[h=3]" أنا وحيدة مجددا"[/h]
" أنا وحيدة مجددا"
,,,،،،،،،،،،،،،،
ملخص القصة :
تبدأ عمليات تزوير للأموال تستولي على كل المدينة ، و جهاز الـ FBI ما زال يحاول جاهدا البحث عن أي خيط قد يدل إلى المزورين ، آن فتاة كانت تشاهد الأخبار و قد لاحظت شيئا ربما يقود إلى المزورين . حاولت إقناع نفسها بأنها مجرد أوهام ، لكنها في النهاية اقتنعت بأن عليها قول ما تعرفه للشرطة . تبدأ مغامرة آن بملحوظة صغيرة و ربما تافهة لكنها تنتهي نهاية كبيرة غير متوقعة .
ملاحظة : هذه القصة مؤلفة بجهدي الشخصي لذا لا أبيح لأحد نقلها إلا بذكر المصدر
( www.jazerte.blogspot.com)
لنبدأ :
في مكان قذر مظلم و رطب ، امتدت يد خشنة لرزمة من الأوراق المالية ، و بدأت تعدها و تمررها بأصابع ثخينة يكسوها شعر كثير . لكن يدا أخرى امتدت من ورائها حقيقة يد قد جاهدت لتنعم و أظافر طويلة مقززة يملؤها الطلاء الرخيص الباهت :
- ماذا تفعل يا جون ؟
- ابتعدي ، صرخ الرجل بقوة و قفز مبتعدا عنها كالقطة الشرزة .
- ما بك يا جون هذه حصتي أيضا .
- كاذبة
- يبدو أنك قد أكثرت من الشرب اليوم ، ابتعد عن النقود و دعني أرها عن قرب
ابتعد الرجل بطاعة تلقائية غريبة ، و لكنها اقتربت أكثر و أخذت تتأمل هذه النقود التي ستحقق لها ما تريد . دخل رجل آخر كثيف الشعر له رائحة عطر رخيص غريب و أشار بيده ( ابدؤوا العملية) ، هب الرجل و المرأة بحمل بعض الرزم و الخروج بسرعة ، كذلك فعل الرجل القادم و أغلق الباب وراءه .
في مثل هذه المدينة الفقيرة ، كثيرا ما يوجد الكثير من المتسولين و المحتالين و لكنها أيضا تمتلأ بالمحلات و حركة البيع و الشراء و الأماكن الصغيرة التي يتكدس فيها الناس . حينما خطت " جوليا" أولى خطواتها داخل هذا الممر تقززت و هي تردد في نفسها ( مرتع للحشرات ) و أسرعت إلى الطريق الذي تعرفه جيدا ، الممر إلي اليسار الزقاق الأول الباب الثامن إلى اليسار أيضا.حينما دخلت وجدت ضالتها الكثير من الثياب المسرحية المبهرجة و الإكسسوارات الرخيصة المقلدة و القبعات القديمة و كذلك الكثير من علب طلاء الأظافر . ارتاحت "جوليا"كثيرا و بدأت تشاهد القبعات و تجرب الثياب و تنتقي الإكسسوارات حتى أصبحت في قمة السعادة ابتاعت كل ما تريد ثم ارتدته و نظرت إلى المرآة القذرة التي أعيد إلصاقها ، عبست بقوة ثم وضعت بعض مساحيق التجميل و نظرت ثانية فابتسمت خرجت من المحل بعد أن دفعت له من الرزمة في جيبها . توجهت إلى مقهى قريب و بدأت مهمتها.
أما الرجل الأول ذي الأصابع الخشنة فقد كان يقضي وقته في محلات الإلكترونيات الرخيصة يجرب و يرى و يتأمل و يتساءل كثيرا لكنه لم يسأل قط . أما الأخير فكان يقضي وقته و يصرف ما لديه في الطعام و الشراب .
بعد أسبوع اجتمع الثلاثة في نفس المكان و بدؤوا يتشاورون و يتكلمون لكن ضيفا رابعا كان حاضرا ، شخص يجلس في تلك الزاوية المظلمة هادئ لا يحدث أي صوت . سألت جوليا بصوت منخفض :
- جون ، من هذا هناك ؟
- لا أعلم
رفعت صوتها قليلا حتى بات واضحا و هي تنادي الرجل الأخر :
بيرناردو كيف دخلت القطة إلى هنا ؟
- لا أعلم كانت هنا قبلي
اتجهت إلى تلك الزاوية و ركلت الرجل بقوة :
من أنت ؟
تدحرج الرجل الذي ظل على وضعيته ، ثم عاد إلى مكانه ، مرت عدة دقائق حتى بدا أن جوليا ستعيد الكرة :
من أنت ؟و إلا ركلتك
- جربي
غضبت بقوة و بدا أنها ستركله لكنه أمسك بقدمها و جعلها تسقط على الأرض ، ثم قال : واحد
قال بيرناردو : ما الذي تقصده بـ " واحد" ، و هل يمكنك إخبارنا كيف دخلت إلى هنا ؟
- حسنا كما تريد ،لقد دخلت إلى هنا لأنني أنتمي إلى هنا
- مالك قديم ؟!
- لا لقد أتيت لأشارك في العملية
- و لِم لَم تقل هذا تعال اجلس معنا يا رجل .
- لا سأبقى هنا
- هيا يا رجل ما بك
اقترب جون منه و رفعه من ذراعه حتى يقف لكنه سقط . أعاد جون الكرة لكن الرجل لم يحرك قدميه و لم يرتكز عليها للوقوف أبدا، حمله جون بيديه و قدم به إلى الكرسي حتى جلس . بدأ الأربعة يتسامرون و يعرفون القليل عن " جيمي " الرجل الغريب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في جو مكتبي آخر وقف الكثير من المحققين و المتحرين حول الرئيس :
اسمعوني جيدا ، لقد اكتشفنا عملية تزوير و نريد الإمساك بالمزور لكننا لم نستطع ، فهو ليس مزورا عاديا ، لقد أطلق المال من عدة مراكز من الغرب و الجنوب . و لم يكن فيها أي علامة مميزة أبدا و قد استولى على نصف المدينة التي تتعامل بالأوراق المزورة دون أن تعرف ، لذا جمعنا أفضل العملاء هنا حتى تقوموا بالكشف عن المزور ، و تذكروا أن الـ F.B.A لن تدع ذلك يمر بسلام .
تنهد الرئيس على مكتبه و أما المستشار فقد قال : سيدي استمرارنا بالصمت شيء في مصلحة المزور يجب أن نعلن الخبر في التلفاز ، ربما يكون أي شخص لديه شك قد يكون خيطا نبدأ منه .
-أنت تعلم أنني أثق بك لذا افعل ما تريد
- أشكرك سيدي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت آن ابنة الأربعة عشر ربيعا تشاهد التلفاز في مسكنها، و قد كان خبر التزوير يعلن الآن . تساءلت : لماذا تكثر الجرائم في غربي و جنوبي المدينة؟ أشكرك يا إلهي هذه حماية إلهية أنني أسكن في الشمال . ثم تابعت مشاهدة صور للأحياء الجنوبية ، و قد كانت مكتظة بالسكان شاهدت فجأة ظهر رجل كان يمشي . لكن تغير لون وجهها : إنه .... إنه شخص أعرفه . بدأت الفتاة ترتجف و تحس بالبرد مع أن مسكنها لا يحوي تكييفا في هذا الصيف ، أحضرت غطاء و تدثرت به أمام التلفاز و ظلت تراقب الشاشة ثم رأت نفس الرجل و لكنه كان يرتدي سترة من لون آخر ، فاربد وجهها كثيرا أغلقت التلفاز و ذهبت للنوم . حدثت نفسها :
- ما بك يا آن ؟ مالذي جعلك تقفزين هكذا ؟ مالذي حصل ؟
- أنا ... أنا أعرف ذلك الشخص
- كيف تعرفين ذلك الشخص يا آن ؟
- أنا أعرفه إنه شخص من طفولتي
- طفولتك لم يكن فيها سوى الرجل العجوز الذي يحضر الطعام.
- هذا غير صحيح أنا أعرف ذلك الشخص
- حكمي عقلك يا آن بمراجعة ماضيك و حياتك أنتي لا تمدين للجنوب أو الغرب بصلة
- لكنني أعرفه حقا ، و لن أحس سوى بتأنيب الضمير كلما شددوا بالتلفاز بأن من يعرف أي شيء يخبرهم
- لكنك طفلة يا آن
- انا مشوشة حقا و لا أعلم ماذا أفعل
- هيا اخلدي للنوم
استيقظت آن في الصباح التالي و عزمت على جعله صباحا عاديا . لكنها لم تستطع توجهت إلى مكتب الشرطي و أخبرته بما تعرف فقط . بحلول الليل كانت آن فعلا تتألم كلما أحست أنها لم تساهم بما تعلم ، بالطبع ماذا تتوقع من شرطي نائم ؟ حزمت أمرها و ارتدت حذائها و خرجت في الليل إلى مركز الشرطة الرئيس و أصرت بأن لديها ما يهمهم بشأن عمليات التزوير ، أدخلوها سريعا إلى مكتب المدير الذي طلب منها قول ما تعلم بالتفصيل :
سيدي ، اسمي آن و عمري 14 سنة و قد رأيت بالأمس في نشرة الأخبار صورا للأحياء الجنوبية و قد شككت برجل ظهر في الصورة ، حقيقة لم أرى سوى ظهره لكنه خرج من الصورة و دخل بلباس ثاني .
- هل أنتِ متأكدة مما تقولين ؟
- تماما
أشار الرئيس إلى الشرطي عند الباب بأن يحضر تسجيل صور الأحياء الجنوبية و شغله أمام آن و لم ينطق بكلمة بل ظل هادئا يراقب ما يحدث . كانت آن تشاهد الصور بتمعن فجأة بدأت أربع نقاط صفراء تنعكس في عينيها . إلى أن انتهى الشريط لم تحرك آن ساكنا بل كانت تعيش في عالم آخر : مالذي يحدث معي ؟ أنا أنا أستطيع تمييز أشخاص لا أعرفهم قط لكنهم مميزون وسط ذلك الحشد الهائل . أنا أنا فعلا مشوشة . بينما كانت آن تسبح في عالم آخر . خرج المدير و عاد مع رجل آخر و جلسا سوية يراقبان آن عند عرض الشريط مرة أخرى. هذه المرة ظهر في عينيها نقطة واحدة حمراء تتحرك بعشوائية داخل الحشد . شكرها الرئيس و قال أنه وثق ما تعرفه و ما قالته " و لم يشر إلى ما لاحظه أثناء مشاهدتها للشريط " .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في مكتب الـ F.B.I وضع المحقق لدى الرئيس ملفا : سيدي أحب أن تطلع على هذا
فتح الرئيس الملف و وجد به تعريفا شاملا برئيس مركز شرطة في الشمال و قصته عن فتاة غريبة و استدعاؤه للطبيب النفسي ثم تعريف شامل بالطبيب النفسي ثم قرأ ملاحظات كتبها الطبيب عن ما تشاهده آن و ما يبدوا لها و أنها تميز الأشخاص بتلقائية تامة. أغلق الرئيس الملف و قال : الشمال .. يبدوا هذا بعيدا لكن هل يمكنني أن أسمع رأي الفريق الطبي بملاحظات ذلك الطبيب.
-أمرك سيدي
فكر الرجل قليلا .. آن .. آن فتاة من الشمال تظهر لتحل لغز الجنوب و تساعد جهاز الـF.B.I يبدو هذا عنوانا شيقا للصحف . لكن لنرى ما سيقوله الأطباء . بعد فترة وجيزة عاد المرئوس :
- سيدي إنهم يطلبون وقتا أطول ليتواصلوا مع الطبيب نفسه
- جيد جدا هل نحضر الفتاة إلى هنا
- سيدي ، ربما يكون هذا محض خيال فتاة لا تعتمد عليه أبدا ربما هي كذبة .
- أنا أؤمن بقدرات هذه الفتاة ، و سيزيد إيماني بها أكثر بعدما تثبت الحقائق ، الآن أعد لي ملفا شاملا عنها .
- حاضر سيدي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت الطفلة آن مسرورة و استطاعت النوم براحة كبيرة عندما أفضت بما لديها لذلك الشرطي في المركز الرئيس. لقد كان ودودا حقا . ثم اطلعت على الأخبار و عندما خرجت من مسكنها كالعادة تفاجأت بجمهور هائل من المصورين و الصحفيين و الكثير من محطات التلفاز و المحطات الإذاعية و قد باشروا أسئلتهم في آن واحد بشكل مباشر بينما كانت الدهشة قد عقدت لسان آن . سألت المصور مالذي تفعلونه هنا ؟ يبدو أنكم أخطأتم الشخص المطلوب أنا آسفة . لكن مذيعة أمسكت بها و قالت : هل ترين أحلاما عن عمليات التزوير و المزورين ؟ هل تستطيعين تحديدهم ؟ هل تعرفينهم حق المعرفة ؟ فُجِعت آن من كثرة الأسئلة عن أمر حدث بينها و بين الشرطي بالأمس ، كيف علموا بالأمر ؟ ثم ما تلك الأشياء الغريبة التي يقولونها ؟ أمسكها بعض الشرطة و أدخلوها إلى سيارة مصفحة انطلقت بعيدا عن الحشد . نظرت آن داخل السيارة التي كان فيها شخص يرتدي بدلة رسمية ،فكرت في نفسها : محتال كبير في ملابس أنيقة . أخرجت المشرط و أمسكته بيديها و وجهته له :
-من أنت ؟
- واو هدأي روعك يا فتاة
ثم أخرج لها بطاقة رسمية ، فخطفتها من بين يديها و نظرت إليها بإمعان و دقة ثم أعادتها له :
- أنا آسفة
- لا عليكِ
- إذا ما الذي يحصل هنا ؟
- ماذا تقصدين بالضبط ؟
- أقصد إلى أين نحن متوجهون ؟
- شرقا
- لمَ ؟
- لقد جاءنا تقرير من شرطي يقول أنك تعرفين شيئا عن ... أنه ( ثم تذكر تشديد الرئيس بعدم الإشارة بما فعلته أثناء مشاهدة التسجيل) أنا أقصد أنك تعرفين شخصا خرج و دخل إلى الصورة بلباس مختلف
- آه هذا صحيح ، ما الذي يفعله الصحفيون هنا ؟
- إنهم يريدون منك إخبارهم تلك المعلومة المهمة
صمتت آن و هي غير مقتنعة بما يحدث ، سيصحبونها من منزلها إلى المقر الرئيسي بسبب شيء تافه كهذا و في سيارة مصفحة أيضا ، لا بد أن هناك شيئا ما ، لكن ما هو ؟؟

في ذلك المكان المظلم الرطب ، كان الأربعة قلقين جدا مما يحدث في الخارج ، قال بيرناردو : هل سمعتم بالفتاة من الشمال ؟ التي تقول أنها تعرفت على على المزور من ذلك التسجيل .
جوليا : تبا لهم ، لماذا كانوا يصورون الحي ؟
قال جيمي بصوته الهادئ : لا تتسرعوا ربما هي إشاعة .
جون : لكنها رأتني و ميزتني لقد قالت إنها رأت شخصا دخل و خرج من الصورة بلباس مختلف
- كان ذلك غباء منك
- حسنا كان من الأفضل ألا نخرج أبدا
- حتى نكتشف فعلا إن لم نخرج و نمارس حياتنا العادية فإن المغفلون حولنا سيدلون بذلك إنهم يفعلون أي شيء من أجل المال
- ما العمل ؟ يبدو أننا سنواصل العمل حتى يصلنا جديد تلك الفتاة . جون بما أنك تحب الإلكترونيات و تتبضع هناك ،أحضر لنا جهاز تلفاز حتى نواكب آخر الأخبار . و لنرى ما سيحدث .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ظلت آن في السيارة قرابة الساعتين و نصف . و لم تحرك ساكنا كانت فقط تحدق للأمام و تفكر . أما المحقق فقد كان يراقبها : فتاة عادية جدا ، بل يبدوا أنها طفلة لم تبلغ بعد . لها جسد نحيل و شعر بني ، ثم نظر إلى عينيها الواسعتين اللتين كانتا تحدقان للأمام ، ما خطب تلك العينين ؟ إنها تتذكر أشياء أو أنها تختلق أشياء . و ماذا عن تلك النقاط في عينيها الصفراء و الحمراء . ما الذي حصل لهذه الفتاة ؟ ماذا يحدث عندما تشاهد الشريط ؟ كيف تتعرف عليهم بتلقائية و دون وعي منها ؟ يبدو أننا سنكتشف الكثير .
عندما وصلوا دخلت آن إلى غرفة كبيرة بصحبة المحقق و طلب منها الجلوس على الأريكة ، جلست آن و هي مضطربة جدا بل ترتجف بشدة . أولا دخل عليها رجل غريب : مرحبا بك ما هو اسمك يا صغيرة ؟
- آن دوفولوسكي (عادة ما لا تذكر آن عائلتها لكنها أحست بـأن الموقف رسمي جدا )
كم عمرك ؟ و متى ولدتِ ؟
14 عاما ، في سنة 1988
بدأ يسألها أسئلة كهذه و كأنما يملأ استمارة لديه ، فاطمئنت آن بأن هذا ما يريدونه منها فقط . لكن طبيبان دخلا و طلبا من آن عينة من دمها ، أطاعتهم بدون اعتراضات لكن توترها كان يتزايد . بعدما خرج الطبيبان دخل رجل بدأ يسألها أسئلة مقلقة عن الماضي فهي لا تعرف عنه الكثير :
أين كانت تعيش ؟ في مسكني الآن . و اسم والدك ، والدتك ؟ جيمس ، أمي قد ماتت لا أعلم عنها شيئا و من اعتنى بك مع والدك ؟ امرأة أخرى ؟ أنا لا أعرف والدي سوى بالاسم أما من اعتنى بي فهي سيدة عجوز ترضعني .و بعدها من اعتنى بك ؟ زوجها سيد عجوز كان يحضر لي الطعام و يتأكد من إغلاق النوافذ و الأبواب حتى لا أسقط . هل هما على قيد الحياة ؟لا ماتا و أنا في عمر 5 سنوات و بعدها اعتنيت بنفسي و عملت حتى آكل . ماذا عن الدراسة ؟ درست سنتين و أنا في عمر 10 سنوات و توقفت . لماذا ؟ لأنني لا أجد الوقت لأعمل . و أين عملتي ؟ و الآن أين تعملين ؟ ..... استمرت أسئلة الرجل المقلقة حقا و التي كان إجابات معظمها لا أعلم . دخل رجل آخر و بدأ عكس الموضوع و السؤال عن مستقبلها و أحلامها و لكنها فعلا لم تكن تعلم . و رويدا رويدا بدأت الغرفة تمتلأ بالسائلين و المحدقين فيها . بدأت آن ترتجف انتبهت إلى كل هذه الوجوه و بدأت تتلعثم فأشار لهم رجل ( اخرجوا ) فخرج الجميع و أغلقوا الباب و بدؤوا يتناقشون : إنها لا تفيدنا بشيء - إنها لا تعلم شيئا عن نفسها - يبدو أنها قد عاشت شقاء . ظلت آن داخل الغرفة حتى أتى إليها صاحبها المحقق :
- اسمعيني جيدا ، سنجري عليك بعض الاختبارات العادية فلا تقلقي أبدا ، و إن أحسست بالتوتر فاطلبي منهم التوقف لأن التوتر يفسد كل شيء . هل تفهمين ؟
- نعم . و لكن لم كل هذه الإجرائات المعقدة ؟
- و شيء آخر لا تسألي أبدا . هل تفهمين ؟
- حسنا ( فكرت في نفسها : إنه رجل مخيف و شرير حقا )
بدؤوا يسألونها أسئلة كثيرة جدا ، و يسألون عن أشياء مختلفة و غريبة حقا حتى أنه لم يكن لها أي علاقة بالموضوع لكن الأغرب أنهم لم يسألوها عن عمليات التزوير أو المزورين أو يعرضوا عليها صورا للأحياء الجنوبية . حتى نسيت آن لوهلة مالذي أتى بها إلى هذا المكان ؟ بعد الكثير من الأسئلة قدموا إليها وجبة طعام و أخرجوها إلى حديقة لتلعب هناك . سعدت آن أخيرا يمكنها أن تلعب فقد تصلب ظهرها على ذلك الكرسي . بدى الأمر مسليا فقد ظلت تلعب حتى هبط الظلام . أدخلها المحقق إلى غرفة شبيهة بالمختبر ، و قد كان هناك فريق مستعد ليكشف عليها و يتأكدوا أنها بصحة جيدة . أجروا لها الكثير من الفحوصات لكنها لم تكن تعلم نتيجة أو فائدة أي واحد منها . بعد وهلةدخلت إلى جهاز كبير و طلب منها الطبيبان المشرفان إغماض عينيها ، بعد فترة فتحت آن عينيها بخلسة لتجد أنها مليئة بالأسلاك المثبتة في كل أنحاء جسدها من الرأس و حتى أصابع القدم ، حاولت سؤال الطبيبان اللذان كانا ما يزالان يثبتان المزيد من الأسلاك و يضغطان عليها ليتأكدا أنها ثابتة داخل الجهاز و من المستحيل أن تتحرك . كما لاحظت أن ثوبها قد استبدل بذلك الثوب الذي يخص العمليات الجراحية . بعدما تأكد الطبيبان من سلامة كل شيء خرجا ، سمعت صوتا من ميكروفون يطلب منها إغماض عينيها ثم بدأت تسمع أصواتا غريبة كصوت هدير المحرك تماما ، ثم طلب منها فتح عينيها بنفس الطريقة ، عندما فتحت عينيها وجدت الكثير من الأطباء يحدقون إليها من خلف الزجاج و يدونون ملاحظاتهم كما يتحكمون بما يحصل داخل الآلة . سمعت صوتا آخر يقول : آن ... انظري إلي
دارت عينا آن بين الأطباء باحثة عن صاحب الصوت لتجد المحقق يمسك بميكروفون و هو يقول :
آن التوتر ليس ممنوعا و لا يفسد أي شيء، لذا حتى إذا بدأتِ بالتوتر تابعي و لا تتوقفي . أشارت آن بالإيجاب ثم ظهرت شاشة كبيرة تحت الزجاج و بدأ يظهر فيها ذلك التسجيل ، حدقت آن إليه كما يفترض بها أن تفعل و ظهرت عدة نقاط في عينيها ، كان التسجيل مختلفا لذا ظهر 3 من الأشخاص فقط فظهرت 3 نقاط صفراء . ظلت تراقب الأشخاص و هم يتحركون يمنة و يسرة و يختلطون بالحشود من الناس . ظلت آن على حالها حتى انتهى التسجيل ، حدثت نفسها : لقد .. لقد فعلتها مرة أخرى .. أولئك الأشخاص هم نفسهم إنهم مميزون لي .. أنا . ثم انتبهت أنها فعلت ذلك أمام كل هؤلاء الناس الذين يحدقون فيها و بدأت تتوتر.عندما أخرجوا آن من الآلة رافقها المحقق إلى غرفة نوم تنام فيها هذه الليلة ، فكر في نفسه : هذه الطفلة التي لم يكن يتوقع منها شيئا داخل السيارة ، حددت المزورين داخل الحشد و رفعت معدلات الطاقة في الألة بشكل مذهل إنها طفلة عبقرية .
أعاد الأطباء مشهد آن داخل الآلة من خلال عدسات الكاميرا و أعادوا ما حدث في الآلة ثم تهيئوا لعرض نتائجهم . استلم الرئيس من المحقق الملف الطبي لـآن و اطلع على تجربة يوم أمس و قد بدت عليه علامات الذهول :
إن هذه الطفلة مذهلة ، لقد كان حدسك محقا أيها المحقق. يجب أن تحاولوا جعلها تدقق أكثر حتى نستطيع الوصول إلى المزورين .
- سيدي لقد بدت غريبة بعد التجربة بالأمس كما أنها حين انتهى التسجيل ارتفعت مستويات التوتر العقلي لديها
- و أثناء التجربة ؟
- كانت مستويات المشاعر العقلية معدومة لكن الحواس كانت لها طاقات هائلة . كذلك ارتفعت مؤشرات الطاقة الجسدية و العقلية بشكل لا يوصف . كما لاحظنا أنها لم تستعمل ذاكرتها أبدا .
- أي أنها لا تعرف هؤلاء الأشخاص
- نعم ، صحيح أن طفولتها غامضة و يشوبها الكثير لكنها لم تتذكر أحدا أبدا خلال التجربة
- جيد جدا وافوني بآخر الأخبار
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يا إلهي .. هكذا صرخ بيرناردو : من أين خرجت هذه الطفلة ، و كيف تعرفت علينا داخل ذلك الحشد الكبير ؟
- لقد تناقلت وسائل الإعلام أنها تخضع لتجارب تنشيط الذاكرة لتتعرف علينا.
هكذا قال جيمي ثم نظر إليهم جميعا : هل كان لكم أي علاقة بأطفال قبل 14 سنة ؟ لنبدأ معك يا جوليا ألم تكوني متزوجة ؟
- لا و لم تهربي مع رجل من قبل ؟
- لا و لكنك جميلة و من المستحيل أنك لم تفعلي ذلك في شبابك ؟
- حسنا في الواقع لقد فعلت
ماذا عنك يا جون ؟ ألم يكن لك علاقة بامرأة ؟ ألم تنجبا طفلة كهذه ؟
- لا لم أتعلق بامرأة
- و ماذا عن تنكرك المتقن ؟ ألم تتصل بأطفال طوال حياتك ؟
- حسنا مرة واحدة
- و أنت يا بيرناردو ماذا عن علاقاتك العاطفية ؟
- حسنا لقد هربت مع امرأة لكنها أجهضت صغيرنا بأمري
- أمتأكد أنه مات او ماتت ؟
- أجل لم يكن سوى مضغة من اللحم لقد رأيتها بنفسي
قالت جوليا : و أنت يا جيمي ؟ أليس لك علاقة بطفل وُلِد في تلك الفترة ؟
- أصدقكم القول كنت قاتلا هاربا و وجدت مسكنا فاختبات به و كان هناك طفل كما أعتقد و لكنه كان صغيرا جدا .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,
أتمنى أنكم استمتعتم و أتقبل كافة الانتقادات . و ستعود آن في الفصل التالي قريبا إن شاء الله