ لَكِنهُ أَيضاً فِي الكَثِير مِن الحَالَـات يُسَبب أَعرَاض عَنِيفَة وَ أَلم شَدِيد لِمَن يُعَانِي مِنهُ .

وَ هَذَّا الـإضطِرَاب تَحْدُث مَعه أَعرَاض أُخرَى كَثِيرة وَ مُختَلِفة مِن شَخص لَـأخر ، فَبِجَانب الـإِمسَاك وَ الـإسِهَال فَإن العَلَـامة الَـأكثر برُوزاً وَ وضُوحَاً فِي أَغلَب مَرضى القُولُون العَصبِي هِي حُدوث مَشاكِل نَفسِية وَ تَوتُرَات عَصبِية .



عَلى الَـأرجَح فَإن الحَركة الغِير طَبِيعية وَ التَقلُصَات العَصبِية لِجُدرَان القُولون هِي السَبب فِي تَسمية القُولون العَصبِي بِهَذا الـإسم وَ لَيس بِسَبب الحَالة النَفسِية وَ العَصبِية التَي تُرَافِق مَريض القُولون العَصبِي ، كَما يَعتَقِد عَامة النَاس .



أَعرَاض القُولون العَصبِي كَثِيرَة وَ مُتَنوِعَة وَ مُختَلِفة مِن شَخص لِـأخر حَسب شِدة الخَلل الحَادِث فِي وَظِيفِة القُولون وَ حَسب العُمر وَ الحَالة النَفسِية وَ عَوامِل أُخرَى مُهِمَة ، وَ قَد تَتأرجح حَالة مَرِيض القُولونِ العَصبِي فَتستَكين الَـأعرَاض فِي أَيام وَ فَترات مُعَينة وَ تَعُود بِشدَة أَو بِشَكل مُتَفَاوت فِي أَيام مُعَينة .

يُمكِن تَلخِيص أَهم الَـأعراض بِالتَالِي:

إِنتِفَاخ البَطن نَتِيجَة زِيَادة الغَازات وَ مُرَافقة ذَلِكَ مَع ألَـام فِي المَنطِقَة السُفلِية مِن البَطن وَ صَوت زَغولة وَ قَرقرة صَادِرة مِن البَطن وَ قد يَبدأ الـألَم فِي الـاِنتِقَال إِلى الجِهة اليُسرَى أَسفل البَطن عِنْدَ غَالِبيةَ المَرضى أَو إِلى الجِهة اليُمْنَى عِند البَعض مِنهُم ، وَ مِن أَبرَز الـأَعرَاض كَذلِكَ ظُهور الـإِمسَاك المُتَكرر أو الـإِسهَال المُتَكرِر أو الـإثنَين مَعاً فِي كَثِير مِن المَرضَى وَ شَكوى المَرِيض مِن عَدم رَاحته عِند التَغوط وَ صُعوبة التَبرز رُغم شعورِه بِرغبة شَدِيدة فِي ذَلِك.

وَ بَعد فَترة وَ عِند إِهْمَال المَرض أَو الـإِفرَاط فِي إستِخدام المُهَدِئات فَقط يَتطور المَرض وَ يَبدأ الشُعور بِضيق فِي الصَدر وَ أَلم فِي أعلى مَنطِقَة القَلب نَتِيجَة ضَغْط الغَازَات عَلْى الحِجَاب الحَاجِز وَ قَد يَمتد هَذَّا الـأَلم إِلى الخَلف بِاتِجَاه لَوح الظَهر .

بَعدها بِفَترة وَجِيزة يَبدأ مَرِيض القُولون فِي الـأَغلَب بالدُخول فِي أَعرَاض القُولون المُزْمِن وَ هُنا يَحدث تَدهُور فِي الحَالة النَفسِية للمَرِيض هَذا إِن لَم تَكن الحَالة النَفسية السَيئة هِي المُسَبِبة للقُولون العصَبِي أَصلَـاً !

تَزداد المَشاكِل النَفسِية مِثل القَلق وَ التَوتر وَ الـإكتِئاب عِند مَرِيض القُولون العَصبِي وَ فِي النِهَاية يَتطور الـَأمر إِلى الوَسوَاس القَهرِي وَ هِي مِن أَشد المَراحِل عَلى مَرِيض القُولون العَصبِي ، حَيثُ يَبدَأ غَالِبية المَرضى بِإستِخَدام العِلَـاجَات وَ الـَأدوية النَفسِية .

كَذلِكَ قَد تَظهر أَعراض غَرِيبة تُشَكِل عَائِقاً أَمام الـَأطِباء وَ المُختَصِين فَيعجِزُون عَن تَشخِيص القُولون العَصبِي مِن هَذه الـأَعرَاض

الحَرارة فِي مَناطِق مُعَينة فِي الجِسم كَحرَارة غِير مُبَررة فِي الظَهر وَ أَسفل الظَهر وَ بَعض المَرضى تَتركز الحَرارة فِي الـأَطرَاف أَو حَتى حَرارة فِي الجَوف،

وَ هُنَاك أعَراض مُرَافِقة أُخرَى مِثل الشُعور بالـإختِنَاق وَ الحمُوضَة وَ سُوء الهَضمِ وَ ألَم فِي الجَانِب الـأَيسَر أَسفل البَطن وَ ظُهور البَواسِير وَ بالذِات فِي مَرضى القُولون العَصبِي المُزمِن بِسَبب الـإمسَاك الدَائِم وَ فِي الوَقت الحَالِي لَعل أَحد أَكثر أَسباب ظُهور البَواسِير مُضَاعفَات القُولُون العَصبِي لِذلِكَ يَصعُب عِلَـاج البَواسِير مَا لم نَتخلص مِن العِلة الرَئيسِية.

هُنَاك أَعرَاض أُخرَى قَد يَشتَكِي مِنهَا بَعض مَرضى القُولون العَصبِي وَ لَـا يُوجَد عَلِيهَا أي إِثبَات بِأن القُولون العَصِبي مَسؤول عَنها مسؤولية مُبَاشِرة ، فَالصُداع مَثلَـاً وَ الشَقِيقة ( الصُداع النِصفِي ) قَد نَجِد بَعض مَرضى القُولون العَصبي يَشتَكُون مِنهُمَا .




  • الـإنتِفَاخ وَ الغَازات .
  • أَصوات صَادِرَة مِن البَطن .
  • الـإِمسَاك فِي الَـأغلَب أَو الـإِسهَال بَعد الطَعام أو فِي الصَباح البَاكِر أو كِلَـاهُمَا مَعاً .
  • الشُعور بِعَدم إستِكمَال الـإِخرَاج بَعد الذَهاب للحَمام .
  • الَـام فِي البَطن وَ مَغص تُزول بَعد الذَهاب للحَمام .
  • القَلق وَ التَوتر وَ الـإكتِئاب .
الصُوره هُنَا




لَم يَتوصَل الطِب لِمعَرِفة الـأَسبَاب الحَقِيقية وَ الدَقِيقة لِمُتَلَـازِمة القُولون العَصبي عَلى وَجه التَحدِيد، وَ هُنَاك الكَثِير مِن النَظرِيات حَول هَذا المَوضُوع .. وَ لَكن النَظرِية الـأرجَح تَقُول أَنْ القُولون عِندمَا يَكُون حَساساً للضَغط النَفِسي وَ بَعض أَنواع الـأَطعِمَة يَختلَّ عَملهُ مُسَبِبَاً مَا يُسَمى بالقُولون العَصبِي وَ هُنَاك نَظرِيَات أُخرَى تُشِير إِلى أَن جِهاز المَناعة الذَي يَقُوم بِحمَاية الجِسم مِن الجَراثِيم رُبَما يَكُون لَه تَأثِير فِي حَالَـات القُولون العَصبِي .
وَ يُمكِن تَلخِيص أَبرز أَسباب إنتِشَار القُولون العَصبِي فِي الدُول العَربية عَلى الـأقل إِلى التَالِي :

سُوء إِستِخدَام الغِذاء :

فَالـإفرَاط فِي تَناوله وَ عَدم وجُود جَدول لِمَواعِيده وَ تَناول الوَجبات الدَسِمة فِي أَوقات غِير مُنَاسبة كَتَناول الـأرز مَع اللَحم (الكَبسَة) عَلى العَشاء لَيِلَـاً وَ قَبل الذَهاب إِلى النَوم ، وَ الـإستِخَدام الجُنونِي للمَشرُوبَات الغَازِية وَ المُنَبِهات مِثل القَهوة وَ الشَاي . . كُل هَذه أَسباب مُهمِة قَد تُشَكل سَبب رَئيسي وَ مُهِم لِحدوث القُولون العَصبِي .

زِيَادة الرَفاهِية وَ قِلة الحَركة :

بِسَبب تَطور الحَياة وَ إنتِشَار وَسائِل الرَاحة مِن سَيارات وَ وسَائِل نَقل حَدِيثة وَ الـإعتِمَاد عَليهَا كُلِياً فِي التَنقل وَ إِهمَال الحَركة وَ أَهمِيتهَا . . كُلهَا عَادت بالضَررِ البَالِغ وَ أدت لـإنتِشَار القُولون العَصبِي .

الحَالة النَفسِية وَ التَوتُر العَصبِي :

فِي تِسعِينَات القَرن المَاضِي وَ بِسَبب تَزايُد وَتِيرة الـإنفِتَاح عَلى العَالم وَ دخُول عَصر السُرَعة وَ التكنُولوجِيا كُلَها أمُور إنعكست فِي أهدَافِها لِتُصبِح مَصدر قَلق وَ تَوتر لِبَني البَشر مِمَا أدى لِزيادَة التَوتر النَفسي وَ العَصبِي وَ بالتَالِي تَأثر القُولون وَ حَركته وَ حدث المَرض .

الحَرارة وَ الظرُوف المَناخِية السَيئة :

أَغلب الدُول العَربيه سَاخنه جِداً وَ قَد أَضر هَذَّا على الكَثيرِين وَ حَـد جِداً مِن النَشاط وَ قلل مِن الحَركه إلَـا بالـإعتِمَـاد على وَسائل الرَاحـه وَ قد سَـاهم ذَّلِك فِي الـإصَابه



يَجِب أَن يُدِرك الجَميِع بِأَنه لَـا يُوجد تَحلِيل مُخَتبرَي أَو إشِعَاعِي نَستَطِيع مِن خِلَـالِهَا تَشخِيص وِ إِثبَات بِأن الـأَعرَاض التَي يُعَانِي مِنَها المَرِيض هِي أَعرَاض القُولون العَصبِي ، وَ يَتِم التَشخِيص مِن خِلَـال مُقَابلةَ الطَبِيب وَ أخذ تَارِيخ المَرض بالكَامِل ، وَ بَعدهَا يَقُوم الطَبِيب بإجرَاء بَعض الفُحوصَات التَي تَشمَل فَحصاً للدِم وَ البُرَاز وَ مِنظَاراً للقُولون مِن خِلَـال فَتحة الشَرج وَ كُل هَذِه الفحُوصَات تُجرَى فَقط لـإستِبَعاد أسَباب عُضوية أُخرَى قَد تُسَبِب وَ تُشَابه أَعرَاض مِثل أَعراَض القُولون العَصبِي
بَعد أَن يتَأكد الطَبِيب مِن إستِبعَاد الـأَسباب العُضوية لـإعتِلَـال الجِهَاز الهَضمِي سَوف يَبدأ بِسُؤالِك عَن أنَواع المَأكُولَـات وَ المَشرُوبَات التَي تَظهَر مَعها الحَالة وَ كَذلِكَ يتَأكد مِن أنكَ لَـا تُعانِي مِن مُشكِلَـات نَفسِية .

الصُورَه هُنَـا




قَام البَاحِثُون بِتَطوير مَعايير كَثيِرة للتَشخِيص وَ أشهَر هَذه المَعايِير مَا يُعرف بِمعايِير رُوما (Rome Criteria) للقُولون العَصبِي وَ إضطِرَابات الـأمعاء الوَظِيفية الـأُخرى ، وَ وفقَاً لِهَذه المَعايير يَجِب وجُود أَعرَاض مُحددة لِيَتِم تَشخِيص الحَالة كَقُولون عَصبِي ، وَ مِن أَهمُهَا ألم وَ إضطِرَاب معَوي يَستَمِر لِمُدة 12 أسبوع عَلى الـأقل خِلَـال العَام وَ لَيس بالضَرُورة أَن تَكُون الـأسَابِيع مُتَواصِلة ، وَ يَجِب أيضَاً تَأكِيد وجُود إثنَين عَلى الـأقل مِن الـأعرَاض الـأتِية :

1) تَغِير فِي عَدد مَرات التَبرُز أَو طَبِيعة البُرَاز .
2) الرَغبة المُلِحة فِي التَبرز أو الشُعور بِعَدم القُدَرة عَلى طَرحِ البُراز بِشَكل كَامِل .
3) وجُود مِخَاط فِي البُراز .
4) تَمدد الـأَمعَاء.

يَقُوم الطَبِيب بِتقَييم حَالتِك وفقَاً للمَعَايير السَابِقة بالـإضَافة إلى أَي أَعراض أُخرى مَوجُودة قَد تَدل إِلى إحتِمَال وجُود مُشكِلة صِحية أُخرَى ، وَ مِن الـَأعرَاض المُثِيرة للشِكُوك وَ التَي تَتطلب مِن الطَبِيب عَمل فحُوصَات إِضَافِية:
  1. بِدَاية الحَالة بَعد سِن الخَمسِين .
  2. نَقص الوَزن .
  3. إرتِفَاع الحَرارة .
  4. التَقيؤ المُتَكرر .
إِذَا تَواجدت لَديك أَحد هَذِه الـأعرَاض يَجِب عَمل فحُوصَات إِضَافِية لِتشخِيص الحَالة .
وَ إِذا كَانت الـأعرَاض تَقع ضِمن مَعايير تَشخِيص القُولون الَعصبي وَ لَيس هُنَاك أَي مِن الـأَعرَاض الخَطِيرة السَابِقة فَعِندَهَا لَـا حَاجة للمَزِيد مِن الفحُوصَات وَ يُشَخِص المَرض عَلى أَنهُ مَرض القُولون العَصبِي


[TABLE="class: cms_table"]
[TR]
[TD]
لَــا يُوجَد عِلَـاج قَطعِي وَ نِهَائي لِحَالة القُولون العَصبِي فَهُو مِثل مَرض الحَساسِية الذَي قَد يَكُون عِند شَخص بَينما لَـا يَكُون عِند شَخص أَخر رُغم تَساوِيهُما ربمَا حَتى فِي أنواعِ المَأكُولَـات التَي يَتم تَناولهَـا وَ تَتِم مُعالجتِه بالـأتِي :

إِذا كَانت الـأَدوِية هِي الـأَساس فِي عِلَـاج أَي مَرض فَإن فِي حَالة القُولون العَصبِي تَكُون الـإرشَادات وَ النَصائِح هِي الـأَساس وَ مِن هَذهِ الـإرشَادات :
  1. إبتَعِد عِن القَلق وَ الـإكتِئاب بِقَدر الـإستِطَاعة .
  2. إبتَعِد عَن شُرب الكُحول - تَذكِيرَاً لَيس إلَـا - ^^
  3. إبتَعِد عَن شُرب القَهوة حَيث وُجِد فِي حَالَـات كَثِيرة أَنها تُساعِد عَلي ظُهور المَرض
  4. مَارِس الرِيَاضة بِشكلٍ مُنتَظِم .
  5. أَوقِف التَدخِين فوَراً .
  6. أَعِد التَفكِير فِي إختِيَار أصنَافِ غِذائك
  7. أشرب كِميات كَبِيرة مِن المَاءِ وَ خَاصة فِي حَالةِ الـإمسَاك .



ثانيا: الـأَدوية

قَد يَكتب لَك الطَبِيب لِمَن يُعَانِي مِن حَالة القُولون العَصبِي بَعض أَنواع الـأَدوية التَي تُسَاعد عَلي تَنظِيم حَركة عَضلَـات الجِهَاز الهَضمِي وَ بَعضها يُسَاعِد عَلي التَخفِيف مِن حِدة أَعراضِ حَالة القُولون العَصبي . وَ مِن هَذه الـأَدوية :
  1. Chlordiazepoxide + clidinium bromide - Librax
  2. Dicyclomine hydrochloride - Bentyl
  3. Hyoscyamine sulfate - Levsin
  4. Diphenoxylate hydrochloride - Lomotil
  5. Loperamide - Imodium
  6. Imipramine - Tofranil
  7. Amitriptyline - Elavil





يَجِب عَلى مَرِيض مُتَلـازِمَة القُولون العَصبِي أن يَتعلم طَريقة السَيطرَة عَلى مَرضِه وَ إلَـا فأن المَرض سَيًسيِطر عَليه وَ تَزيد أَعرَاضِه شِدة وَ ألماً ، وَ يَجِب عَليه أَن يَعلَم بِأَن مِفتَاح البَاب للسَيطرة عَلِيه يَكمُن فِي شَيئيِن إثنَين

أَولَهُمَا التَركِيز وَالتَنويع فِي الغِذاء
وَ الثَانِي السَيطَرة عَلْى الـإنفِعَالَـات وَ التَوتُرَات العَصبِية وَ العَمل عَلى رَفِع الحَالة النَفسِية .

:: :: ::

سُبْحَانَكَ لـا عِلْمَ لَنَا إِلـاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
هَذا مَا لَدي فـإن أَصبت فَمن الله وَ إن أَخطأت فَمن عِند نَفسي
أَترُكَكَم فِي حِفظ اللهِ وَ رِعَـايتهِ

[/TD]
[/TR]
[/TABLE]